«فيلق القدس» الإيرانى في سوريا.. وجود عسكري وأيديولوجي
تحت ذريعة تقديم المساعدات والخدمات الطبية تتوسع إيران وتضفى شرعية زائفة لوجودها على الأراضي السورية، إذ دشن ما يعرف بـ «فيلق القدس» المصنف على قوائم الإرهاب الأمريكية، حملة مساعدات طبية في سوريا.
وبحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، زعم رئيس مؤسسة «شؤون الشهداء والمحاربين» في إيران، سعيد أوحدي، الإثنين 31 مايو، بأن مؤسسته شكلت بالتعاون مع فيلق القدس، لجنة طبية في سوريا لأول مرة، في محافظتي حلب ودمشق.
وأعلنت الخارجية الإيرانية في 12 مايو2021، عن افتتاح قنصليتها بمدينة حلب شمالي سوريا، بعد اتفاق جرى التوصل إليه بين طهران ودمشق قبل ثلاث سنوات من أجل إنشاء قنصلية إيرانية خاصة في حلب واللاذقية.
ويقود فيلق القدس، الجنرال إسماعيل قاآني، خلفًا للجنرال قاسم سليماني الذي جرى اغتياله بطائرة أمريكية مسيرة مطلع 2020 عقب وصوله إلى مطار بغداد الدولي قادمًاً من دمشق.
نشر التشيع
ألقى تقرير إخباري، نشره موقع إذاعة «زمانه» الإيرانية المعارضة، خلال مارس، الضوء على جهود فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني في نشر التشيع بسوريا، عبر استغلال الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية.
وجاء في التقرير المنشور، أن الحكومة الإيرانية تعمل على نشر المذهب الشيعي، والثقافة الفارسية في سوريا، بالتوازي مع الحفاظ على الوجود العسكري، مشيرًا إلى وجود شواهد وقرائن تؤكد جهود القوات الإيرانية الموجودة في سوريا، خارج إيران لنشر النفوذ الأيديولوجي في بعض المناطق السورية ومنها (دير الزور، والميادين، والبوكمال).
وأكد التقرير، أن عناصر فيلق القدس ينفذون مشروع نشر التشيع بين أهالي « دير الزور» في سوريا عبر عاملين: الأول الوجود العسكري، والثاني وربما الأهم «العامل الأيديولوجي».
شكل الوجود الإيرانى
يوضح التقرير، أن عناصر فيلق القدس الإيراني المستقرة في محافظة دير الزور تنقسم إلى 3 قوات، الأولى: قوات لواء «فاطميون» الذي يضم أغلبه مرتزقة أفغان شيعة، والثانية قوات ما تُعرف بـ«زينبيون» المعنية ظاهريًا بالدفاع عن المراقد الشيعية، وأخيرًا القوات المحلية العشائرية التي دخلت المعارك العسكرية عبر بوابة محاربة تنظيم «داعش».
ولفت التقرير، إلى أن قوات «فاطميون» تُعد أنشط القوات الإيرانية في دير الزور السورية، حيث تسعى إلى الحفاظ على الحضور المذهبي الشيعي بين السكان، فيما تشترك معها قوات جديدة تحمل اسم «هاشميون»، وذلك لمساندة القوات الإيرانية.
كما نجحت القوات التابعة لفيلق القدس، في تأسيس جمعيات مذهبية تحت غطاء الجمعيات الخيرية في سوريا، منها جمعية «الإمام المهدي»، فضلًا عن إقامة فيلق القدس لدورات، ومحاضرات، وندوات دينية، بشكل أسبوعي في مناطق شعبية بمدينة «البوكمال».
إغراءات مادية
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القائمين على نشر التشيع في قوات فيلق القدس الإيراني يقدمون إغراءات للسوريين ممن يحضرون الندوات الدينية، منها توزيع مبلغ مائتى ألف ليرة سورية، وسلة منتجات غذائية، بجانب تشجيع الشباب للتطوع في صفوف القوات الإيرانية مقابل 300 دولار شهريًّا.
واعتبر المرصد، أن تصاعد جهود فيلق القدس لنشر التشيع في سوريا يأتي في ظل شعور مسؤولي النظام الإيراني بفقدان وجودهم العسكري في الأراضي السورية، في ظل جهود دولية لإخراج القوات الأجنبية من سوريا، وإمكانية عودة دمشق إلى الجامعة العربية.
وبحسب دراسة للمركز الدولي للدراسات الإيرانية صدرت عام 2016، تأتي سوريا من بين الدول العربية المستهدفة من قبل إيران، باعتبارها نقطة ارتكاز جوهرية في الإستراتيجية الإيرانية، وساعد ما يعرف بالربيع العربي، إيران في تحقيق هدفها، ودخول سوريا والسيطرة عليها.
وتقول الدراسة إن الأزمة السورية أصبحت أكثر تعقيدًا في الوقت الحالي، بسبب الممارسات الخاطئة التي قامت بها طهران، خاصة أن الأخيرة منذ أن وضعت قدميها في سوريا عملت على تأجيج الصراع الطائفي بين أبناء الشعب السوري.





