يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

لبنان المنهك اقتصاديًّا ساحة للتصعيد الإيراني في المنطقة

الأحد 08/أغسطس/2021 - 01:00 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
لم تكتف دولة الملالي بإشعال الأزمة في منطقة الخليج بمحاولتها اختطاف عدد من السفن الأسبوع الماضي، حتى أشعلت جبهة جديدة في جنوب لبنان في نفس يوم انعقاد جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الهجمات الأخيرة في مياه الخليج، السبت 7 أغسطس، إذ أطلقت ميليشيا حزب الله اللبناني 19 قذيفة صاروخية من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل فجأة، وردت تل أبيب بقصف مدفعي واخترق طيرانها الأجواء اللبنانية.
لبنان المنهك اقتصاديًّا
وأعلن الجيش الإسرائيلي تصدي منظومة القبة الحديدية لمعظم الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان، وحذرت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان من خطورة الوضع، داعية جميع الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد.

وجاء هذا التصعيد المفاجئ كرسالة إيرانية عبر ميليشيا حزب الله، ذراعها العسكرية في لبنان، أرادت إبلاغ مجلس الأمن من خلالها أن أي تصعيد ضد نظام الملالي سيؤدي لإشعال المنطقة.
ومع أن التلفزيون الرسمي الإيراني، أعلن مسؤولية طهران عن الهجوم على الملاحة تنفي الأخيرة أي علاقة لها به، وتؤكد أنها لن تتردد في الدفاع عن مصالحها، بعد تعهد الولايات المتحدة الأمريكية بالقيام بتحرك جماعي ضدها ردًّا على الهجوم.
لبنان المنهك اقتصاديًّا
وتستخدم إيران الجماعات الموالية لها في المنطقة لا سيما في لبنان وسوريا والعراق في خلق أجواء توتر شديدة الحساسية، بحيث ينشغل العالم عن مسألة معاقبة طهران على سلوكها الأمني والسياسي، ولذا باتت الساحة اللبنانية مكانا لتصفية الحسابات بينها وبين القوى الإقليمية والدولية المناوئة لها، من أجل أن تكون الخسائر البشرية والمادية على حساب الشعب اللبناني، ولا تقترب من حدود إيران لتجنب تعرضها لحرج أمام قواعدها في الداخل، في وقت تزداد فيه حساسية الموقف الداخلي للنظام السياسي الإيراني الحاكم في حال تلقيه أية خسارة عسكرية داخل أراضيه مع اشتعال الاحتجاجات والاضطرابات.

واتضحت معالم تركيز طهران على فتح الجبهة اللبنانية من خلال عمليات إطلاق الصواريخ التي تصاعدت وتيرتها مؤخرا، إذ وقعت ستة إطلاقات للصواريخ خلال الأشهر الثلاثة الماضية. 

وتتعمد طهران أن يظل التهديد الأمني لها خارج إطار التوقعات، فهي تفتح جبهات متعددة وتستمر في دعم وتسليح الميليشيات، التي يتم استخدامها كعنصر ضغط أو وسيلة لتحقيق الأهداف الإقليمية الإيرانية من خلال نشر الفوضى في المنطقة بكاملها وليس في الخليج أو لبنان فقط.

ومن المتوقع أن تفرض وقائع التصعيد على الجبهة اللبنانية الذي بدأته إيران، نفسها على اجتماع مجلس الأمن الدولي الاثنين المقبل، لا سيما أن مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووى توقفت بعد انتهاء جولاتها الست دون إحراز نتائج ذات شأن.

وفي هذا الإطار فمن المرتقب أن تنال الزيارة المخطط لها لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى البيت الأبيض، أهمية كبيرة بالنظر إلى المستجدات الحالية.

الكلمات المفتاحية

"