يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

ليبيا تدعو لتفعيل الاتحاد المغربي.. وطيور الدبلوماسية تحلق في سماء طرابلس بعودة السفراء

السبت 10/أبريل/2021 - 10:19 ص
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
تشهد ليبيا نجاحات متلاحقة عقب انتخاب حكومة ليبية جديدة تحركت في أروقة البلاد لإعادتها لسابق عهدها ومكانتها من جديد، حيث دعت ليبيا إلى تفعيل اتحاد المغرب العربي الذي تم إنشاؤه عام 1989، وعودتها إليه من جديد، الأمر الذي يؤكد نجاح الحكومة الليبية الجديدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، في إدارة الملفات المتراكمة التي جاء في مقدمتها نجاح الدبلوماسيات وعودة الإستراتيجيات من جديد. 

محمد المنفي
محمد المنفي
تفعيل اتحاد المغرب العربي 

عقب التطورات الإيجابية الأخيرة التي شهدتها ليبيا، وعودة الدبلوماسية بفتح طرابلس أبوابها من جديد لسفارات الدول الأخرى، دعت ليبيا إلى تفعيل اتحاد المغرب العربي ودعم مؤسساته، مؤكدة أنها ستبذل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد. 

وعن عودة ليبيا للحضن المغاربي، التقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي السبت 3 أبريل 2021، بإسماعيل ولد الشيخ أحمد وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، الذي سلّمه رسالة خطية من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، فحواها أن ليبيا ستوجه قريبًا دعوة لبدء التئام اجتماعات اتحاد دول المغرب العربي المتوقفة على مختلف المستويات.

واتحاد المغرب العربي منظمة إقليمية أنشئت رسميًّا عام 1989، يتألف من 5 دول تقع بالجزء الغربي من العالم العربي هي: الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، حيث تم إنشاؤه بهدف توحيد الجهود للنهوض بالمنطقة اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، غير أن المشكلات بين المغرب والجزائر عرقلت مسيرته.

واستعرض المنفي تطورات الوضع في ليبيا وما تلى الجلسة «التاريخية» لمجلس النواب الليبي التي تم فيها منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، ليبدأ المجلس الرئاسي والحكومة مهامهما نحو تحقيق استحقاقات المرحلة وأهمها المصالحة الوطنية التي تدعم وحدة واستقرار ليبيا وتوحيد مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في الرابع والعشرين من ديسمبر 2021 .

 نجلاء المنقوش
نجلاء المنقوش
نجاح الدبلوماسية 

وشهدت الدبلوماسية الليبية حركة متسارعة وسط اهتمام دولي بتطورات الأوضاع في المشهد السياسي الليبي بعد تولي حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي والتوافق الحاصل بين الأطراف كافة رغم محاولات إفساد العملية السياسية من بعض الأطراف والتراجع النسبي في اللجنة العسكرية 5+5 التي لم تترجم قراراتها على أرض الواقع وتتعالى الأصوات المطالبة بخروج المرتزقة والقوات المصاحبة لها من كلا الطرفين.  

هذا التطور يحسب لوزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش التي أبدت صلابة في الموقف الليبي ومطالبتها بشكل صريح ومعلن بخروج المرتزقة الأجانب بكل مسمياتهم من البلاد بحضور وزراء خارجية ألمانيا وإيطاليا وفرنسا مشددة على رفضها أي مساس بسيادة ليبيا، مؤكدة أن هذا في صلب أساس إستراتيجية عمل الخارجية الليبية .

تسارع الحركة الدبلوماسية في المشهد الليبي يؤشر، بلا أدنى شك، إلى دعم دولي لحكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي للخروج بالبلاد من الصراعات السياسية والعسكرية، وإنهاء الوضع القتالي إلى غير رجعة، والعودة بالبلاد إلى وضعها الطبيعي، الذي يتطلب السرعة في الإنجاز وتحقيق متطلبات المواطنين، وعلى رأسها الأمن، وتحسين الوضع الاقتصادي، وتوفير السيولة المالية والكهرباء وغيرها من الاحتياجات الأخرى المهمة للمواطن، والحد من تفشي وباء كورونا، الذي يحصد الكثير من الأرواح، والسرعة في توفير اللقاح، وهي متطلبات لم يتوفر منها شيء حتى الآن، ما قد يضطر الشارع إلى الخروج هذه المرة وبشجاعة لافتكاك حقه وتغيير المشهد كليًّا ..

 وللقضاء على كل اللغط الحاصل على منصات التواصل الاجتماعي، والذي يعبر عن استياء الشارع من التحرك البطئ جدًا لتوفير الضرورات الحياتية، خصوصًا أن شهر رمضان الكريم له قدسيته لدى الليبيين وسط ارتفاع الأسعار بشكل جنوني .. والمائة مليون أو ما سميت بمنة رجال الأعمال مقابل الاعتمادات لا تغني من جوع ولا تسمن ... وعلى حكومة الوحدة الوطنية اتخاذ موقف حازم وأكثر وطنية تجاه مواطنيها. 

وكانت القاهرة وفرنسا ومالطا وأثينا، والولايات المتحدة، أعلنت إعادة فتح سفاراتها في طرابلس مرة أخرى وعودة التمثيل الدبلوماسي بعد إغلاقها قرابة ٧ سنوات، الأمر الذي يمثل خطوة جديدة على طريق الاستقرار في ليبيا وتوحيد مؤسساتها وتنظيم انتخابات وطنية في 24 ديسمبر 2021. 

يذكر أن البعثات الدبلوماسية في ليبيا تعرضت لهجمات وعمليات خطف منذ اندلاع الحرب عام 2011، إلا أن عودة التمثيل الدبلوماسي، يمثل مؤخرًا مؤشرًا على العودة التدريجية للاستقرار بعد أعوام من النزاع.

 
"