ad a b
ad ad ad

«طالبان».. زحف لا يتوقف وخطر لا ينتظر وأمريكا «مصدومة»

الجمعة 13/أغسطس/2021 - 11:58 ص
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

صدمة كبيرة داخل الإدارة الأمريكية جراء زحف طالبان داخل أفغانستان، وسيطرة الحركة خلال الأيام القليلة الماضية على عدد من عواصم الولايات الأفغانية، والمعابر الحدودية، إذ أثار تقدم الحركة والسيطرة على الأراضي والمدن الأفغانية، المخاوف بين الدول الحليفة لأفغانستان، ومفاجأة كبرى وصادمة لدى إدارة الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، حيث يخشى بعض حلفاء الولايات المتحدة ومنتقدو سياسة «بايدن» من أن تفتح الفوضى في أفغانستان الباب أمام عودة الجماعات المتطرفة للبلاد.

 


«طالبان».. زحف لا
وأعلنت الحركة الخميس 21 أغسطس 2021، سيطرتها على كامل مدينة «قندهار»، ثاني كبرى المدن في أفغانستان بعد العاصمة كابل، وكذلك على مقر الشرطة في هرات غرب أفغانستان، حيث باتت التطورات الميدانية متسارعة بعد سيطرة الحركة على عواصم 10 ولايات من الولايات الأفغانية الـ34، إذ سيطرت على كامل محافظتي «بدخشان» و«بغلان»، بالإضافة إلى 10 عواصم إستراتيجية خلال أقل من أسبوع، وهي «قندوز، وسار بول، وتالوقان، وشبرغان في شمال البلاد، وزارانج في الجنوب الغربي»، إضافة إلى الوجود القوي في الشمال، والشمال الشرقي، والمقاطعات الوسطى، مثل «غزنة، وميدان وردك، وهرات في الغرب، ومدينتي قندهار، وشكر جاه في الجنوب»، بجانب مواصلة هجومها على مزار شريف كبرى مدن الشمال سعيًا لإسقاطها، واستغلت الساعات الماضية لتثبيت سيطرتها على مناطق أخرى، كما في مدينة «إيبك» عاصمة إقليم «سَمَنْكان».

 


«طالبان».. زحف لا
صدمة أمريكية

عقب التقدم السريع للحركة والسيطرة على 10 مناطق حساسة خلال الأيام الأخيرة بعد هجوم عنيف شنته ضد القوات الحكومية وقوات المقاومة الأفغانية، والسيطرة على عدد من المعابر الحدودية، أفادت وسائل إعلام أمريكية، بأن عددًا كبيرًا من المسؤولين في البنتاجون شعروا بالصدمة والحيرة إزاء السرعة الكبيرة والتقدم الذي تحرزه «طالبان» بسيطرتها على المدن الأفغانية، حيث أكد موقع «أكسيوس» الأمريكي، أن عددًا كبيرًا من المسؤولين البارزين إضافة إلى مستشاري الأمن القومي في الولايات المتحدة, مندهشون من هذا التقدم السريع للحركة.

وأكدت «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن السرعة التي تتقدم بها «طالبان» على الأرضي الأفغانية بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية فاجأت إدارة الرئيس الأمريكي «جو بايدن»، وأثارت المخاوف بين الدول الحليفة لبلاده، التي عملت على دعم الحكومة الأفغانية، بشأن مصير العاملين في سفاراتها وقيمة الالتزامات الأمريكية.

 وأشارت إلى أنه عندما أعلن «بايدن» قراره بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان توقعت إدارته أن يدافع الجيش الأفغاني عن المدن الرئيسية، وربما يقاتل «طالبان» حتى تصل إلى طريق مسدود، وقبل الهجوم الذي تشنه طالبان حاليًا، قال المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يتوقعون استيلاء الحركة على أيٍ من عواصم الأقاليم حتى الخريف على أقرب تقدير.

وخلال تقرير صادر عن الصحيفة الأمريكية، أوضحت أن هناك استراتيجية مخطط لها بعناية نفذتها «طالبان»، أدت إلى تقدم سريع في ساحة المعركة، ما سمح لمتمرديها بالاستيلاء على سلسلة من عواصم الأقاليم، مشيرةً إلى أن الانهيار السريع للقوات الأفغانية النظامية أثار استياء الحلفاء، بمن فيهم أولئك الذين أسهموا بقوات في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وأعاد إحياء المخاوف بشأن قيمة الالتزامات الأمريكية في الخارج.. لافتة إلى أن الهند أغلقت إحدى قنصلياتها وأرسلت طائرة لإجلاء مواطنيها هذا الأسبوع.. فيما قال مسؤولون أمريكيون إن الجيش ووزارة الخارجية الأمريكية عجلا هذا الأسبوع من خطط إخلاء السفارة الأمريكية في حال استدعى الوضع في كابول إلى ذلك.

ويخشى بعض حلفاء الولايات المتحدة والخبراء ومنتقدو سياسة بايدن من أن تفتح الفوضى في أفغانستان الباب أمام عودة الجماعات المتطرفة إلى البلاد وتتيح لروسيا والصين الفرصة لتوسيع نفوذهما، على حد قول الصحيفة، حيث أكدت إدارة «بايدن» أن الولايات المتحدة دفعت ما يكفي من الأموال والأرواح خلال 20 عامًا، وستوجه أولوياتها الآن إلى إعادة بناء أمريكا والتعامل مع الصين وروسيا ودول أخرى.

وكانت الحركة اتخذت خلال الأيام الماضية، التوجه إلى اتباع استراتيجية جديدة في أعمالها القتالية بالسيطرة على المعابر الحدودية ومراكز الولايات، خاصة الحدودية منها، إذ بلغ إجمالي المعابر التي سيطرت عليها «طالبان» 7 معابر حدودية تمثل نحو ثلثي معابر البلاد منذ تصعيد أعمالها القتالية في يونيو 2021.

 


وقف الدعم المالي

في الجهة المقابلة، حذّرت ألمانيا أفغانستان، حال استيلاء حرك «طالبان» على السلطة داخل البلاد، حيث أعلن «هايكو ماس»، وزير الخارجية الألماني، أن بلاده لن تقدم أي دعم مالي لأفغانستان في حال انتزعت «طالبان» السلطة في البلاد، إذ أكد رئيس الدبلوماسية الألمانية، أن بلاده تقدم 430 مليون يورو، أي ما يعادل 505 ملايين دولار كل عام، ولن تمنح منها سنتا واحدًا إذا سيطرت طالبان على البلاد، حسبما نقلت إذاعة «مونت كارلو» الدولية.

وعن الخوف على مواطنيها جراء الزحف الطالباني، ناشدت ألمانيا مواطنيها في أفغانستان ضرورة مغادرة أفغانستان بأقصى سرعة ممكنة، في ظل تقدم مقاتلي طالبان هناك، حيث جاء في رسالة أرسلتها وزارة الخارجية الألمانية، أن السفارة الألمانية في العاصمة الأفغانية كابل توصي جميع المواطنين الألمان بضرورة المغادرة بأقصى سرعة ممكنة في ظل تردي الوضع الأمني بشكل واضح في أفغانستان، مشيرةً إلى أنه قد لا يمكنها منح أي ضمان في ظل محدودية إمكانات العمل الخاصة بها ومحدودية قدراتها الاستيعابية، وأنه قد لا يمكن ضمان الإشراف القنصلي هناك، حال زيادة تردي الوضع الأمني الذي من المحتمل أن يعقبه وقف الطيران التجاري.

وعن قتال الحركة وهزيمتها، أكدت وزيرة الدفاع الألمانية «أنيجريت كرامب كارنباور»، أنه لا يمكن هزيمة «طالبان» في أفغانستان إلا بمهمة قتالية أخرى صعبة وطويلة للغاية، وأشارت إلى أن التقارير الواردة من «قندوز» ومن جميع أنحاء أفغانستان مريرة ومؤلمة للغاية، معربة عن اعتقادها بأن طالبان كانت ستضرب حتى لو كان الجيش الألماني لا يزال في البلاد، متسائلة إن كان المجتمع والبرلمان مستعدين لإرسال الجيش الألماني إلى حرب، والبقاء هناك لجيل آخر على الأقل، مشيرة إلى أنه إذا لم تفعل ألمانيا ذلك فإن الانسحاب مع الشركاء هو القرار الصائب.

ومنذ اتخاذ قرار سحب القوات الدولية من أفغانستان، في منتصف أبريل 2021، اجتاحت الحركة الأفغانية، أجزاء واسعة من أفغانستان، الأمر الذي دفع الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا، وألمانيا، ودول أخرى، مناشدة مواطنيهم مغادرة أفغانستان بأقصى سرعة ممكنة خلال الأسابيع الماضية.

يذكر أن تسليح الأهالي في أفغانستان، بات آخر المحاولات الداخلية لوقف زحف حركة «طالبان» على المدن الأفغانية وسيطرتها على مدينة تلو الأخرى، وعلى المعابر الحدودية، حيث قررت الرئاسة الأفغانية، أنها ستسلح السكان المحليين لقتال «طالبان»، مع احتدام معارك السيطرة على مراكز الولايات الأفغانية، إذ هددت الحركة باقتحام العاصمة «كابل» حال فشل المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، وذلك في وقت أكدت فيه الحكومة الأفغانية أنها لا تزال منفتحة على المفاوضات لكن الحركة هي التي تتراجع عنها.


 
"