الحشد الشعبي يستعرض عضلاته في العراق
الجمعة 02/يوليو/2021 - 12:46 م
إسلام محمد
جاء العرض العسكري الذي أقامته ميليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران، في العراق، بمثابة استعراض عضلات أمام حكومة بغداد وتذكير بقدرات الميليشيات العسكرية وأنها باتت تمثل قوة كبيرة في المشهد السياسي العراقي.
وتم تنظيم العرض داخل معسكر أشرف، الذي كان تابعًا لـمنظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة في محافظة ديالي شرق العراق، وعرضت عناصر ميليشيات الحشد، آليات عسكرية جديدة، وحضر الاستعراض رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، وبعض القيادات الأمنية والعسكرية.
ونظم الحشد الشعبي أكبر استعراض له منذ تأسس، ضم طائرات مسيرة، ومركبات عسكرية حديثة، وعرض صورة كبيرة لـ«أبومهدي المهندس» الذي قتل في غارة أمريكية مطلع العام الماضي، برفقة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وفي الأيام الأخيرة، كان الحشد الشعبي على وشك الدخول في صدام مسلح مع الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي، على خلفية اعتقال قيادي في الحشد متهم بارتكاب جرائم قتل ضد الشباب المتظاهرين ضد الفساد، إذ اشتعلت الخلافات بسبب اعتقال قاسم مصلح ، قائد عمليات الحشد الشعبي في غرب محافظة الأنبار منذ عام 2017، والذي يقود اللواء 13، المعروف باسم لواء "الطفوف".
وزير الدفاع العراقي جمعة عناد
وكان وزير الدفاع العراقي جمعة عناد، قلل من النفوذ العسكري للحشد الشعبي، وشدد على أن أسلحته، لا تشكل أي تهديد لقوات الجيش، مشيرًا إلى أن «الجيش قادر على قتال دولة تعتدي على العراق وليس قوات تمتلك أسلحة بسيطة».
تم تشكيل الحشد في يونيو 2014 ضد سيطرة تنظيم «داعش» على مدينة الموصل بشمال العراق، وساهم في عمليات دحر التنظيم الإرهابي وتحرير المدن العراقية منه، لكنه ارتكب مجازر طائفية عنيفة أثارت إدانات دولية واسعة وراح ضحيتها آلاف المدنيين من الطائفة السنية في وسط وغرب العراق.
وتحول الحشد إلى هيئة لديها قانون تم التصوت عليه في مجلس النواب، لكن الاتهامات ظلت تلاحق منتسبيه بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان مع ضعف الرقابة الحكومية عليه.
ومؤخرًا كشفت تقارير عن تكوين الحرس الثوري الإيراني، لفصائل جديدة في العراق قوامها مئات المقاتلين الذين يعلمون ضمن فصائل الحشد، وتلقى عناصر الفصائل الجديدة تدريبات على يد مستشارين إيرانيين ومن ميليشيا حزب الله في لبنان، وتتهم تلك المجموعات بالوقوف وراء الهجمات التي شهدتها القواعد العسكرية الأمريكية في العراق مؤخرًا.
رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي
ومن حين لآخر تتجدد المواجهات بين رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي وميليشيات الحشد الشعبي، وصل آخرها إلى حد تهديد مسؤول بالميليشيات بـ«قطع أذنَي» رئيس الوزراء، في شهر ديسمبر الماضي.
وانتشرت قوات الأمن بكثافة في أحياء بغداد، في مواجهة تهديد الميليشيات بالنزول إلى الشارع، في حال لم تستجب الحكومة لمطالبها بإطلاق سراح المعتقلين من عناصرها، فرغم أن عناصر الحشد تنضوي رسميًّا تحت إمرة الحكومة لكنها تدين بالولاء التام لطهران.





