اليورانيوم المعدني.. مفتاح الضغط الإيراني في التفاوض وكلمة السر للتحول الروسي
الثلاثاء 13/يوليو/2021 - 09:49 م
اسلام محمد
تمارس طهران ضغوطًا على سير المباحثات التي تستضيفها العاصمة النمساوية فيينا للتباحث حول سبل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، عبر لجوئها إلى إنتاج اليورانيوم المعدني الذي يستخدم في إنتاج الرؤوس النووية للصواريخ.
مزاعم إيرانية
وتزعم طهران أنها بحاجة إلى إنتاج هذا المعدن للاستخدامات الطبية، لكن القيام بتلك الخطوة في ظرف يشهد توترات مع الغرب على خلفية الموقف من تنفيذ الاتفاق النووي، يجعل من الصعب تصديق الادعاءات الإيرانية، فطهران تسعى إلى زيادة الضغط على الإدارة الأمريكية لإجبارها على إلغاء العقوبات استباقًا لإنتاج طهران مواد عسكرية نووية.
وتنفي إيران نواياها العسكرية بزعم أنها بدأت عملية البحث والتطوير لإنتاج معدن اليورانيوم تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تحول روسي
وفي تحول لافت في الموقف الروسي اعتبر مندوب موسكو لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن طهران «تذهب بعيدًا جدًا» بإنتاجها لليورانيوم بشكل المعدن، بالإضافة إلى تخصيبها اليورانيوم بنسبة 60% .
وقال أوليانوف، في تصريحات صحفية الأحد 11 يوليو 2021: «أود التذكير قبل كل شيء بأن الإيرانيين أبدوا صبرًا ضخمًا بعد انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة وإطلاقها سياسة الضغط القصوى، وهم واصلوا تطبيق كل التزاماتهم الخاصة بخطة العمل الشاملة المشتركة على مدار عام كامل وهم كفوا عن القيام بذلك فقط بعد محاولة إدارة ترامب فرض حظر نفطي. بعد ذلك بدأت طهران في التراجع عن أسس خطة العمل الشاملة المشتركة».
وأضاف: «امتنعنا دائمًا عن توجيه انتقادات حادة إلى طهران؛ حيث فهمنا أنها ترد على سياسة الضغوط القصوى الفظيعة.. عادة استخدمنا كلمة أسف عند تعليق رجوع طهران عن مبادئ الاتفاقية النووية لكن الآن تظهر مباعث للقلق».
وأشار إلى أن إيران يبدو أنها تذهب بعيدًا جدًا؛ حيث إنه لأول مرة تقوم دولة غير نووية بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% وإنتاج اليورانيوم المعدني مردفًا «كلما أسرعنا في التوصل إلى اتفاق حول إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة أسرعنا في إنهاء هذا الوضع».
جدير بالذكر أنه في أبريل الماضي انطلقت مفاوضات برعاية الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق حول البرنامج النووي في ظل انسحاب الولايات المتحدة منه منذ عام 2018 خلال ولاية رئيسها السابق، دونالد ترامب، الذي فرض عقوبات اقتصادية على الطرف الإيراني، ليرد الأخير بخفض التزاماته النووية
وتجري المحادثات رسميًّا بين طهران وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، كما تشارك الولايات المتحدة في الحوار دون أي اتصالات مباشرة مع الطرف الإيراني.
وترفض طهران التفاوض المباشر مع إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قبل رفع العقوبات الاقتصادية الصعبة، بينما تصر الولايات المتحدة على أهمية التزام طهران بما تراجعت عنه من قبل.
إلى ذلك تشن الميليشيات المدعومة من طهران هجمات على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق لممارسة الضغط على الولايات المتحدة إزاء ملف المباحثات النووية.
ومنذ مطلع العام الجاري، تعرضت القواعد العسكرية في العراق، إلى 45 عملية هجومية، بينها 13 عملية تمت بطائرات مسيرة من دون طيار.





