عنف وانسداد سياسي في تونس.. لكمات إخوانية على وجه عبير موسي تحطم النهضة سياسيًّا
مزيد من الاستقطاب والخلافات تعيشه البلد الصغير على البحر المتوسط تونس، إذ شهدت نهاية الأسبوع الماضي واقعتي اعتداء على النائبة البرلمانية عبير موسي، داخل البرلمان التونسي، على وقع اعتصامها بمبنى البرلمان بعد تمريره اتفاقًا يسمح بدخول جمعية خيرية إخوانية إلى داخل البلاد.
وتعرضت رئيسة كتلة «الحزب الدستوري الحر» في الصباح لضربة على الوجه من قبل النائب الصحبي سمارة، وبينما انشغلت الساحة السياسية بموجة الرفض والاستهجان للواقعة من قبل أحزاب ومنظمات تونسية، تلقت موسي اعتداء جديدًا احتاج دخول فريق طبي إلى القاعة لإسعافها.
وأفاد موقع «موزاييك إف إم» تحت عنوان «عبير موسي تُعنَّفُ لكمًا.. هذا ما آل إليه البرلمان!» بأن الجلسة العامة بالبرلمان شهدت حادثة اعتداء النائب سيف الدين مخلوف بالعنف على النائبة عبير موسي.
بدورها أدانت الحكومة التونسية الاعتداء الذي تعرضت له رئيسة الحزب الدستوري الحر، مؤكدة أن العنف اللفظي والمادي مرفوض مهما كانت أسبابه ومهما كان مصدره، داعية للابتعاد عن هذه الممارسات.
عنف بدافع الانسداد السياسي
وتشير واقعتى العنف اللاتي مازالا يلقيان بظلالهما على تونس إلى حجم الانسداد السياسي التي تعيشه البلاد، فيما يوضح اللجوء للعنف تحديدًا من قبل التيار المقرب من حركة النهضة إلى حجم الخطر الذي تعيشه تونس إذ ما توجهت الحركة فعليًّا إلى هذا الخيار.
وتمتلك النهضة رصيدًا من التطرف على رغم من محاولات التقدم في قالب الوسطية، إذ شهدت تونس بفعل هذه الحركة حالات اغتيالات واعتداءات على الرموز السياسية.
وتعد واقعتا قتل السياسيين التونسيين، شكري بلعيد ومحمد البراهمي الأكثر دلالة، إذ تستدعى هيئة الدفاع عنهما كافة الدلائل على تورط النهضة في مقتلهما، فيما تصر النهضة على النفي.
وبخصوص واقعتي موسي على وجه التحديد فحدوث هذه الاعتداءات داخل البرلمان يشير إلى وضع كارثي، إذ مازالت تحتفظ تونس بقطاع واسع من السلفيين المتشددين، فإذ كان هذا هو الوضع بالبرلمان وبين النواب فماذا عن الشارع وما به من متشددين.
المنع وفرض الأمر الواقع
علقت موسي على الواقعة الأولى في تصريحات إعلامية قائلة «إن رئيس البرلمان راشد الغنوشي جند أشخاصًا لمنعي من دخول البرلمان التونسي» ووصفته برأس الأفعى.
وأشارت من أمام مبنى البرلمان إلى أنه يتم منعها من دخول البرلمان بأمر من الغنوشي، لافتة إلى أن العنف ليس غريبًا على هذا المجلس.
وأبدت تصميمها على مواصلة عملها رغم الاعتداء عليها في البرلمان، مؤكدة أن الغنوشي يحرك خيوط اللعبة في تونس.
كما اتهمت القضاء التونسي بالتقاعس، قائلة: إنه لا يحرك ساكنًا بشأن واقعة الاعتداء عليها، مضيفة أن تونس أصبحت رسميا دولة راعية للإرهاب والعنف.
أجواء مشحونة
وتأتي هذه الواقعة التي تنم عن انسداد أفق الحوار بين المختلفين سياسيًّا، في أجواء مشحونة شهدتها تونس منذ مطلع العام الجاري ومستمرة حتى الآن، وتبرز هذه الخلافات في اللقاء الذي جمع الرئيس التونسي قيس سعيد، مطلع الأسبوع الجاري، برئيس البرلمان، زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي وانتهى إلى تمسك الطرفين بمواقفها واتهاماتهم لبعضهم لبعض.
وتدور خلافات المختلفين حول قضية الإسلاميين والمدافعين عن الدولة المدنية، إذ يتهم الرئيس التونسي ومعه سياسيون من أمثال موسي في خندق المدافعين عن مدنية تونس ضد الإسلاميين المتهمين بتجريد البلاد من هويتها.
وما يزيد الأمر تأزمًا هو استمرار هذه الاستقطابات في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة وصلت إلى حد احتمالية عجز الحكومة عن دفع الرواتب بالتزامن مع تدهور الأوضاع الصحية بفعل انتشار واسع لكورونا، ويكن الشارع التونسي غضبًا متصاعدًا لهذه الأسباب إذ خرج أكثر من مرة لإسقاط النخب السياسية الموجودة.
للمزيد.. الإجابة مصر 30 يونيو.. إخوان تونس والمغرب يتعرضون للأفول السياسي بعد الثورة عليهم





