مختلفة كليًّا عن عناصر الحركة.. كتيبة الموت في طالبان بدري 313
الأحد 05/سبتمبر/2021 - 04:00 م
أحمد عادل
تعد كتيبة بدري 313، من أهم الكتائب الموجودة داخل حركة طالبان، إذ إنها صاحبة أكبر هالة إعلامية ضخمة داخل الحركة، وفي طيات صورتها فهي مغايرة تمامًا لصورة الحركة التقليدية لعناصر بالعمامة يجلسون في شاحنات.
كتيبة الموت
وأظهرت الصور التي نشرتها حركة طالبان، على شبكات التواصل الاجتماعي، منذ فترة، مجموعة من المسلحين المجهزين بمعدات كاملة من سلاح حربي وخوذة وسترة واقية من الرصاص وقناع وحقيبة ظهر ونظارات للرؤية الليلية.
أصل التسمية
هؤلاء هم عناصر كتيبة «بدري 313» الذين انخرطوا في صفوف القوات الخاصة الأخرى تحت سيطرة حركة طالبان على البلاد، وتم أخذ اسمها من غزوة بدر قبل 1400 عام.
وقال خبير أسلحة «كاليبر اوبسكورا» على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «وإذا لم تكن على مستوى القوات الخاصة الغربية، ولا حتى القوات الخاصة في الهند أو باكستان المجاورة، فإن أفرادها "أكثر فاعلية 'من عناصر طالبان التقليديين».
وأكد لوكالة فرانس برس «تمت الاستعانة بهم خلال الحملة ضد تنظيم داعش بين عامي 2017 و2020". وأضاف "تاريخيا يتدخلون ضد العدو الشرس».
ووفقًا للخبير وكذلك مجلة "جينز" المتخصصة في مجال الأسلحة، فإن عدد هذه الكتيبة يقدر ببضعة آلاف على أبعد تقدير.
وقال رئيس قسم الإرهاب والتمرد في جينز، مات هينمان، «إن الكتيبة تجمع "على الأرجح بعضًا من أفضل المسلحين تدريبًا وتجهيزًا" في أفغانستان»، وأضاف «يمكننا أن نتوقع القليل من الإثارة في الدعاية التي تحظى بها». وتابع «لكنّ هناك احتمالًا كبيرًا أن تكون باكستان قد قدمت لها نوعًا من التدريب».
فعالية عسكرية
وأثبت أفراد هذه الكتيبة التي ترمز إلى معرفة عسكرية لم تكن طالبان تتمتع بها في ذلك الوقت، "فعاليتهم في ساحة المعركة" على حد قول بيل روجو رئيس تحرير مجلة "لونج وور جورنال" الأمريكية المعروفة بحربها على الإرهاب.
وأضاف: «تمكنا خلال الهجوم الأخير منذ مايو 2021 من التحقق بأن القوات الخاصة التابعة لطالبان كانت أساسية في الاستيلاء على أفغانستان» دون أن يستبعد هو الآخر وجود مبالغة.
وكما هو الحال في غالب الأحيان في مثل هذا الوضع، نهبت حركة التمرد المنتصرة أسلحة من ترسانات خصومها. في هذه الحالة من الجيش الوطني الأفغاني الذي يمده الجيش الأمريكي بدوره بالمعدات.
ويشير الخبير إلى أن «الولايات المتحدة تزود بالتالي حركة طالبان بالمعدات». منذ أيام كانت الكتيبة مسؤولة عن الأمن في محيط مطار كابول، بالتعاون مع القوات الأمريكية التي لا تزال تسيطر على مدرجه.
حتى أنها تحدت الأمريكيين من خلال نشر صورة لجنود يرفعون علم طالبان، في لقطة شهيرة مشابهة تقريبًا لجنود أمريكيين في معركة «ايو جيما» في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
مصالح سياسية
تخدم كتيبة «بدري 313» مصالح سياسية أيضًا. وترتبط ارتباطًا وثيقًا بشبكة حقاني النافذة داخل حركة طالبان، ويشارك اثنان من ممثليها في المباحثات حول الحكومة الجديدة في كابول.
ويقول بيل روجو إن الوحدة 313 تجمع بالتالي «بين التدريب العسكري لطالبان لسنوات وجهود شبكة حقاني لإضفاء الطابع المهني على المؤسسة العسكرية الأفغانية».
لذلك يجب أن يظل دورها محوريًّا في نظام «طلاب الدين»، وبحسب كاليبر أوبسكورا «إذا قامت طالبان بنشر عناصر هذه الكتيبة في موقع ما، فهذا يعني أن المكان مهم». بالتالي تعتبر الوحدة 313 «رمزًا لتطور حركة طالبان والتزامها بتحقيق غاياتها».
قبل كل شيء تعكس تقدم الحركة في المجال العسكري. كانت البلاد في حالة حرب منذ 40 عامًا وتعلمت الكثير منذ الغزو السوفييتي في عام 1979.
ويؤكد جيل دورونسورو الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة باريس 1 بانثيون سوربون «لقد شهدنا احترافًا ملحوظًا لطالبان منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي».
ويضيف: «الحرب التي يشنونها لم تعد بتاتًا كتلك التي شنها آباؤهم ضد الروس. لقد اكتسبوا خبرة ميدانيًّا وهم متميزون من الناحية التقنية».





