ad a b
ad ad ad

تصدعات «تحرير الشام».. هل تكون خطوة نحو التخلص من «الجولاني»؟

الخميس 12/سبتمبر/2019 - 04:21 م
محمد الجولاني
محمد الجولاني
آية عز
طباعة

ضمن حالة الانشقاق والانقسام التي تشهدها «هيئة تحرير الشام» مؤخرًا، نشر الإداري العام لما يُعرف بـ«جيش عمر» التابع للهيئة، الملقب بـ«أبو العبد أشداء»، مقطع فيديو بعنوان «كي لا تغرق السفينة»، موجهًا حديثه لقيادات الهيئة، وعلى رأسهم محمد الجولاني؛ حيث اتهم جميع القيادات بالفساد المالي والإداري والعسكري، والكذب والخداع وسرقة أموال الفقراء، وحمَّلها مسؤولية الخسائر الميدانية التي حدثت خلال الفترة السابقة.



تصدعات «تحرير الشام»..

«أبوالعبد» الذي كان قد انشق مع أكثر من 100 عنصر عن فصيل يُعرف بـ«أحرار الشام» نهاية 2016، انضم إلى هيئة تحرير الشام، وتولى قيادة إحدى الكتل العسكرية، ومن ثم أصبح قائدًا إداريًّا لما يُعرف بـ«جيش عمر».


الإرهابي المنشق، قال أيضًا: «إن انضمامه إلى صفوف الهيئة، كان بهدف المساهمة في إقامة كيان قوي، قراره داخلي غير مرتبط بالخارج، وبالتفاهمات الدولية»، مضيفًا: «الهيئة بعد ثلاث سنوات من إنشائها، لم تستطع أن تكون خارج التفاهمات الدولية رغم امتلاكها كامل المقومات لذلك».


وتابع، «أشداء» في تسجيله المصور: «الهيئة تحولت إلى إمارة خاصة يتحكم فيها أصدقاء وأقارب وأصهار القادة، ويتم وضعهم في أهم المفاصل، وسياسة الهيئة تسببت في انشقاق المئات، والشورى في الهيئة أصبحت شكلية، وكل من يعارض رأي القيادة يتم تهميشه».


نهب الأموال

واستطرد: «عناصر الهيئة لا يتقاضون رواتبهم رغم توفر المال لدى القيادة، وعندما تتم المطالبة من قبل قادة التشكيلات بزيادة الدعم، تتذرع القيادة بأنها صرفت الأموال في قطاعات أخرى، وهي أكاذيب تم كشفها في أكثر من حادثة، وسياسة التجويع التي اتبعتها الهيئة أثرت بشكل كبير على معنويات وأداء العناصر، وتسببت في الخسارة الميدانية».


وتابع: «دخل الهيئة الشهري من الأموال يكفي لكل عناصرها، فقد استولت الهيئة على أكثر من 10 مليون دولار، وأكثر من 1100 آلية ومستودعات كبيرة من الأسلحة والأغذية والأدوية، مما تعرف بـ«حركة الزنكي»، وكل تلك الأموال يتحكم فيها قادة الهيئة.


وكشف «أشداء»، أن قيادات الهيئة تركز على جمع الضرائب والسيطرة على الممتلكات العامة واحتكار التجارات ومصادرة كثير من دخل الفصائل الأخرى والتهريب وتجارة الدخان، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة.


وأثارت تصريحات «أشداء» غضب قيادات في الهيئة؛ إذ اتهمته الهيئة عبر وكالة «إباء» أحد المنابر الإعلامية التابعة لها، بالكذب والتضليل وكشف أسرار القيادات والهيئة.



تصدعات «تحرير الشام»..

انشقاقات وخلافات 

وفي السياق ذاته، تعاني «هيئة تحرير الشام» حاليًّا من أزمة انشقاقات وخلافات داخلها، وبدأت تلك الأزمات عقب اقتتال مع فصائل مسلحة خلال يناير 2017 في إدلب، وتكررت المعارك في مطلع 2018، إذ تمكنت الهيئة، كونها الأكثر قوة في الشمال السوري من طرد الفصائل من مناطق واسعة في إدلب، وتسيطر الهيئة على أبرز المعابر التجارية، كما بسطت سيطرتها على أكثر من 60% من الأراضي، فيما باتت الفصائل الأخرى وعلى رأسها ما تُعرف بـ«حركة أحرار الشام» تنتشر في مناطق محدودة.


إضافةً إلى ذلك تسببت السياسات التي يتبعها زعيمها أبو محمد الجولاني، سواءً كان بالقتال مع الفصائل الأخرى، أو فرض سياسات هيئته عليها عنوةً، في تراجع للهيئة، إلى جانب انشقاق عدد من الفصائل عنها، ومنها فصيل يُعرف بـ«جند الملاحم»، وما يُعرف بـ«جيش الأحرار» و«نور الدين الزنكي».



تصدعات «تحرير الشام»..

الإطاحة بالجولاني

وفي تصريح لـ«المرجع»، قال مختار الغباشي، المحلل السياسي نائب رئيس المركز العربي للدراسات: إن «الجولاني» لا يريد أن يصلح الخلافات والانشقاقات التي تضرب الهيئة من الداخل؛ لأنه مشغول بجمع الأموال من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهذا الأمر سيؤدي في القريب العاجل إلى حدوث انقلاب كبير من قادة الهيئة وعناصرها ضد الجولاني، ومن الممكن في أي وقت أن يتم الإطاحة به.


وأكد «الغباشي»، أنه في أي حال من الأحوال ما يحدث داخل تحرير الشام يُعدُّ أمرًا جيدًّا؛ لأنه سيضعف الهيئة من الداخل ويجعلها هشة، وسيكون من السهل على القوات السورية الوطنية أن تتخلص من إرهابها في محافظة إدلب والشمال السوري بصفة عامة.

"