لحفظ الاستقرار وخفض التوتر.. السعودية تمد يد السلام لإيران
الثلاثاء 11/مايو/2021 - 06:40 م
إسلام محمد
في محاولة لخفض التوترات في منطقة الشرق الأوسط، أجرت المملكة العربية السعودية مباحثات مع النظام الإيراني الداعم الرئيسي للميليشيات الطائفية في المنطقة لبحث سبل وقف دعم أنشطة هذه الجماعات.
طهران وتصدير الأزمات
وتتبع طهران إستراتيجية تصدير الأزمات في المنطقة، وتدعم ميليشيات الحشد الشعبي في العراق وجماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وعددًا كبيرًا من الميليشيات متعددة الجنسيات التي تنخرط في المعارك في سوريا، ما أوقع طهران في عزلة إقليمية ودولية واسعة بسبب دعمها للإرهاب في المنطقة والعالم.
الرياض وعلاقات واسعة
وعلى العكس من ذلك تمتلك الرياض علاقات واسعة مع دول العالم وتتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في لجم الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وشاركت في إنجاح العقوبات الأمريكية على طهران بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بقرار فرض الحظر النفطي عام 2018، إذ تعهدت الدولتان بضبط أسواق النفط العالمية، واتخذتا إجراءات وتدابير منعت من اضطراب السوق الناجم عن خروج دولة نفطية كبيرة بحجم إيران من قائمة المصدرين.
وبالتالي تمتلك الرياض أوراق قوة كبيرة تستطيع إبرازها على طاولة التفاوض مع طهران، كما تحظى مواقفها بدعم قطاع واسع من النخب الغربية التي تتخوف من الأنشطة الإيرانية المزعزعة للأمن في الشرق الأوسط، كما يخوض التحالف العربي الذي تقوده المملكة معركة ضارية ضد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في اليمن.
من جانبه أكد السفير رائد كريملي، رئيس تخطيط السياسات في وزارة الخارجية السعودية، أنه تم إجراء محادثات بين المملكة وإيران، بهدف استكشاف طرق للحد من التوتر، وعبر في حديث لوكالة «رويترز»، عن أمله في نجاح المحادثات، لكنه أكد أنه مازال من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات معينة حيالها.
وكان الرئيس العراقي، برهم صالح، أعلن بوقت سابق أن بغداد استضافت مجموعة من الجولات التفاوضية بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية.
المبادرة السعودية
وأكدت وكالة «رويترز" أن الجولة الأولى من الحوار التي استضافتها بغداد في أبريل ركزت على بحث الأوضاع المتعلقة بالملف اليمني، حيث تعهد الجانب الإيراني باستخدام نفوذه لوقف هجمات جماعة الحوثيين على المملكة، مقابل دعم الرياض للمفاوضات النووية الجارية في فيينا.
وكانت ميليشيات الحوثي اليمنية المدعومة من طهران، استهدفت أراضي المملكة بـ359 صاروخًا و589 طائرة مسيرة مفخخة منذ بداية الأزمة اليمنية، وفقًا لما أعلنه وزير الإعلام السعودي ماجد بن عبدالله القصبي في مارس2021، متهمًا الحوثيين برفض جهود السلام ومنها مبادرة المملكة لوقف الحرب في اليمن.
ونصت المبادرة السعودية للسلام على وقف الحرب في اليمن ولكنها قوبلت بالرفض من جانب حسن ايرلو، ممثل طهران لدى الحوثيين، والقيادي بالحرس الثوري، مما يعكس النفوذ الإيراني لدى هذه الميليشيات التي تعتمد في دعمها وتسليحها على طهران.





