واشنطن تدشن وحدة استخبارية لتعقب اليمين المتطرف
الثلاثاء 18/مايو/2021 - 01:51 م
نهلة عبدالمنعم
تسعى الإدارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية نحو معالجة إشكاليات الإرهاب الداخلي عبر برامج أمنية واجتماعية، وكذلك معالجات قانونية لتتمكن من تأطير الظاهرة، ويظهر ذلك في الإجراءات التي عزمت الحكومة على تطبيقها مؤخرًا ضمن سلسلة قرارات ارتبطت بتبعات اقتحام الكابيتول هيل.
أعلنت وزارة الداخلية الأمريكية في 11 مايو 2021 تدشين قسم جديد بهيئة الاستخبارات التابعة لها لمواجهة الإرهاب الداخلي، وتمكين سلطات إنفاذ القانون من مواجهة التطرف العنيف، وأشارت الوزارة إلى أن هذا القسم الجديد يمثل حلقة ضمن استراتيجية محكمة لمكافحة اليمين المتطرف.
ويأتي القرار الأخير عقب إصدار تقرير من وكالة الاستخبارات الفيدرالية يحذر من التهديد المتصاعد لتيار اليمين المتطرف، وذلك بناء على توصية من جو بايدن الذي طلب من أجهزة الأمن والمعلومات فور توليه السلطة تقييم أنشطة اليمين المتطرف بالداخل ومدى قدرته على تكوين ميليشيات، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
فيما يمثل المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند جزءًا مهمًا من إستراتيجية مكافحة اليمين المتطرف كمتغير قانوني بالمعادلة، فبعد أن طالب في مطلع مايو 2021 بزيادة ميزانية مواجهة الإرهاب الخاصة بوزارة العدل والشرطة المجتمعية للتمكن من مواجهة التهديد المتزايد لشبكات اليمين المتطرف والجماعات ذات البعد الدولي كالقاعدة وداعش ومن يتبعهما، يناقش جارلاند مجددًا المعطيات الجديدة لضبط الإشكالية أمام الكونجرس خلال منتصف مايو 2021.
إن انضمام المدعي العام لحلقات مواجهة اليمين المتطرف يمثل تغيرًا قانونيًّا للتعامل مع الأزمة، بمعنى أن الهجمات المحسوبة على عناصر التنظيم لن تصنف أو تعامل، كجريمة كراهية، ولكن كعمليات إرهابية، بما يشمله ذلك من عقوبات مشددة ضد المتورطين وإمكانية حظر روابطهم.
الإستراتيجية الجديدة لمواجهة الإرهاب المحلي وعلاقتها بالكابيتول
شكلت أحداث اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي (الكابيتول هيل) في 6 يناير 2021 ناقوس خطر تجاه تيار يتنامى بعمق في أوساط المجتمع الأمريكي، غير أنه قادر على الحشد وممارسة أفكاره على الأرض بصورة فعلية تسببت في سقوط قتلى وإحداث فوضى.
وبالتالي فإن أحداث الكابيتول هيل من المحتمل أن تلقي بظلالها على فترة حكم جو بايدن لعدة أوجه، أبرزها رغبة المسؤولين في الولايات المتحدة تجاه منع تكرار هذه الحوادث وتقويض عوامل تأجيجها، فضلًا عن مساعي الحزب الديمقراطي لمواجهة هؤلاء المتطرفين لما يمثلونه من خطورة على أيديولوجيتهم الحاكمة وذلك لارتباط مشاهد عنفهم بدعم الرئيس السابق دونالد ترامب.
هل مواجهة اليمين المتطرف ستؤثر على انتشار الظلاميين؟
لطالما دفع بعض الباحثين بارتباطية سلوكية بين الجماعات المتطرفة كالقاعدة وداعش وتيار اليمين المتطرف كرد فعل على عنف متبادل، إذ يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية سعيد صادق في تصريح لـ«المرجع» إن اليمين المتطرف يضفي شرعية على هجماته بالمنطقة مبررًا أفعاله كرد على هجمات المتطرفين الآخرين، ومن ثم تخلق هذه الحالة صراعًا متصاعدًا يضر أمن وسلامة المجتمعات.
وبالتالي تطرح المواجهة الأمريكية لليمين المتطرف تساؤلات؛ حول مستقبلية تأثير انكماش التيار على هجمات عناصر القاعدة وداعش في المنطقة الغربية، أم أنها مجرد تأمين للدول من مخاطر ناشئة لا تريد أن تتحول إلى صراعات على أكثر من جبهة.





