جمعة العيد.. خلاف جديد بين السلفيين والأوقاف
الجمعة 15/يونيو/2018 - 12:08 ص
عبد الهادي ربيع
أثار تزامن عيدي الفطر والجمعة في يوم واحد بعد إعلان دار الإفتاء المصرية رسميًّا أن غدًا الجمعة 15 يونيو 2018 هو غرة شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر المبارك، أزمة فقهية بين التيارات السلفية والمؤسسات الدينية؛ إذ تبنت هذه التيارات رأيًا فقهيًّا مخالفًا للمذهب الديني المعتمد في «الأزهر» بأن من صلى صلاة العيد تسقط عنه صلاة الجمعة، فيما يرى علماء الأزهر أن كلًّا منهما لا يجزئ عن الآخر.
من جانبها، أكدت وزارة الأوقاف في بيان لها الأربعاء 13 يونيو 2018، أن الأفضل لمن يتيسر له حضور الجماعتين أن يفعل، بينما يجوز لمن يشق عليه حضورهما لبعد المسافة عن أماكن إقامة الجمع والأعياد، فله الأخذ برخصة الاكتفاء بحضور إحدى الجماعتين عن حضور الجماعة الأخرى.
ويرجع أصل هذا الخلاف تاريخيًّا إلى العصر النبوي، فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- رخّص لأهل البادية والعوالي في عدم حضور صلاة الجمعة والاكتفاء بصلاة العيد، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في ذلك قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون.
وعنى النبي بذلك –حسب كتب الشريعة- أنه سيصلي العيد والجمعة في وقتيهما، وهو ما يتبناه الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية، وأن أصل الخلاف الفقهي بين العلماء حول ذلك الحديث أن صلاة العيد تدور بين كونها سنة مؤكدة أو فرض كفاية، بمعنى أنه إذا صلاها جماعة سقط وزر تركها عن بقية المسلمين في هذه المنطقة، وأن الجمعة واجبة في إطلاقها فلا تسقط صلاة العيد التي هي (فرض كفاية) وجوب صلاة الجمعة التي هي (فرض عين).
إضافة إلى أن الرخصة في الاكتفاء بصلاة العيد عن الجمعة يكون لأهل العوالي والبادية (الذين يصعب عليهم الحضور للمسجد الجامع للصلاتين في يوم واحد؛ لبعد المسافة بينهم وبين المسجد)، وهو ما وفرته وسائل المواصلات الحديثة، ويتبنى قادة التيارات السلفية الرأي الفقهي المتمسك بنص الحديث؛ ما يجعلهم يرون إجزاء العيد عن صلاة الجمعة.
يُشار في هذا الصدد إلى أن الداعية السلفي، سامح حمودة، خرج في بيانٍ له يؤكد أن الرأي الراجح عنده إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد، أن من صلى العيد تسقط عنه صلاة الجمعة ويُصليها ظهرًا، وهو الرأي نفسه الذي تبنته القيادات السلفية في الجزائر، على لسان الداعية السلفي محمد علي فركوس، خلافًا لما هو معمول به من قبل الأزهر ووزارتي الأوقاف المصرية والجزائرية.
واعتمد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، 5434 ساحة لأداء صلاة عيد الفطر في مختلف أنحاء الجمهورية، مشددًا على منع شيوخ وقيادات الدعوة السلفية من أداء خطبة عيد الفطر المبارك في الساحات التي حددتها الوزارة.
وعلقت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية على دعوة الداعية السلفي محمد علي فركوس، مؤكدة ضرورة التزام الأئمة بعدم إسقاط صلاة الجمعة، مشيرة إلى أن الجزائر تأخذ بالقاعدة الفقهية التي تقول إنه لا يسقط الفرض (صلاة الجمعة) بإقامة السنة (صلاة العيد).
كما هدّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى، اليوم الخميس، على خلفية دعوة فركوس بـ«منع كل من تمتد أصابعه لتفكيك المرجعية الدينية للجزائريين، وكل من يتهمهم بالضلال، بناء على المعارف التي أخذها من الخارج».





