ad a b
ad ad ad

لماذا دعمت جماعة الإخوان «بايدن» في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

الإثنين 05/يوليو/2021 - 04:55 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

تسعى جماعة الإخوان الإرهابية، منذ الإطاحة بها في ثورة 30 يونيو 2013، إلى استغلال أي ظرف دولي من أجل إعادة تدوير نفسها والظهور في الواجهة.


ومنذ قدوم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مطلع 2017، أصبحت الجماعة منبوذة على المستويين الإقليمي والدولي، إذ تبنى «ترامب» رؤية ردايكالية باتجاه تهميش دور الإسلامويين، ومكافحة أنشطتهم المتشددة، ومن ثم اقترح قانون بالكونجرس، لتصنيف الإخوان «جماعة إرهابية»، والذي قدمه السيناتور الجمهوري «تيد كروز».


وكان للسفيرة الأمريكية السابقة فى مصر «آن باترسون» دور محوري في تجنيب نظام الإخوان أي عقوبات أمريكية؛ ما دفع قيادات في الكونجرس، من بينهم إليانا روز ليتينين إلى إرسال خطاب للخارجية الأمريكية، قالت خلاله إن السفيرة الأمريكية لدى القاهرة تساعد على تأسيس دولة دينية في مصر.

السفيرة الأمريكية
السفيرة الأمريكية ان باترسون

إعادة التدوير

تم اللقاء الأول الذي جمع قيادات جماعة الإخوان والسفيرة الأمريكية آن باترسون، بمبادرة من الأخيرة، حين زارت «باترسون» مقر الجماعة في حي المقطم بالقاهرة في 19 يناير 2012، ليرد الزيارة قيادات إخوانية، في تقارب واضح وصريح علّقت عليه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في أبريل 2012 بقولها: «إن المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا يخشون في السابق من سيطرة الإخوان على الحياة السياسية، يبدو أنهم الآن يرون في الجماعة حليفًا لا يمكن الاستغناء عنه، في مواجهة قوى أخرى مثل السلفيين».


وجاءت الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي فاز بها الرئيس الحالي «جو بايدن»، والتي أعلنت الجماعة من خلالها دعمها له، كي يحاول التنظيم النجاة من سياسات التضييق على حركات الإسلام السياسي.


ومن أبرز الأسباب التي دعت الجماعة لدعم «بايدن»، هي الأمل في رفع التشريعات المعلقة في الكونجرس، والخاصة بتصنيفها جماعة إرهابية.


وعلى الرغم من وجود اتصالات لا تنقطع بين الجماعة والإدارات الأمريكية المتعاقبة، «جمهورية» أو «ديمقراطية» على حد سواء، إلا أن أبواب البيت الأبيض كانت موصده في ظل إدارة «دونالد ترامب»، بخلاف ما يمكن وصفه بـ«العصر الذهبي» للجماعة في البيت الأبيض في ظل إدارة «باراك أوباما»، التي قدمت دعمًا مفتوحًا للإخوان، ليكونوا أداة في نشر سيناريوهات الفوضى في الشرق الأوسط.

أوباما
أوباما

منظمة إرهابية

خلال النصف الثاني من عام 2019، عقدت اللجنة الفرعية للأمن القومي، التابعة للكونجرس، مجموعة من حلقات النقاش الداخلية، تحت عنوان: «التهديد العالمي لجماعة الإخوان المسلمين»؛ وتم تحليل بدايات نشأة الجماعة، والملابسات السياسية التي رافقت ظهورها، والأدوار السياسية والميدانية التي اضطلعت بها، خلال العقود الثمانية الماضية، إضافة إلى ارتباطاتها التنظيمية الخارجية؛ بهدف تحديد جملة المخاطر التي مثلها التنظيم على المصالح الأمريكية، بصورة مباشرة، من ناحية، وتهديداته لباقي دول العامل، من ناحية أخرى.


وبحسب معهد «هادسون» الأمريكي، المعني بقضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن جماعة الإخوان تعد بمثابة المرجعية الأولى لباقي التنظيمات المماثلة، وذلك على اختلاف مسمياتها وطبيعة نشاطها؛ حيث ساهمت من خلال أدبياتها وأفكارها، وحجم وجودها في العديد من الدول العربية، بظهور العديد من التنظيمات، من بينها تنظيم «القاعدة»، المصنف على قوائم الإرهاب، لذا طالب باحثون في جلسات الاستماع بالكونجرس الاستجابة لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والتشريعية ضدها.


كما أدانت جلسات الاستماع بالكونجرس، دور إدارة أوباما في الانفتاح على جماعة الإخوان، وذلك على ضوء النتائج التي جرت في مصر، في الفترة بين عامي ٢٠١١ و ٢٠١٣؛ إذ تعددت اللقاءات بالمسؤولين الأمريكيين وأعضاء جماعة الإخوان، خلال تلك الفترة، وحضر قيادات الجماعة للبيت الأبيض، في أبريل ٢٠١٢ ، لمقابلة عدد من المسؤولين، ومناقشة الأوضاع السياسية والإقليمية، وقد كان مهندس تلك اللقاءات، الدبلوماسي الأمريكي «وليام بنز»، الذي تولى منصب نائب وزير الخارجية الأمريكي، بعد أن غادر القاهرة في أغسطس  ٢٠١٣ ، عقب سقوط الجماعة من الحكم، وفشل جهود الوساطة لحل الأزمة السياسية، والذي كان أحد المشاركين فيها.


للمزيد: إخوان الشتات.. ملاذات وحواضن الجماعة في أوروبا واستقواؤهم بالخارج ضد أوطانهم

"