ad a b
ad ad ad

أسباب انهيار القوات الأفغانية في مواجهة «طالبان»

الأربعاء 18/أغسطس/2021 - 01:27 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
حققت حركة طالبان، منذ إعلان الولايات المتحدة عزمها الانسحاب الكامل من أفغانستان، بسطا للسيطرة على ما يقرب من 90% من أراضي البلاد، كما دخلت قواتها مقر الرئاسة الأفغانية والعاصمة كابل، وذلك نتيجة أسباب عدة أبرزها انهيار الروح المعنوية للجنود الأفغان الذين يعانون منذ فترة طويلة لعدم استعدادهم التام لقتال الحركة.
 
وعلى مدار الأشهر الثلاثة الماضية، اهتزت ثقة الجنود الأفغان وضعفت روحهم المعنوية وهم يتابعون خطوات حركة طالبان التي بدأت في مايو الماضي. 
  
وعقب الاستيلاء على مساحات واسعة والعديد من النقاط الحيوية من أفغانستان خلال الأسابيع القليلة الماضية، أصدرت «طالبان» بيانًا، قالت فيه إنها ترغب في أن يرى الناس من جميع الأطياف مستقبلهم في نظام حكم إسلامي، يشمل حكومة تتحمل مسؤولياتها، وتخدم الجميع وتكون مقبولة منهم. 

وكانت مدينة جلال آباد- شرقي أفغانستان- آخر مدينة تسيطر عليها طالبان لتتمكن بذلك من السيطرة على نحو 90% من البلاد، لاسيما بعد سقوط مدينة مزار شريف في أيديها.

وحسب تقرير نشرته وكالة «رويترز» فإن مقاتلي طالبان تمكنوا من السيطرة على مدينة جلال آباد دون قتال، ومن ثم آمنوا الطرق التي تربط بلادهم بباكستان، حيث قال مسؤول أفغاني مقيم في جلال آباد «لا توجد اشتباكات في الوقت الحالي لأن الحاكم استسلم لطالبان». «السماح بمرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ أرواح المدنيين».

كما أكد مسؤول أمني غربي سقوط المدينة، وهي واحدة من آخر المدن التي ظلت تحت سيطرة الحكومة إلى جانب العاصمة كابل.


أسباب انهيار القوات
أسباب التقدم السريع 

عن الأسباب السريعة للتقدم، قال كارتر ملكاسيان، مستشار سابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة بالولايات المتحدة،  ومؤلف كتاب «الحرب الأمريكية في أفغانستان: تاريخ»، إن هناك سببين للتقدم السريع للحركة المسلح، أبرزهما أن الجنود الأفغان عانوا منذ فترة طويلة من العديد من المشكلات المعنوية، علاوة على ذلك لم يكونوا مستعدين لقتال طالبان، والثانى هو أن عناصر طالبان يصورون أنفسهم على إنهم الأشخاص الذين يقاومون ويحاربون الاحتلال، وهو شيء مُحبب للغاية لدى الأفغان.

وفيما يتعلق بانهيار الروح المعنوية، أكد "ملكاسيان"، أن سيطرة طالبان على المدن والمقاطعات ستؤثر على ثقة قوات الأمن الأفغانية، وتابع:«لا يوجد أدنى شك في إن روح المقاتلين المعنوية أُصيبت في مقتل بعد تعرضهم لهزيمة تلو الأخرى».


الملا هيبة الله أخوند
الملا هيبة الله أخوند زاده
قادة الحركة البارزين

تزايدت الأسئلة حول الأشخاص الذين يتولون قيادة هذه الحركة والذين بقيت أسماؤهم موضع غموض لدى الكثير من المتابعين، ومن أبرزهم الملا هيبة الله أخوند زاده، القائد الأعلى، حيث استلم الملا هيبة الله أخوند زاده قيادة حركة طالبان في مايو 2016 أثناء انتقال سريع للسلطة بعد أيام على مقتل سلفه «أختر محمد منصور» في غارة لطائرة أمريكية مسيرة في باكستان. 

ويتمتع «اخوندزاده»، بنفوذ كبير داخل الحركة لكن محللين يرون أن دوره على رأس طالبان سيكون رمزيًّا أكثر منه عمليًّا. 

فينا يأتي الملا عبدالغني برادر، رئيس المكتب السياسي، في المرتبة الثانية بين قادة الحركة، حيث نشأ في ولاية أرزغان في قندهار، وهو أحد مؤسسي حركة طالبان مع الملا محمد عمر . 

وعقب التدخل الأمريكي وسقوط طالبان عام 2001، قيل إنه كان جزءًا من مجموعة صغيرة من المتمردين المستعدين لاتفاق يعترفون فيه بإدارة كابول. لكن هذه المبادرة باءت بالفشل، حيث شغل الملا برادر منصب القائد العسكري لطالبان عندما اعتقل في 2010 في مدينة كراتشي الباكستانية. 

وقد أطلق سراحه في 2018 تحت ضغط من واشنطن خصوصًا ثم تم تعيينه رئيسًا لمكتب الحركة السياسي في العاصمة القطرية الدوحة.

وقاد «عبدالغني برادر، مفاوضات مع الأمريكيين أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي لم تسفر عن شيء.

ويأتي «سراج الدين حقاني» زعيم شبكة حقاني، ونجل أحد أشهر قادة الحرب ضد السوفييت جلال الدين حقاني، وهو الرجل الثاني في طالبان وزعيم الشبكة القوية التي تحمل اسم عائلته.

وتصنف واشنطن شبكة حقاني التي أسسها والده، إرهابية وواحدة من أخطر الفصائل التي تقاتل القوات الأمريكية، وقوات حلف شمال الأطلسي في العقدين الماضيين في أفغانستان. 

وشبكة حقاني معروفة باستخدامها العمليات الانتحارية، ويُنسب إليها عدد من أعنف الهجمات في أفغانستان في السنوات الأخيرة.

وقد اتهمت الشبكة أيضًا باغتيال بعض كبار المسؤولين الأفغان واحتجاز غربيين رهائن قبل الإفراج عنهم مقابل فدية أو مقابل سجناء مثل الجندي الأمريكي بو برغدال الذي أطلق سراحه في 2014 مقابل خمسة معتقلين أفغان من معتقل جوانتانامو.

ومقاتلو حقاني مسؤولون عن عمليات طالبان في المناطق الجبلية في شرق أفغانستان، ويعتقد أن تأثيرهم قوي على قرارات الحركة.

الكلمات المفتاحية

"