خطط بديلة للاستخبارات الأمريكية في حال الانسحاب العسكري من أفغانستان
الأحد 15/سبتمبر/2019 - 02:18 م
علي عبدالعال
نقلت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عن مسؤولين في الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» تأكيدهم وجود خطط بديلة، إذا ما قررت الإدارة الأمريكية الانسحاب من أفغانستان.
وتتمثل تلك الخطط -بحسب المصادر الاستخبارية الأمريكية التي لم تكشف «فورين بوليسي» عنها- في بناء ارتباطات مع قوى محلية أفغانية تعمل كوكيل للاستخبارات المركزية في عدد من المناطق المهمة في أفغانستان، مثل غازني وباكتيا وخوست، وهو الإقليم الذي استطاعت فيه الاستخبارات الأمريكية بناء قوة مسلحة من السكان المحليين تتألف من 6500 فرد، وتدريبهم لدعم القوات الأفغانية في مناطق التماس الحدودي مع باكستان، والتي تشكل المناطق الثلاث السابق الإشارة إليها معظم امتداداتها البرية.
وتدعم الاستخبارات الأمريكية، قوات مكافحة الإرهاب الأفغانية بالتمويل والتدريب اللازم، وتقدم لها رواتب مغرية وهو ما يضعها على رأس قائمة الرواتب العليا في أفغانستان؛ تقديرًا لخطورة التهديدات التي يواجهونها وهم يقومون بأعمالهم.
وإعادة القوات الأمريكية من أفغانستان هي إحدى الوعود الانتخابية التي قطعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نفسه في حملة ترشحه الرئاسية في عام 2016، وهو الرجل الذي يستعد الآن لانتخابات قادمة في 2020، وتعد تلك القضية مؤثرة على توجهات الرأي العام الأمريكي، نظرًا لارتفاع عدد القتلى الأمريكيين على الأراضي الأفغانية إلى 2400 قتيل منذ بدء العمليات هناك في عام 2001.
وتشير التقارير الصادرة عن وكالة الأمن القومي الأفغانية، إلى أن الجيش والشرطة الأفغانية خسرا أعدادًا كبيرة في مواجهات مع الجماعات المسلحة، وفي صدارتها حركة «طالبان» وتنظيما «داعش» و«القاعدة» على الأراضي الأفغانية.
وأشارت تقارير أمنية إلى أن هجمات المسلحين اتسمت بطابع المبادأة، وطالت البنى التحتية لمراكز تدريب وأكاديميات الشرطة في أفغانستان بنفس القدر من العنف الذي تشهده ساحات الاشتباك الفعلي بين القوات الأفغانية وأولئك المسلحين في مناطق القبائل شرقي أفغانستان.
ويرى عسكريون أمريكيون سبق لهم العمل في أفغانستان أن وتيرة العنف في هذا البلد لم تهدأ طيلة الأعوام الـ18 التي أعقبت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وقيام التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بمحاربة القاعدة في أفغانستان في عقر دارها.
وكشف تقرير إحصائي مؤلف من 270 صفحة أصدرته الاستخبارات الأفغانية عن وقوع 6445 هجومًا من مختلف المستويات في أفغانستان خلال الفترة من أول مارس 2019 وحتى نهاية مايو، وذلك بارتفاع نسبته 9 في المائة عن عدد عمليات الهجوم التي وقعت في الفترة المناظرة من العام 2018.
وطال نصف تلك العمليات في أفغانستان خمسة أقاليم وهي (هلمند وبادغيس وفارياب وحيرات وفرح)، وذلك من أصل 34 إقليمًا تتكون منها أفغانستان.
ويقول مراقبون إنه بدون الدعم العسكري والمالي الذي تتلقاه الحكومة الأفغانية فلن يكون بمقدورها الصمود في معركة المواجهة مع المنظمات المسلحة، وفي المقابل يشدد المانحون على أهمية تدقيق أوجه إنفاق أموال الدعم العسكري الذي تتلقاه كابل وترشيدها.





