الخيانة طبعهم.. «الإرهابية» تسلم «داعش» مفاتيح ليبيا
الخميس 12/أغسطس/2021 - 04:23 م
محمود البتاكوشي
«ما الوطن إلا حفنة من التراب العفن»، هذه المقولة التي نطقها القطب الإخواني سيد قطب تجسد قيمة الوطن في خيال الإخوان، وبرهنوا على ذلك في جميع تصرفاتهم، فهم دائمو التحريض على أوطانهم في مشارق الأرض ومغاربها، حدث في مصر، ويحدث في ليبيا وتونس وغيرها من البلدان التي عانت من «سرطان الإخوان».
جماعة الإخوان الإرهابية، ترفع دومًا شعار التحالف مع الشيطان لتحقيق أهدافها، حتى إنها تحالفت مع تنظيم «داعش» الإرهابي، وفتحت له ليبيا على مصراعيها لممارسة جرائمه وأعماله، إذ مكنته من السيطرة على مدينتي صبراتة والزاوية غرب بلاد المختار، وتتجول سيارات «داعش» ذات الرايات السود داخلها أناء الليل وأطراف النهار، بدعم وحماية ميليشيات جماعة الإخوان الإرهابية.
وقالت مصادر إن ميليشيا محمد بحرون المعروفة إعلاميًّا بميليشيات الفار (التابعة لتنظيم الإخوان)، والمتمركزة في الزاوية، تقاتل ضد ميليشيا محمد بركة الملقب بـ«الشلفوح» والتابعة لمدينة العجيلات، في صراعهم حول النفوذ في المدينة، عقدت اتفاقا مع خلايا لداعش استوطنت المدينة؛ لتحل محلها مؤقتا؛ لانشغالها بالاقتتال ضد الميليشيات المنافسة.
قيس سعيد
وبموجب هذه الصفقة حصل «داعش» على موافقة بأن يتحرك بحرية دخل المدينة، ويحصل على أسلحة متطورة، ومن المتوقع أن تكون هذه الأماكن مقرًّا لانطلاق الإرهابيين إلى تونس لإشاعة الفوضى داخلها، وتقديم دعم لتنظيم الإخوان حركة النهضة هناك، بعد أن تلقى صفعة من الرئيس التونسي قيس سعيد زلزلت وجود التنظيم في الحكم.
وقال علي التكبالي، عضو مجلس النواب الليبي وعضو لجنة الأمن القومي، إن عناصر من تنظيم أنصار الشريعة المطرودين من بنغازي في معركة الكرامة التي قادها الجيش الوطني الليبي وطهرت شرق ليبيا من الميليشيات الإخوانية، كانوا يدربون الدواعش القادمين تونس في مقر الغرفة التي تركها الجيش الوطنى الليبي في منطقة الدحمان في صبراتة، وبعد أن انفضح أمرهم انتقلوا إلى خارج المدينة، مؤكدا أن تنظيم الإخوان الإرهابي وفر الملاذات الأمنة والحماية الكافية لتنظيم داعش الإرهابي لنهش الأراضي الليبية.
يشار إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابي يعيث في الأرض فسادًا، شرقًا وغربًا، ولعل آخر جرائمه استهداف نقطة تفتيش في مدينة سبها جنوب ليبيا، ما أدى إلى مقتل شخصين أحدهما مسؤول كبير بالشرطة، بسيارة مفخخة كانت تحمل مواد شديدة الانفجار.
وتعود جذور «داعش» في ليبيا إلى مجموعات متشددة استغلت الفراغ الأمني والفوضى بعد 2011 لترسخ وجودها في مدينة سرت، وسط البلاد، بصفة أساسية، لتعلن لاحقًا مبايعتها أمير تنظيم «داعش» المقتول فى 2019، «أبوبكر البغدادي»، الذي بدوره تحدث عام 2014 عن وجود تنظيمه في ليبيا، مشيرًا إلى 3 ولايات هي: برقة وعاصمتها درنة، وطرابلس وعاصمتها سرت، وفزان، وهي الأقاليم الثلاثة التاريخية المكونة لليبيا، وأسندت قيادة التنظيم لغير الليبيين، وكان أول زعيم لداعش الإرهابي هناك السعودي عبدالقادر النجدي.
تنظيم «داعش» الإرهابي نجح في استقطاب عناصر من تنظيم «القاعدة» وكون عددًا من الخلايا النوعية، في سرت وبني وليد ودرنة شرقًا وبنغازي، قبل أن تتساقط حصونه واحدًا تلو الآخر، ويطرد من هذه المناطق تحت ضغط ضربات الجيش الوطني الليبي.
وعقب انهيار التنظيم في العراق وسوريا عام 2019، حاول تعويض خسائره عبر بسط نفوذه في مناطق جديدة، ولا سيما في ظل الإنفلات الأمني وعدم الاستقرار كما في الحالة الليبية، ولا سيما في جنوب البلاد التي يرغب في تعظيم نفوذه بها، مستغلًا طبيعتها الجغرافية، فهي بعيدة عن الدولة المركزية، كما أنها أراضٍ صحراوية شاسعة، كما تضم نصف إنتاج ليبيا من النفط، 500 ألف برميل نفط يوميًّا، الأمر الذي أسال لعاب التنظيم الإرهابي.
ويرتكز «داعش» في عدة نقاط رئيسية في جنوب غرب ليبيا، خاصة ضواحي منطقة سبها، التي تتميز بموقع استراتيجي مهم وحيوي، حيث يمنح التنظيم الأفضلية في المواجهات الأمنية، كما تسمح له بتنفيذ عمليات انتحارية من وقت لآخر تجاه قوات الأمن الليبي، كما حدث مؤخرًا باستهداف أحد أكمنة الشرطة.
كما حاصرت عناصر «داعش» بلدتي الفقها وغدوة، وسيطرت عليهما لساعات قبل أن تنسحب مجددًا إلى معسكراتها في الصحراء، ثم هاجم عناصر التنظيم مقر القيادة العسكرية بمدينة سبها، وسيطروا على المدينة مؤقتًا قبل أن ينسحبوا من جديد، وذلك بعد اعتمادهم تكتيك الولايات الأمنية بدلًا من فكرة الولايات المكانية، حتى يتفادى التنظيم الخسائر الفادحة، وذلك بحسب دراسة حديثة لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.





