ad a b
ad ad ad

من فقه الحركة إلى سياسة الدولة.. الانتقال الأصعب لـ«طالبان» بعد وصولها للحكم

الجمعة 27/أغسطس/2021 - 11:28 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

باتت طالبان أمرًا واقعًا، فرض تصعيده سياسيًّا على الساحة الأفغانية، ما تزداد معه التساؤلات حول قُدرة الحركة على إدارة البلاد والتعامل مع ملفاتها المهمة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية بعد سنوات من القتال المسلح.


تدار طالبان عبر شبكة من القيادات يكتنف الغموض بعض شخصياتها، إلا أن هذا الغموض مرشح للإزالة بعد اتجاه الحركة نحو حكم البلاد، وصعود أسهمها كتيار داخلي وحيد لديه قدرات السيطرة العسكرية على الأرض، فهل التحول نحو السلطة بمفرداته الجديدة سيشكل تحديًا أمام طالبان؟ وما هي فرصتها في طلب العون من الآخرين؟، ومن هو المرشح للعب هذا الدور.


الحركة تواجه تحديات وطنية وتنظيمية

تتعدد التحديات التي تواجه حركة طالبان خلال المرحلة المقبلة بين ما هو تنظيمي يخص الحركة ذاتها وقدرتها على الانتقال كليًّا وليس جزئيًّا من السرية إلى العلن، ومن الوصمة الإرهابية إلى التكيف العقائدي، وبين ما هو وطني يخص الملفات المعقدة لأفغانستان.


إسقاطًا على تجارب الشرق الأوسط إزاء صعود حركات الإسلام الحركي للحكم إبان ثورات الربيع العربي، فإن الفشل الذي اختبرته تلك الحركات كان نابعًا أولا من عملهم لسنوات في سرية مع لعب دور المعارضة الأفقية غير المتعاونة، وبالتالي هل ستختبر طالبان درجة الفشل ذاتها، أم أن السرية كانت نسبية لديها لوجود فريق سياسي لها يعمل في النور وبحرية من داخل دولة أخرى ولديها علاقات إقليمية ودولية واسعة.


ولكن الجزء الظاهر من الحركة كان منشغلا بإدارة صراع خاص من غير المعلوم إذ ما كان سيستطيع مواكبة الأحداث الداخلية، فبعد سنوات طويلة من الحرب تعاني كابول من انهيار كبير على المستوى الاقتصادي، وهو مرشح للزيادة بعد إعلان صندوق النقد الدولي وقف دعمه للبلاد بعد استحواذ طالبان على السلطة بشكل عنيف.


وتظهر المتابعات تراجع المنظومة الصحية بكابول ما يحتاج إلى أموال طائلة حتى لا يتصاعد الغضب الشعبي ضد طالبان، وحول الاستثمارات الأجنبية ودعوة المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد للمستثمرين من أجل ضخ الأموال، فإن فرض الأمن هو أمر ضروري لجلب الأموال وبدونه لن يتحقق للحركة أهدافها.


ومن جهة أخرى، فإن حدوث مناوشات بالعاصمة حول تقاسم السلطة ورفض سيطرة طالبان على الحكم، مثلما يحدث في وادي بانشير بشمال شرق كابول على يد أمر الله صالح نائب الرئيس السابق لأفغانستان، ما يفرض تساؤلات حول قدرة حركة طالبان نحو توفيق أوضاعها مع الجماعات الأخرى وبناء حكومة توافقية أو الاستحواذ بالسلطة كاملة.

من فقه الحركة إلى

المجتمع الدولي وتحديات طالبان نحو الحكم

تمتلك طالبان علاقات دولية مهمة مع دول الجوار، وتتطلع كل منهم لاستخدام الحركة من أجل تحقيق أهدافها، ويظهر ذلك في صعوبة تقبلهم للحركات التي ظهرت عقب سقوط كابول في يد طالبان كالتيار الذي يقوده أمر الله صالح.


إذ أعلنت روسيا عبر سفيرها في كابول أن أمر الله صالح لا يحظى بشعبية كبيرة في أفغانستان، وهو تصريح في حد ذاته يدل على رغبة موسكو في التعامل مع طالبان كطرف حاكم استطاع بناء جسور ممتدة من العلاقات مع الدول المجاورة، حتى إن الصين أعلنت أن اعترافها بالحركة مرهون بتصرفاتها خلال المرحلة المقبلة كتمهيد لقبولها كسلطة.


المزيد..دلالات خفوت القاعدة في أفغانستان.. التفاهمات السياسية والعقيدة التنظيمية

"