القاعدة وطالبان في الصورة.. مخاوف أفغانية من انسحاب أمريكي على الطريقة السوفييتية
الثلاثاء 11/مايو/2021 - 03:00 م
مصطفى كامل
وسط مخاوف من عودة طالبان إلى سدة الحكم من جديد، وتكرار ما حدث في الداخل الأفغاني عقب الانسحاب السوفييتي في تسعينيات القرن الماضي، بدأت العلاقات تتكشف بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة هناك، إذ خرجت العديد من المخاوف عقب الإعلان الأمريكي بانسحاب قواتها وحلف شمال الأطلسي الوشيك من أفغانستان بعودة الحركة وانتعاش نشاط التنظيم، الأمر الذي قد يبث حياة جديدة في العلاقة بين الجانبين دون انتهاك بينهما كما يحدث بين الجماعات، وفق صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية.
علاقات وطيدة
كشفت صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية، في تقرير لها عن مستقبل العلاقة بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة، عقب الانسحاب الأمريكي الوشيك من أفغانستان، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد يبث حياة جديدة في العلاقة بين الحركة والتنظيم.
وأشارت «ديلي بيست» إلى أن تنظيم القاعدة يحتفظ بجذور هائلة في افغانستان، إذ ينشط عناصرها في المعارك الدائرة هناك، إضافة إلى مشاركة العديد من أتباعها في صفوف عناصر طالبان أثناء العمليات التي تقوم بها الحركة.
وعن مدى العلاقة القوية بين الحركة والتنظيم ذكرت الصحفية الأمريكية خلال مقابلة مع جندي أفغاني، أنه كان يقاتل في الصفوف الأمامية ضد طالبان حيث قال: «كجندي على الأرض يمكنني التحقق من أن القاعدة وطالبان ما زالا يقاتلان معًا.. لقد رأيناهم وحاربناهم، فعناصر القاعدة عادة ما يساعدون طالبان في عمليات أكثر تعقيدًا حيث يحتاجون إلى خبرة فنية».
واستدركت الصحيفة نقلًا عن عنصر بالمخابرات الأفغانية قوله «لا ننسى أن الملا عمر مؤسس حركة طالبان ضحى بإمارته الإسلامية بأكملها من أجل أسامة بن لادن. وأن العديد من المقاتلين الذين يمجدون ويحبون مؤسس طالبان لن ينتهكوا هذه العلاقة أبدًا، وبالتأكيد ليس من أجل صفقة مع الولايات المتحدة».
وقالت مصادر محلية وفق الصحيفة الأمريكية، أن العديد من الارهابيين الأجانب التابعين لتنظيم القاعدة تزوجوا من بنات طالبان، إذا كنت تعرف أي شيء عن العادات القبلية في أفغانستان، فأنت تعلم أن الأفغاني سوف يهب رأسه مقابل علاقات الدم، لذلك لن يكون من السهل فصل طالبان عن القاعدة.
تحت رحمة طالبان
في الوقت ذاته، اعتبرت طالبان أن الانسحاب كان يجب أن ينتهي في الأول من مايو الجاري، وأن إبقاء القوات بعد هذا الموعد هو «انتهاك واضح» للاتفاق مع واشنطن، حيث قال متحدث باسم الحركة محمد نعيم لوكالة فرانس برس :«إن "ذلك يفتح المجال في المبدأ أمام مقاتلينا لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد قوات الغزو»، نافيًا في الوقت نفسه تقارير أشارت إلى أنها كانت اتفقت على حماية قواعد القوات الأجنبية في أفغانستان من الهجمات التي تشنها جماعات مسلحة أخرى.
وبدأت الولايات المتحدة رسميًا السبت الأول من مايو 2021، سحب آخر جنودها من أفغانستان في عملية سيُشكل انتهاؤها خاتمة حرب استمرّت عشرين عامًا بالنسبة لواشنطن، لكن ستبدأ بعدها فترة انعدام يقين كبير في بلد يرزح تحت السيطرة المتزايدة لحركة طالبان.
وفي الأيام الأخيرة، كانت سماء كابول، وقاعدة باغرام الجوية المجاورة، ممتلئة أكثر من المعتاد بالمروحيات الأمريكية تحضيرًا لهذا الرحيل الكبير الذي سيستكمل بحلول 11 سبتمبر، موعد الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر 2001.
تخوف من العودة للحكم
في الجهة المقابلة، يخشى الكثير في الداخل الأفغاني من تكرار ما حدث بعد انسحاب الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان باعتلاء حركة طالبان وتصدرها المشهد السياسي بعودتهم للحكم مرة أخرى، في الوقت الذي ينتظر فيه الكثيرة انسحاب القوات الأمريكية نهائيًا من أفغانستان من أجل إنهاء الحرب.
وفي غياب اتفاق لوقف إطلاق نار مستدام بين طالبان والحكومة، يعتقد عدد كبير من المحللين والمسؤولين السياسيين والمواطنين العاديين أن البلاد ليست بمنأى عن حرب أهلية جديدة، كتلك التي تلت الانسحاب السوفياتي في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، حيث يؤكد مراقبون أن الحرب ستصبح أكثر قذارةً وستتواصل إلى حين استعادة طالبان الحكم في ما سيتبقى من كابول.
فيما اعترف رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي هذا الأسبوع بوجود عدد من النتائج المحتملة من بينها في أسوأ الحالات «انهيار الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني واندلاع حرب أهلية تصاحبها كارثة إنسانية، مع عودة محتملة للقاعدة».





