بهاشتاج الغضب.. عراقيون يطالبون بطرد سفير إيران من بلادهم
بدأت أزمة قطع إيران المياه عن بلاد الرافدين، تتفاقم بشكل كبير، خاصة بعد تأثر الشعب العراقي بل الأراضي الزراعية والحيوانات بانقطاع المياه بشكل سلبي في عدد كبير من المدن العراقية، في الوقت الذي تشهد فيه تلك المدن ارتفاعًا في درجات الحرارة مع انقطاع الكهرباء بصفة متكررة عن العراقيين، حيث أثرت أزمة انقطاع المياه بالسلب على محطات الكهرباء بالعراق.
طرد السفير الإيراني
ونتيجة لذلك، أطلق عدد من النشطاء العراقيين، في 15 يوليو 2021، حملة شعبية
على مواقع التواصل الاجتماعي، لطرد السفير الإيراني لدى بغداد «ايرج مسجدي» وإغلاق
السفارة الإيرانية بالعراق، جاءت تحت هاشتاج «#Expulsion_the_Iranian_Am Ambassador»، «#طرد_السفير_ الإيراني»، وتفاعل معها عدد كبير من
العراقيين، جميعهم طالبوا بالتصدي للنظام الإيراني، واتخاذ الإجراءات القانونية
الدولية ضدها، على اعتبار أن طهران تجاوزت جميع الأعراف والقوانين الدولية
المسؤولة عن تنظيم حق الدول في الأنهار العابرة للحدود.
ونشر النشطاء العراقيين في هذا الهاشتاج عدد من الصور والفيديوهات التي
توضح مدى تأثرهم السلبي بنقص المياه سواء مما تعرضت له الحيوانات في بعض المدن
العراقية، بجانب تدمير آلاف الأفدنة من المحاصيل وسرعة حدوثها.
وأكد النشطاء في تغريداتهم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن أقل ما يمكن للحكومة العراقية فعله هو أن
تطرد سفير الملالي وتغلق سفاراتها وقنصلياتها وتوقف جميع أشكال التعامل مع طهران،
مشددين على أن إيران جمهورية إرهابية وانتقامية وليست إسلامية كما تدعي، لكون
نظامها الحاكم يقوم بسرقة وتدمير البلدان التي دخل إليها كالعراق واليمن
وسوريا ولبنان.
جرائم الملالي
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أن العراقيين بدأوا يفضحون جرائم نظام الملالي في بلدهم، سواء المتعلقة بإنشاء ميليشيات مسلحة موازية، وفتح عمليات تهريب للعراق، هذا بالإضافة إلى تعزيز بيئة من الفساد من خلال عملاء إيران بالعراق وعملائها، الأمر الذي أدى لجعل بلاد الرافدين تابع بشكل كبير لنظام الملالي بل ومعزول عن العالم الخارجي.
ومن جهة، أوضح وزير الموارد المائية العراقي «مهدي رشيد الحمداني» في بيان له، أن «الإطلاقات المائية من إيران بلغت صفرا»، مطالبًا بضرورة العمل اتخاذ حلول لتخفيف ضرر شح المياه خاصة في محافظة ديالى شرقي العراق التي تأثرت بشكل كبير من انقطاع المياه، وفقا لوسائل إعلام عراقية.
حجج إيرانية
وحول مدى تأثير تلك الدعوات العراقية على إيران وتداعياتها، أوضح الدكتور «محمد العبادي» الباحث المتخصص في الشأن العراقي، أن أزمة الكهرباء الكبرى في العراق تبرز في كل صيف، وتزداد قساوتها مع تعمد إيران قطع الكهرباء عن العراق بحجج مختلفة منها عدم دفع المستحقات المتأخرة، وهذا ما يزيد من حنق الشعب العراقي ضد الحكومة الإيرانية.
غضب عراقي
ولفت «العبادي» في تصريح
خاص لـ«المرجع»، أن ذلك يأتي بجانب الدائرة الأوسع
من الاشتباك بين المتظاهرين في العراق ووكلاء إيران من الأحزاب والميليشيات الحاكمة
في العراق، فقد انطلقت الانتفاضة العراقية في أكتوبر عام 2019 تحت شعار كبير وهو «نريد وطن» وفي مضامينه استقلال العراق
من التحكم الإيراني في بلادهم، على صعيد السياسة والاقتصاد والاجتماع والأمن والدفاع،
ووقتها قام الشباب العراقي بإحراق قنصليتي إيران في النجف وكربلاء، دلالة على تأكيد
موقفهم الرافض إلى أي دور إيراني في العراق، ولكن دون جدوى في نهاية الأمر.
وأضاف أن دعوات اليوم لطرد السفير الإيراني
من العراق تأتي استكمالا للحالة الاحتجاجية العراقية ضد إيران ورموزها المتهمين في إفساد البلاد
أو قتل المتظاهرين، ومنهم إيرج مسجدي السفير الإيراني في العراق الذي يُتهم من المتظاهرين
بحاكم بغداد الحقيقي.
وحول مصير تلك الأزمة، أفاد «العبادي» أن هذه الأزمة ستبقى ممتدة وحاضرة ولن تتخلى طهران عن نفوذها
في العراق رغم الدعوات الشبابية، نظرا لأنها تمتلك مفاتيح اللعبة في البرلمان وفي المؤسسات الأمنية
وفي يد الميليشيات.





