ad a b
ad ad ad

شبكات تمويل الإرهاب تهدد أمن أوروبا

السبت 15/مايو/2021 - 03:50 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة
تمثل شبكات تمويل الإرهاب العاملة من أوروبا خطرًا على الاستقرار الأمني بالمنطقة، إذ لا تقتصر آثارها على استمرارية العنف بمناطق تمركز التطرف جغرافيًّا، ولكنها تؤثر على استقطاب عناصر جدد يشكلون فيما بعد اكتظاظًا بملف العائدين.

وتلعب شبكات تمويل الإرهاب دورًا مشبوها في الفساد المالي بدول الاتحاد الأوروبي، كما أنها تفسح مجالًا لعمليات غسل الأموال والتجارة غير المشروعة، وتهديد السوق الاقتصادي عبر استغلال الأدوات التكنولوجية الحديثة لتحويل نقود مشبوهة لشبكات التطرف في بؤر الصراع المختلفة.

شبكات تمويل الإرهاب من أوروبا

وتصاعدت خلال الآونة الأخيرة عمليات الكشف عن شبكات تمويل الإرهاب ما يكشف تعددها وتشعبها، واستراتيجيتها في التمركز بالدول الكبرى بأوروبا، ففي أبريل 2021 أعلنت السلطات الألمانية، إلقاء القبض على مهاجر عراقي بتهمة تحويل آلاف الدولارات لتنظيم داعش في سوريا ولبنان.

وتشير السلطات إلى تحويل المهاجر واسمه أيمن نحو 12 ألف دولار من الأموال المشبوهة إلى عناصر التنظيم خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2020، وتؤكد الأجهزة الأمنية استخدام هذه الأموال لدعم المخيمات الداعشية في سوريا لتأمين احتياجات النساء وحثهن على البقاء بصفوف التنظيم، كما أن الأموال المرسلة إلى لبنان كانت تهدف إلى تحرير العناصر المحتجزة وعودتهم للقتال مجددًا.

أضافت تحقيقات الأجهزة الأمنية المعنية بهذا الملف أن المدعو أيمن هو مهاجر عراقي، وصل إلى البلاد في 2016 إبان موجات الهجرة التي اجتاحت أوروبا من الشرق الأوسط جراء سقوط العراق وسوريا في قبضة تنظيم داعش، وبالإضافة إلى ذلك فانه قبض عليه في يناير 2021 على الحدود بين ألمانيا وسويسرا أثناء محاولة هروبه للانضمام بصفوف التنظيم.

ولفتت المعلومات الواردة عن الداعشي أيمن أنه كان يرغب في الانضمام للتنظيم منذ وصوله ألمانيا بوقت قليل وحاول إقناع قيادات «داعش» بالانتقال إلى سوريا والقتال بصفوف التنظيم، ولكنهم اختاروا توظيفه في مهمة جمع وتمويل الإرهاب عن طريق إرسال الدولارات من ألمانيا ولذلك عاش في برلين لفترة من الوقت لتوصيل الأموال.

ملاحظات حول تحويل الأموال من ألمانيا

تشير القضية الأخيرة إلى اندساس الداعشي أيمن وسط موجات الهجرة المستمرة من الشرق الأوسط إلى أوروبا، ما يعني استغلال التنظيم الإرهابي لتلك الموجات لتسلل العناصر إلى الداخل الأوروبي محملين بمهام مختلفة أبرزها خلق مصادر تمويل جديدة للتنظيم.

كما أن هذه العناصر من المحتمل أن تلعب دورًا أخطر في تجنيد الشباب الأوروبي للانضمام للتنظيم وتبني أفكاره المتطرفة، وبالأخص مع احتضان هذه المناطق لمراكز دينية وثقافية داعمة للفكر الأصولي، وهو ما يظهر في كيانات جماعة الإخوان التي تمثل المصدر الأساسي الذي انبثق عن أدبياته مجموعات الإرهاب الحديثة، فيما تعاني ألمانيا بالأخص من انتشار حزب التحرير على أرضها رغم حظرها السابق لأنشطته، ويتبنى الحزب الذي أسسه تقي الدين النبهاني ذات الأفكار الإخوانية، ما يمثل خطورة في تشكيل بؤر فكرية خبيثة بالداخل وسط حزمة من قوانين الحريات والحقوق الدستورية التي تستغلها تلك الجماعات.

واتهمت فرنسا في 27 أبريل 2021 سبعة أشخاص بتهمة تشكيل شبكة لتمويل الإرهاب في سوريا، وتتراوح أعمار الموقوفين بين 28 و48 عامًا، وفي 2020 أعلنت فرنسا عن شبكة كبرى توظف عناصرها لتمويل الإرهاب في سوريا والعراق وبالأخص تمويل المخيمات، وذلك خلال حملة أمنية موسعة تتبناها باريس لتجفيف منابع الإرهاب على أرضها.
"