أدبيات الاختراق.. «إخوان أمريكا» يطورون أجندتهم للارتقاء سياسيًّا
تتسم مؤسسات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بالتماهي الشديد مع المعايير المجتمعية والقانونية للدول التي تقبع بداخلها لا سيما في الغرب، إذ أظهرت المتابعة المتلاحقة لأنشطة الإخوان في الولايات المتحدة وجود مسارات بطيئة للجماعة تنقلت من خلالها عبر الخدمات الإنسانية ذات الطابع الاجتماعي والإنساني حتى سنحت لها الظروف معالجة القضايا السياسية بالبلاد، وصياغة بيانات استراتيجية.
ويؤدي مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية المعروف إعلاميًا بـ«كير»، أبرز أدوار فرع الجماعة في الولايات المتحدة وبالأخص السياسية، وذلك في تعبير فعلي واضح حول أدبيات الجماعة الخاصة بالانتشار وسط قواعد المجتمع حتى التمكن من الوصول إلى الطبقات الفاعلة سياسيًّا.
بيان من الإخوان لبايدن
وكان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» قد أصدر في 2 أغسطس 2021، بيانًا موجهًا للرئيس الأمريكي جو بايدن عبر الموقع الرسمي للمؤسسة جاء فيه أن الانسحاب العسكري من أفغانستان غير كاف، وأنه يجب الانسحاب من جميع بقاع الشرق الأوسط.
وحاول البيان استمالة جزء كبير من المجتمع الأمريكي بعبارات رنانة حول مصلحتهم العليا التي قد تختلف مع مصالح الساسة، إذ أشارت الجماعة إلى أن غالبية المجتمع الأمريكي يريد إنهاء الحروب الخارجية بغض النظر عن رغبة بعض القوى السياسية في الاستمرار خارجيًّا، لافتين إلى أن بعض الجنود بعد العودة قد يميلون للانتحار جراء ما اختبروه في الخارج، وذلك في إشارة للتأثير النفسي للحروب.
وأشار البيان الإخواني إلى أن اللحظة مواتية لأن يعلن الرئيس بايدن انسحابه وقواته من جميع الحروب الخارجية.
ويبقى الأبرز في هذا البيان، إشارة الجماعة للعمليات التي تنفذها الطائرات بدون طيار «درون» لأن هذه ليست الأولى التي تتطرق فيها الجماعة لهذا الملف، ففي البيان الذي أصدرته الجماعة حو طلباتها لبايدن خلال أول 100 يوم من حكمه كان من ضمنها التوقف عن استخدام الطائرات بدون طيار في الحروب الخارجية.
قراءة حول بيان الجماعة ونفوذها المتطور في واشنطن
تضمن استخدام الطائرات بدون طيار خلال مرحلة مكافحة الإرهاب الأخيرة عمليات خاصة لقتل زعماء الجماعات المتطرفة ذات البعد الدولي وكانت هذه أبرز أدوارها، إذ استخدمت في تصفية زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في عام 2019، وفي قتل زعيم خلية البيتلز الداعشية المسؤولة عن إعدام الأجانب «محمد إموازي»، وغيرهم من قيادات الإرهاب، فما الضرر الذي تراه الجماعة في هذه الأداة ودورها في مكافحة الإرهاب؟.
ويذكر أن جميع بيانات إخوان الولايات المتحدة التي تضمنت مطالبات لبايدن بعدم استخدام الدرون في عمليات خارج البلاد لم تذكر الأسباب التي تأسست عليها تلك المطالبات، ما يدفع بتساؤلات حول نوايا الجماعة تجاه هذا الأمر، وبالأخص أن العمليات الخارجية لواشنطن تخضع للرقابة القانونية والمراجعة التشريعية من قبل الكونجرس.
فيما يظهر من خلال هذه البيانات أن مؤسسات الجماعة في الولايات المتحدة لم تعد تنشغل فقط بالجوانب الإنسانية والثقافية التي تدعي بأنها الواجهة الأساسية لعملها، لكنها باتت مرتبطة بأهداف سياسية تسير وفق أجندتها الخاصة بالمصالح الدولية.
كما يتضح تطور الجماعة في تقربها من الساسة وصناع القرار فعلى سبيل المثال تشكل «إلهان عمر»، النائبة بالكونجرس وجهًا معروفًا يحضر أغلب الفعاليات والاحتفالات الخاصة بمؤسسات الإخوان.
المزيد.. على أكتاف المهمشين والأقليات.. الإخوان تخترق المجتمع الأمريكي





