مصادرة ثروة «حفيد البنا».. وجهود فرنسا لمكافحة الإرهاب
الخميس 21/يونيو/2018 - 08:59 ص
نهلة عبدالمنعم
تُحاول فرنسا تضييق الخناق
على جماعة الإخوان، وذلك بعد أن أصدرت السلطات قرارها بتجميد أصول حفيد حسن البنا
«هاني رمضان» على خلفية جهودها لمكافحة تمويل الإرهاب.
نشرت المجلة الفرنسية «Lyon Capitale» أول أمس، بيانًا، أوضحت فيه قرار وزارة الاقتصاد والمالية المرتبط بتجميد أصول 17 شخصًا، لصلتهم بالإرهاب ودعم أنشطته وفقًا للمادة 2-562l، من قانون النقد والمالية التي تهدف إلى تجميد الموارد الاقتصادية لمدة ستة أشهر للأشخاص الطبيعيين والاعتباريين أو الكيانات التي تشارك أو تُشجع أو تنتمي لأي كيان متطرف.
وطبقًا لمواد القانون، يمكن للمتهمين الاستئناف على القرار في موعد أقصاه شهران من تاريخ الإخطار، وبدوره ادعى شقيق طارق رمضان (المتهم في قضايا اغتصاب) براءته من التهم المنسوبة إليه، متظاهرًا بكونه «ضحية» المواقف السياسية.
فيما زعم للإعلام السويسري أنه لا يمتلك بالأساس أي أصول في فرنسا ولا حتى حساب مصرفي، إضافة إلى تجهيزه ردًّا قانونيًّا سيقدمه محاميه للسلطات.
ويشار إلى أن هاني رمضان باحث وخطيب إسلامي يستكمل مسيرة والده سعيد رمضان (سكرتير حسن البنا وزوج ابنته) في تأصيل الفكر الراديكالي في أوروبا، وتكمن خطورة صاحب الـ59 عامًا في سيطرته على المركز الإسلامي في جنيف كمدير له منذ عام 1995.
ويعتبر المركز الذي أسسه والده أهم أقطاب الجماعة في عام 1961 بعد هجرته إلى سويسرا في الخمسينيات -هروبًا من النظام المصري- من طلائع الكيانات الإخوانية في المجتمع الأوربي، كما أنه ناشط في أوساط الطلبة الشباب الذي يدعي المركز رعايتهم، ويعتمد في تمويله على أموال التبرعات والاشتراكات التي يُشار إلى استخدامها في دعم الأنشطة المتطرفة.
كما يقود هاني رمضان «اتحاد المنظمات الإسلامية في كانتون جنيف»، والذي أسس في 14 سبتمبر عام 2006، ويضم حوالي 9 جمعيات وكيانات تتبع إدارته، والذي يعد من أهم مراكز التمويل الخفي للجماعة في سويسرا.
وللسويسري - المصري تاريخ قديم من الرفض الفرنسي؛ إذ سبق ومنعته السلطات الفرنسية من إلقاء الخطب أو الوجود على أرضها، ومن ثم رحلته إلى الحدود السويسرية في أبريل 2017؛ بعد أن اعتبرته الدولة العريقة خطرًا داهمًا على أمنها القومي وقيمها ونظامها العام.
وفي سبتمبر 2002، تم فصله من عمله بالتدريس بعد إثارته للجدل جراء نشره مقالا في صحيفة لوموند الفرنسية يَدَّعي فيه أن فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» هو عقاب إلهي.
وفي إطار لعبة الأدوار والطبقية التي يجيدها التنظيم، يعتبر هاني بمثابة مسؤول الجماعة في سويسرا التي شهدت ولادته ونشأته، إضافة إلى سيطرة أخيه طارق (المنبوذ أيضًا في فرنسا) على بلجيكا، والتي يُسيطر فيها على «الشبكة الأوروبية الإسلامية» والمعروفة اختصارًا بـ«EMN».
ممولو الإرهاب
لم يكن هاني رمضان هو الوحيد الذي لاحقته السلطات الفرنسية خلال حملتها المكثفة للسيطرة على كلِّ الأيادي السوداء صاحبة العون الاقتصادي للحركات المتطرفة، فمن بين الـ17 الآخرين ألقت أجهزة الأمن، الأسبوع الحالي، القبض على شقيقتين تتراوح أعمارهما ما بين 30 و32 عامًا من منزلهما في منطقة لابوس، وبعدها تم احتجازهما في غرونوبل.
ويشتبه في أن هاتين قد أسهمتا في تمويل تنظيم «داعش» الإرهابي عن طريق تسهيل وإرسال التبرعات للمناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا، كما يذكر أن شقيقتهما الثالثة قد تمكنت بالفعل من السفر إلى سوريا بمساعدة زوجها في عام 2014، وتشير البيانات الأولية إلى أنها حلقة الوصل بين التنظيم والأختين الفرنسيتين المقبوض عليهما.
كما أفادت الصحافة الفرنسية بتمكن السلطات بالأمس من اعتقال شخص بالقرب من مبنى المحكمة في حي القصر بمنطقة كاركاسون على خلفية اتهامه بتمويل الإرهاب، فيما لم تُفصح الأجهزة عن اسمه إلى الآن، كما تم القبض على شاب آخر بعمر 23 عامًا في منطقة «Seine-Saint-Denis» للتهمة ذاتها.





