ad a b
ad ad ad

القوى الناعمة تطيح بمزاعم جماعة الإخوان

الخميس 01/يوليو/2021 - 04:53 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

لم تتوان جماعة الإخوان منذ اندلاع أحداث 25 يناير عن استغلال الإعلام في تحقيق أهدافها، إذ أسرعت إلى تأسيس قنوات فضائية للتحدث باسمها.


استمرت تلك القنوات في تقديم الخطاب الإعلامي الإخواني إلى أن أزيحت الجماعة من رأس السلطة في مصر إثر ثورة 30 يونيو 2013، فلجأت سريعًا إلى شاشات إخبارية معادية لمصر مثل الجزيرة، فضلًا عن الميزانيات الضخمة التي وفرتها الجماعة والدول المعاونة لها للإنفاق على قنوات فضائية تبث من الخارج تهاجم الدولة المصرية «الشرق، مكملين».


القوى الناعمة تطيح

اهتمام عميق


يفسر أحمد بان، الباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلامية، هذا الانتباه المبكر من الإخوان للإعلام، برغبة الجماعة لتوظيفه في رحلة نشر أفكارها وخطابها.


وتحت عنوان «كيف استغل الإخوان المسلمون سلاح الإعلام لتمرير أفكارهم؟» كتب "بان" في مقال نشر فى سبتمبر 2019، يشرح مكانة الإعلام في فكر جماعة الإخوان، وخلص إلى أن جماعة الإخوان توصلت قبل عقود ومنذ تأسيسها إلى أن الإعلام أداة للتعبئة والحشد وتحصيل ولاء الجماهير. 


ويدلل الباحث على ذلك بحرص حسن البنا، مؤسس الجماعة، على تأسيس صحيفة تكون لسان حال الجماعة، ووسيلة لنشر أيديولوجيا التنظيم، وفي وقت مبكر.


ويعدد «بان» المجلات والصحف التي عمدت الجماعة لامتلاكها، فيقول: «أطلق الإخوان، في 15 يونيو 1933، العدد الأول من المجلة الأسبوعية "الإخوان المسلمين"، والتي خطط الإخوان أن تكون يومية، وتولى رئاسة تحريرها الشيخ طنطاوي جوهري، المخدوع بمشروع حسن البنا».


ويوضح الباحث أن الجريدة كان لها جهاز ضخم من أعضاء الجماعة، مهمته المرور على المساجد والمنازل والحوانيت لتصريف أعداد الجريدة كافة. 


ويتابع: «خلال عام واحد؛ كان الإخوان يدشنون مطبعتهم الخاصة، ليتأكدوا من تأمين طباعة الجريدة ومعها رسائل التنظيم الأيديولوجية، دون أيّ قيود من الحكومات».


ونحو مزيد من المواكبة مع العصر يقول «بان» إن الجماعة عمدت إلى توظيف فن الكاريكاتير لإدراكها بتأثيره على المتلقي، فأطلقت فى أغسطس 1948 مجلة «الكشكول الجديدة» التي استخدمتها في الاغتيال السياسي لخصوم الجماعة. 


وانطلاقًا من المبدأ نفسه؛ وهو مواكبة العصر، تُولي جماعة الإخوان أهمية مبالغ فيها لمواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا موقع الفيديوهات المصورة «يوتيوب» الذي تطلق عليه العديد من البرامج المختصرة الساخرة ذات التأثير البارز.


ولهذا أقامت الجماعة على صناعة حالة المدعو «عبدالله الشريف» الذي تحول من مجرد مستخدم لـ«يوتيوب» لا تتعدى مشاهداته العشرات إلى مقدم برنامج مثير للجدل.  


ويشار إلى دور قناة «الجزيرة القطرية» التي اعتادت عرض أجزاء من حلقات الشريف في بداياته لتسهل عليه مهمة جلب الجمهور.


القوى الناعمة تطيح

الدراما المصرية وتفكيك أكاذيب الجماعة


انتبهت الدولة المصرية لأهمية الدراما والسينما في معركتها مع جماعة الإخوان، فوجهت بصناعة أعمال درامية ذات جودة فنية عالية وأفلام سينمائية تكشف زيف ما اعتادت قنوات الإخوان على نشره.


وخلال العامين الماضيين بثت الشاشات المصرية أفلام "الخلية" و"الممر"، ومسلسل "القاهرة كابول" ، "الاختيار 1" ، "الاختيار 2" الذي حقق نسب مشاهدة عالية داخليًّا وخارجيًّا.


ويحسب للقائمين على "الاختيار 2" ، قرار توسيع شريحة الجمهور المتابع للعمل الذي عرض في شهر رمضان 2021، فلم يعد المقصود فقط المصريون في الداخل أو حتى العرب، ولكن أضاف صانعو العمل خدمة ترجمة حلقات المسلسل إلى الإنجليزية لتوصيل مضمونها إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين سواء كانوا عربًا أو غير عرب.


وتطرق "الاختيار2"، لأحداث فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" المسلحين، اللذين كانت جماعة الإخوان تحشد بهما لإعادة ما سمته «الشرعية».


وحاول الإخوان كثيرًا، تحويل واقعة الفض إلى حادث ذي سمعة عالمية يسيئون من خلالها للدولة المصرية؛ ويزعمون مظلوميتهم بها، وجاء «الاختيار 2» ليدحض الرؤية الإخوانية حول الحادث ويظهر حقيقة الكذب الذي تروجه حولها.


وعمد صانعو المسلسل على ترجمة هذه الأحداث ومقاطع فيديو ينشر بعضها لأول مرة، ويظهر فيها عناصر من الاعتصام وهم يستخدمون السلاح ضد عناصر الشرطة، ما ينفي ما روجت له الجماعة أن الاعتصام كان سلميًّا.


وينضم المسلسل إلى الجهود المصرية، لإظهار حقيقة جماعة الإخوان وإتاحة فرصة أمام رؤية الدولة المصرية حول الأحداث في 2013، في مقابل الرؤية الإخوانية التي تجد من يدعمها من بلدان ووسائل إعلام معادية للقاهرة.


تجربة قديمة


تعود فكرة ترجمة حلقات مسلسل «الاختيار 2» إلى تجربة قديمة خاضتها وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج فى مصر، مع الجزء الأول من العمل خلال رمضان الماضي، عندما قررت الوزيرة نبيلة مكرم ترجمة حلقات العمل وإعادة نشرها على حسابات الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعى، بهدف ربط المصريين بالخارج وتحديدًا المولودين والمقيمين بعيدًا عن مصر، بمعلومات عن بلدهم والانتماء لها، وحظيت التجربة بحفاوة إعلامية عقب تنفيذها، الأمر الذي مهد لفكرة تقديم حلقات الجزء الثاني مترجمة


للمزيد.. «الاختيار».. القوة الناعمة

 

"