بالوثائق.. أول صلاة للجمعة بعد تحرير درنة
السبت 09/يونيو/2018 - 10:11 ص

صلاة الجمعة من داخل درنة بعد تحريرها
عبدالهادي ربيع
لاتزال مدينة درنة الليبية تدفع ثمن تحريرها غاليًا، منذ احتلال المدينة من قبل إرهابيي ما يُسمى مجلس شورى المجاهدين، الموالين لتنظيم القاعدة (معظمهم من خارج المدينة) منذ بداية الأزمة الليبية 2011، وعلى مدار هذه السنوات دشن الإرهابيون خطابًا دينيًّا متطرفًا يتوافق مع مصالحهم السياسية، عبر مساجد احتلها الإرهابيون، وصارت من أبرز المنابر التي انطلقت منها هذه الأفكار الدموية.
وشهدت درنة اليوم الجمعة 8 يونيو 2018 إغلاقًا لكل مساجد المدينة عدا مسجد حمزة بن عبدالمطلب، بحي الساحل الشرقي بالمدينة، في ظل جو من الاعتدال والوسطية، وعزم على نبذ العنف وإراقة الدماء؛ حيث دعا الشيخ موسى طيب العلواني إمام المسجد -في خطبة الجمعة اليوم- إلى محاربة المتطرفين، واصفًا إياهم بأنهم «فئة مارقة»، كما حث الجميع على مساندة الجيش الوطني الليبي في حربه ضد الخوارج من التكفيريين الموالين للقاعدة، مستشهدًا بالحديث النبوي: «لئن عشت لأقتلنهم قتل عاد».
جاءت خطبة الشيخ «العلواني» بعد نجاح الجيش الوطني الليبي في تحرير أكثر من 75 بالمائة من مدينة درنة من أيدي الإرهابيين، وغلق مساجد المدينة كافة، واقتصار الصلاة الجامعة على مسجد حمزة بن عبدالمطلب لدواعٍ أمنية.
وشهد المسجد تزاحمًا من أبناء المدينة، خاصة مع إغلاق معظم المساجد الأخرى كمساجد: «الصحابة والعتيق والرشيد»، وغيرها، تسهيلًا لمهمة تأمين المصلين، وأكدت مصادر عسكرية من داخل المدينة أن افتتاح بقية هذه المساجد المحررة سيكون الجمعة المقبل مع قدوم عيد الفطر، مبشرا بأن «العيد سيكون عيدين بعون الله تعالى وقدرته».
ونقلت عدة قنوات فضائية ليبية شعائر الصلاة من المسجد، في احتفال منهم بتحرير المدينة.
وكانت وزارة الأوقاف الليبية قد طالبت آمر غرفة عملية درنة بتوفير التأمين اللازم لإرسال أئمة لمساجد المدينة، ما تم بالفعل لتعود المدينة إلى الخطاب الديني المعتدل بعد سنوات من اختطافها من قبل إرهابيي تنظيم القاعدة.
يُشار إلى أن الجيش الليبي، أطلق 7 مايو 2018؛ عملية عسكرية لتحرير مدينة درنة -آخر معاقل الإرهاب في الشرق الليبي- وأعلن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، الإثنين 4 يونيو الحالي، في مقطع مصور، أن معركة السيطرة على مدينة درنة أوشكت على نهايتها، مؤكدًا أن ساعة النصر اقتربت على مجموعات الإرهاب في درنة، بعد السيطرة على نحو 75 % من المدينة.