ليبيا الجديدة.. الالتئام مع دول الجوار المغاربي

عقب الدعوة التي وجهتها السلطات الليبية في أبريل 2021، بضرورة تفعيل اتحاد المغرب العربي الذي تم إنشاؤه عام 1989 وعودتها إليه من جديد، تبحث الدولة الليبية عن فرصة جديدة تجمعها مع دول الجوار داخل الاتحاد «الجزائر وتونس والمغرب، وموريتانيا»، من أجل تهيئة مناخ جديد في المنطقة المغاربية باعتبارها الرئيس الحالي للاتحاد.
ويأتي هذا في الوقت الذي حلحلت السلطات الليبية من أزمتها السياسية الشائكة بوجود حكومة وحدة وطنية جديدة برئاسة «عبدالحميد الدبيبة»، إضافة إلى تطلعها للريادة في المنطقة.
البحث عن فرصة للعودة
بدأت خلال الآونة الأخيرة محاولات تهيئة مناخ
جديد في المنطقة المغاربية لإعادة إحياء وتفعيل البيت المغاربي المشترك، بعد سنوات
من جموده، خاصة من ليبيا التي حلحلت أزمتها السياسية الشائكة، إضافة إلى تطلعها لدور
رائد في المنطقة.
وتأتي دعوة ليبيا لهذا
الالتئام باعتبارها الرئيس الحالي للاتحاد، أملًا في فرصة جديدة تجمعها مع دول
الاتحاد المغربي «الجزائر وتونس والمغرب، وموريتانيا»، للعودة إلى المنظمة الإقليمية
التي فشلت منذ تأسيسها عام 1989، في تحقيق أهدافها خاصة الاقتصادية، جراء خلافات بين
بعضها، ما جعل الاتحاد مجرد هيكل بلا روح.
وكان الرئيس التونسي «قيس سعيد»، دعا، خلال زيارته لليبيا، في مارس 2021، إلى إعادة تفعيل اتحاد المغرب العربي، قائلًا: «سنعمل معًا على أن يعود اتحاد المغرب العربي لسالف نشاطه باجتماع جديد للدول المكونة له على مستوى وزراء الخارجية، وعلى مستوى القمة».
وواجه الاتحاد المغاربي، منذ تأسيسه عراقيل لتفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية، إذ لم تعقد أي قمة على مستوى قادته منذ قمة عام 1994 التي استضافتها تونس.
وفي 3 مارس 2020، قال
الأمين العام لاتحاد المغرب العربي «الطيب البكوش»: إن «هناك إمكانية لعقد قمة تجمع
رؤساء الدول المغاربية، خلال العام الجاري»، مشددًا آنذاك على ضرورة تفعيل مؤسسات الاتحاد
حتى لا تتعطل اجتماعاته وعمله الدوري، إلا أن هذه القمة لم تعقد وظلت البوادر الإيجابية
رهينة الانتظار.
وفي نهاية مايو 2021، أجرى الرئيس التونسي «قيس سعيد»، جلسة محادثات مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي «محمد المنفي»، بقصر قرطاج، سبقتها جلسة محادثات موسعة بحضور وفدي البلدين.
وبحسب البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية التونسية، تم خلال اللقاء التأكيد على عمق الروابط التاريخية الراسخة بين البلدين إضافة إلى تبادل الرأي والتشاور والتنسيق حول المسائل ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تفعيل آليات العمل المغاربي المشترك، بجانب تطوير علاقات التعاون والتبادل المتميزة وآفاق دعمها وتنويعها وفق تصورات مبتكرة وفكر جديد، وتذليل الصعوبات التي تعترضها بما يلبى التطلعات المشروعة والآمال الكبيرة للشعبين الشقيقين نحو مزيد من التكامل ويعزز قيم التآزر والتآخي القائمة بينهما.

تحديات جديدة
مع تجدد الدعوات لإحياء البيت المغاربي المشترك باعتبار ليبيا الرئيس الحالي له، تسعى إلى بذل مجهودات كبيرة بمعاونة الهيئات الدولية بهدف تحقيق تطلعات الاتحاد المستقبلية، حيث سيتم طرح تحديات جديدة على طاولة الاتحاد، في مقدمتها مواجهة التطرف وتحقيق الوحدة الوطنية المغاربية، وستوجه قريبًا دعوة لبدء التئام اجتماعات الاتحاد المتوقفة على مختلف المستويات لتنفيذ مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي ودعمها الكامل للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية في جميع المجالات المشتركة عربيًّا وأفريقيًّا.
ويرى مراقبون أن «المسألة الأمنية» محدّد أساسي لضمان فعالية لدور المؤسسة فى مواجهة التنظيمات التكفيرية، ويتطلب من دول الاتحاد التَقوِّي والتلاحم لمواجهة التيارات المشبوهة في الشمال الأفريقي، والتنسيق الأمني الكامل للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتنفيذ الاتفاقيات التجارية بين وزراء خارجية دول الاتحاد، واستقرار دول الاتحاد يتوقف على مدى اندماج دول المغرب في المحيط العربي، وعدم الاندماج يُعقّد المواقف ويُضعف قدراته التفاوضية مع بقية التكتلات الاقتصادية والسياسية والأمنية الإقليمية والدولية.
كما دعت السلطات الليبية، لتفعيل اتحاد المغرب العربي ودعم مؤسساته، عقب لقاء رئيس المجلس الرئاسي الليبي «محمد المنفي» فى 3 أبريل 2021، بـ«اسماعيل ولد الشيخ أحمد» وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتاني في الخارج، الذي سلّمه رسالة خطية من الرئيس الموريتاني «محمد ولد الشيخ الغزواني»، تتضمن الدعوة لبدء التئام اجتماعات اتحاد دول المغرب العربي المتوقفة على مختلف المستويات.
واتحاد المغرب العربي منظمة إقليمية أنشئت رسميًّا عام 1989، يتألف من 5 دول تقع بالجزء الغربي من العالم العربي هي: الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، وتم إنشاؤه بهدف توحيد الجهود للنهوض بالمنطقة اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، غير أن المشكلات بين المغرب والجزائر عرقلت مسيرته.
للمزيد: ليبيا تدعو لتفعيل الاتحاد المغربي.. وطيور الدبلوماسية تحلق في سماء طرابلس بعودة السفراء