«نظام الملالي» المخترق أمنيًّا يتقمص أدوار السيطرة الزائفة
جاء إعلان وزير الأمن الإيراني محمود علوي، عن إحباط قواته 99 عملية إرهابية من بين كل 100 محاولة، ليثير سخرية المراقبين الذين وصفوا حديثه بالمبالغة، إذ ادعى أن أداء بلاده هو الأفضل على مستوى العالم والأجهزة الاستخبارية، مقارنًا دولته بفرنسا، التي حسب كلامه لا يتم الكشف فيها إلا عن عن 5 أو 6 هجمات إرهابية فقط، بينما يتم تنفيذ سائر الأعمال الإرهابية فيها بنجاح.
وأتت تلك التصريحات على
خلفية الإعلان عن تفكيك 3 خلايا إرهابية واعتقال 15 عنصرًا في إقليم الأحواز المحتل
ذي الأغلبية العربية جنوب غرب إيران، خلال زيارته أمس الثلاثاء لمنطقة شلمجة غرب
البلاد لتفقد كيفية الخدمات التي تقدم لزوار أربعينية الإمام الحسين، حيث قال إن
الإرهابيين المعتقلين كانوا يخططون لاستهداف الزوار بعمليات انتحارية.
ويشهد إقليم الأحواز
عمليات اعتقال طالت المئات من السكان العرب، بدأت في أواخر الشهر الماضي بعد تنفيذ
عناصر المقاومة الأحوازية هجومًا ناجحًا خلال عرض عسكري للجيش الإيراني في الإقليم،
أوقع العشرات من القتلى بين العسكريين.
ويأتي تصريح وزير الأمن
الإيراني بالتزامن مع إعلان المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين
وعمان والكويت، إدراج ميليشيات الحرس الثوري والجنرال قاسم سليماني قائد فيلق
القدس، وحامد عبداللاهي واللواء عبدالرضا شهلاي، الذَين تم اتهامهما بالتورط
في محاولة تفجير السفارة السعودية في واشنطن عام 2011، على لائحة الإرهاب، ومن
المقرر أن يتم تجميد جميع الأصول والممتلكات والعوائد المرتبطة بتلك الأسماء في
الدول المصنفة للأسماء ويحظر التعامل معهم من قبل الأشخاص الاعتباريين والطبيعيين
في الدول المذكورة الأعضاء بمركز استهداف وتمويل الإرهاب الذي تترأسه الرياض
وواشنطن، كنتيجة لهذا الإجراء الأخير.
مزاعم كاذبة
من جانبها أكدت الدكتورة نورهان أحمد أنور، أستاذة الدراسات الإيرانية، بكلية الآداب جامعة المنوفية، أن نظام ولي الفقيه في إيران نفسه يمارس ما يسمى بـ«إرهاب الدولة» داخل بلاده، والمسؤولون الإيرانيون يدعمون الحركات الإرهابية المسلحة حول العالم، وبالتالي فالنظام نفسه متورط في ممارسة الإرهاب.
وأضافت في تصريحات لـ«المرجع»، أما عن المزاعم الرسمية بإحباط محاولات إرهابية تصل نسبتها إلى ٩٩ من أصل كل ١٠٠ فهذا عددٌ غير صحيح على الإطلاق حتى عند اغلب استخبارات الدول الأخرى، مشيرة إلى أن هذا التصريح يمكن قراءته في إطار «التسويق المحلي» فقط لرفع معنويات الشعب خاصة مع اقتراب دخول الحزمة الثانية من العقوبات حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر المقبل، ومحاولة لصرف النظر عن موضوع إدراج الحرس الثوري وقاسم سليماني على قوائم الإرهاب من قبل السعودية والبحرين.
للمزيد .. تعويضا لخسائرها.. هل تدعم إيران الحوثيين بميليشيا عراقية؟
وأشارت، أستاذة الدراسات الإيرانية، إلى أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية مخترقة في الحقيقة من جانب الدول الأخرى، ولنا مثال في هذا أحمد دبيرى مسؤول قسم إسرائيل في الاستخبارات الإيرانية والذي تم إعدامه رميًا بالرصاص لتزويده بمعلومات للجانب الإسرائيلي.
يذكر أن دبيري تم تنفيذ حكم الإعدام فيه بتهمة التجسس لصالح تل أبيب رميًا بالرصاص في مطلع شهر يوليو 2015، بعد محاكمة عسكرية، أُدانته بتزويد إسرائيل بمعلومات سرية وحساسة حول تحركات فيلق القدس والحرس الثوري في سوريا، وتهريب الأسلحة إلى سوريا وميليشيات حزب الله اللبنانية.
وكان حساب «دولت بهار» التابع لمكتب الرئيس السابق الإيراني محمود أحمدي نجاد، على شبكة «تيليجرام» للتواصل الاجتماعي، كشف في يوليو الماضي عن أن جواسيس الموساد الإسرائيلي استطاعوا أن يخترقوا العديد من المؤسسات الإيرانية خلال فترة تولي حيدر مصلحي منصب وزير المخابرات، والذي كان في خلاف مستمر مع نجاد إبان فترة ولايته.





