«فيلق الشام».. فصيل إخواني يرغب «الجولاني» في التخلص منه
عقب الخلافات التي درات بين ما تسمّى «هيئة تحرير الشام» ونظيرتها الإرهابية «جنود
الشام» في إدلب، بسبب مضايقات الهيئة للأخيرة، نشبت خلافات جديدة بسبب تحرش الهيئة
بفصيل يُسمى «فيلق الشام»، إذ قامت يوم الجمعة 27 من أغسطس الحالي، بإلقاء القبض
على أهم قياديين في الفصيل وهما؛ «عمار شرتح» و«ماهر جبس»، من دون توجيه أي تهم
بحقهم، ما أثار غضب قيادة فيلق الشام، وفق ما جاء في بيان الفصيل، و«المرصد
السوري لحقوق الإنسان».
ضغط وحصار
وبحسب المرصد، تمت العملية بالقرب من مدينة «دركوش » بريف إدلب الغربي، وذلك بعد قيام هيئة تحرير الشام بنصب أكثر من 5 حواجز طيارة لتفتيش المارة بشكل دقيق، وتم إلقاء القبض عليهم والاستحواذ على سلاحهم الفردي والسيارة التي كانوا يستقلونها في تلك المنطقة.
وعقب ذلك، نظم عدد من النشطاء المناهضين لهيئة تحرير الشام، تظاهرة في مدينة «كفر تخاريم» غربي إدلب، تطالب بوقف انتهاكات تحرير الشام بحق المدنيين والعسكريين من التشكيلات الأخرى، لأنها زادت على الحد خلال الفترة الماضية.
وقامت هيئة تحرير الشام بفعلتها، بعد إعلان ما تُعؤف بـ«غرفة القيادة الموحدة عزم»، انضمام خمسة فصائل عسكرية عاملة في ريف حلب شمالي سوريا إلى أعمال الغرفة، ومنهم فصيل «فيلق الشام».
ودائمًا تُبرر الهيئة فعلتها بأنها تقوم بذلك لأنها ترغب في محاصرة المطلوبين بحسب زعمها، إذ قال مسؤول العلاقات الإعلامية في الهيئة «تقي الدين عمر»: إن ما تقوم به الجهات المعنية في إدلب هو ضبط ومحاصرة بعض المطلوبين وأصحاب السوابق، وهذا إجراء قضائي عام يشمل الجميع وليس مقتصرًا على فئة معينة، والذي حصل هو تستر بعض العناصر ضمن هذه المجاميع الصغيرة، ومن واجب الجهات القضائية تتبعهم أينما كانوا.
وأضاف: «إنه مع تأكيدنا مرة أخرى أن إدلب وجبهاتها مفتوحة للجميع، وليس خلافنا مع من تفرغ للجبهات، أو خدم الثورة في مجالاتها المتعددة وإنما مع فئة ارتكبت قضايا أمنية وجنائية يجري البت فيها أصولًا».
الأموال تحمي « فيلق الشام» من «الجولاني»
يعتبر فصيل «فيلق الشام» منذ الإعلان عن تأسيسه في مارس 2014، بأنه مختلف عن بقية الفصائل بسبب غموض هيكلته، كما أنه تميز بدعمه المالي الكبير لعناصره مقارنة ببقية عناصر الفصائل الأخرى، ذلك نظرًا لشبكة العلاقات الداخلية والخارجية، خاصة أنه يعتبر فرع جماعة الإخوان المسلح في وسوريا، بحسب ما جاء في تقرير لـ «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأشار المرصد، إلى أن جماعة الإخوان تدعم الفصيل ماديًّا وعسكريًّا بشكل كبير للغاية، ولا تقدم هذا الدعم للهيئة، مما أثار غضب الجولاني، لأنه بذلك لا يستطيع القضاء على الفصيل، بسبب ثقله في إدلب نتيجة للأموال المسنود عليها.





