ad a b
ad ad ad

بـ«فك الارتباط».. الكاميرون تفرق بين «الانفصالية» و«الإرهاب» دفاعًا عن أمنها القومي

السبت 29/مايو/2021 - 02:22 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تسعى «الكاميرون» نحو معالجة المتغيرات الداعمة لعدم الاستقرار بداخلها وأبرزها الجماعات الإرهابية المنتشرة على حدودها الإقليمية، والنزعات الانفصالية، إذ تحاول الحكومة اتخاذ خطوات جادة للتعامل مع ملفاتها الشائكة لدعم الأمن، وأبرزها تقويض انتشار الأسلحة بين المتمردين.


بـ«فك الارتباط»..

احتفلت الحكومة في 19 مايو 2021  بتدمير أسلحة نارية معطوبة حصل عليها بعض المواطنين بصورة غير قانونية، وذلك في إطار الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب، إذ أحرقت السلطات مجموعة من الأسلحة التي سيطرت عليها قوات الأمن إلى جانب شحنات أخرى سلمها طواعية متمردون سابقون في حركات انفصالية وعناصر سابقة في جماعة «بوكو حرام» التابعة لتنظيم «داعش» في نيجيريا بالمنطقة الحدودية بين البلدين.


تقويض انتشار الأسلحة في الكاميرون


نظمت الحكومة احتفالية رسمية لفعالية حرق الأسلحة في مدينة بويا بجنوب غرب البلاد وحضرها ممثلون عن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وبعثات دبلوماسية لمناطق متفرقة، وشدد رئيس وزراء الكاميرون، جوزيف ديون نغوتي على أن حرق الأسلحة هو انعكاس لرغبة البلاد في السلام والأمن.


وأضاف نغوتي أن التخلص من الأسلحة المتداولة بطرق غير شرعية هو مقدمة جيدة تحمل الأمل لمستقبل البلاد، مؤكدًا أن السبيل الأفضل للحفاظ على سلامة البلاد ودفع عملية تقدمها هو مواجهة الإرهاب ومعالجة النعرات الانفصالية بدعم التعددية والتنوع.


بـ«فك الارتباط»..

تحديات أمنية تواجه الكاميرون


تخلق العوامل الداخلية للمجتمع الكاميروني بيئة خصبة لنمو التيارات الإرهابية ما يهدد الاستقرار، فوفقًا لدراسة أصدرها معهد الاقتصاد والسلام في سيدني الأسترالية حول معدلات الضحايا الناجمين عن العمليات الإرهابية دوليًّا فأن المناطق التي  تشهد صراعات سياسية وحركات انفصالية تصبح أكثر استقطابًا للتنظيمات الإرهابية أكثر من غيرها، وهو ما ينطبق على الكاميرون.


تعاني البلاد من حركات انفصالية تدعو لتأسيس دولة مستقلة للمواطنين المتحدثين باللغة الإنجليزية والانفصال عن الحكومة المركزية للبلاد، ومن جهة أخرى تعاني البلاد من هجمات متفرقة نحو حدودها الشمالية حيث تقبع جماعة بوكو حرام في نيجيريا على الشريط الحدودي بين البلدين، وقد تمكنت الجماعة الداعشية من التسلل للكاميرون وتنفيذ عمليات إرهابية بداخلها خلفت الكثير من الضحايا.


وأدانت هيئة الأمم المتحدة في 11 يناير 2021 هجومًا إرهابيًّا ضرب البلاد مخلفًا ما لا يقل عن 15 قتيلًا مطالبة بالتكاتف الدولي والإقليمي لمكافحة الإرهاب، ومن جهته حذر مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية من انتشار متزايد لجماعات الإرهاب في المنطقة.


لا تمثل الحدود النيجيرية وحدها تهديدًا لأمن الكاميرون؛ بل تشترك البلاد بحدود جغرافية مع تشاد التي تعاني انتشارًا إرهابيًّا كبيرًا فضلًا عن شكوك بتعاون عصابات الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر مع المتطرفين في هذه المنطقة لدعم الاقتصاد المتبادل فيما بينهما.


وتشكل هذه الظروف ضغوطًا على السلطات الأمنية للبلاد، فمن جهة تشتت  القوات بين أكثر من جبهة سواء تمركزات جغرافية مختلفة للإرهابيين أو حركات انفصالية متمردة يحتمل أن تتعاون مع المتطرفين في تداول الأسلحة، وهو ما تركز عليه الحكومة الكاميرونية، ومن جهة أخرى تضغط هذه المتغيرات على ميزانيات الدول لتخصيص موارد لمواجهة أكثر عمقًا لجماعات الإرهاب في المنطقة.


المزيد.. المساعدات الدولية لموزمبيق.. طوق نجاة في مواجهة مد «داعش»

"