ad a b
ad ad ad

إدانة قاتل فلويد.. تطلعات أمريكية لمواجهة العنصرية واليمين المتطرف

السبت 24/أبريل/2021 - 11:00 ص
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تعاني الولايات المتحدة الأمريكية من تصاعد موجات اليمين المتطرف خلال الآونة الأخيرة، وذلك وسط اضطرابات عنصرية وعرقية على خلفية مقتل المواطن جورج فلويد، فهل إدانة قاتله ستسهم في تهدئة الأوضاع بالبلاد.


إدانة قاتل فلويد..

قررت هيئة محلفين في الولايات المتحدة الأمريكية في 20 أبريل 2021 إدانة الشرطي السابق ديريك شوفين لقتله المواطن الأمريكي ذي الأصل الأفريقي، جورج فلويد في ٢٥25 مايو 2020٢٠٢٠ بمنطقة مينيابوليس، إذ قتل فلويد إثر عملية قبض عنيفة تعرض لها على يد الشرطي المذكور ولفظ أنفاسه الأخيرة في مقطع فيديو انتشر سريعًا على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.


وظهر فلويد في مقطع الفيديو المصور وهو يقول إنه لايستطيع التنفس نتيجة وضع الشرطي شوفين ركبته على رقبته بعد خروجه من أحد المتاجر، ما تسبب في احتجاجات واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية.


وتوصلت المحكمة إلى إدانة الشرطي بجميع التهم المنسوبة إليه؛ وهي القتل العمد من الدرجة الثانية،  والقتل غير العمد، والقتل من الدرجة الثالثة، ولم تستغرق المحاكمة سوى أسابيع، وينتظر قرار المحكمة بعدد السنوات التي سيقضيها الشرطي الأمريكي المدان في السجن مقابل جريمته.


ردود الفعل حول محاكمة قاتل فلويد


وأثارت محاكمة قاتل فلويد ردود فعل واسعة في أرجاء البلاد، إذ يتطلع البعض لأن تكون الإدانة القانونية ترسيخًا للمساواة وردعًا للتيارات اليمينية المتطرفة التي تصاعدت بالبلاد سواء في طبقات الشرطة أو بين مواطني المجتمع.


وتفاعل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ونائبته، كامالا هاريس، مع الحكم الصادر وهاتفا عائلة جورج فلويد لتقديم التعازي مرة أخرى، وعلق بايدن قائلًا توجد بعض العدالة حاليًا.


وأشار بايدن إلى أن الإدانة تعد فرصة جيدة لبذل المهام من أجل القضاء على العنصرية الممنهجة بالبلاد، وإلى جانب ذلك عبرت هيلاري كلينتون المرشحة الرئاسية السابقة عن تطلعها للتعامل مع ملف العنصرية والعرقية بضوابط ناجحة لتقويض تفشيه بالبلاد.


ومن جانبه أشار رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، آدم شيف إلى أن حكم إدانة الشرطي تشافين تحفز على مواجهة العنصرية التي سيستغرق القضاء عليها وقتًا كثيرًا وربما سلسلة طويلة من الإجراءات، مشددًا على أن حكم الإدانة برغم أهميته لن يعيد فلويد للحياة مرة أخرى هو وغيره ممن قتلوا نتيجة وحشية الشرطة.


بينما أكدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، في 22 أبريل 2021 أن الحكم الصادر ضد قاتل جورج فلويد مهم للغاية، ويدل على شجاعة ومثابرة عائلة فلويد التي لم تترك حقه، متطلعة إلى تقليل فرص تنامي العنصرية في المجتمعات.



إدانة قاتل فلويد..

التداعيات السياسية لمقتل فلويد


تسببت حادثة مقتل المواطن جورج فلويد في اندلاع احتجاجات واسعة في البلاد، وتشكلت على إثرها حركة «حياة السود مهمة»، واندلعت مظاهرات كبرى ظهر خلالها بعض التعامل العنيف من الشرطة ضد المحتجين، على خلفية مخالقتهم لقرارات حظر التجول التي اتخذت للسيطرة على انتشار فيروس كورونا.


ويذكر أن تلك الأحداث أسهمت في إضعاف شعبية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وخسارته للانتخابات الرئاسية أمام جو بايدن، إذ خلقت هذه الأحداث مبررات للدفع بسوء إدارة ترامب للأزمة والترويج لمعاناة الأقليات من الاضطهاد إبان ولايته، وهو ما استغل سياسيًّا بشكل جيد فضلًا عن خلقه مخاوف اجتماعية لدى الطبقات المتطلعة للعيش بسلام ومساواة في المجتمع الأمريكي.


مقتل فلويد يكشف تيارات العنف اليميني في المجتمع


كشف مقتل فلويد عن تيارات عنصرية متصاعدة في الداخل الأمريكي، فخلال مظاهرات كانت هناك مناوشات مع جماعة يمينية متطرفة ترفع شعار «حياة السود مهمة»، ما يؤشر على عنف فكري أصاب طبقات من المجتمع، فهذه التجاذبات ليست اختلافًا في وجهات النظر ولكنها للتعاطف مع شخص فقد حياته جراء عنف تعرض له.


وألقت السلطات الأمريكية القبض على قائد جماعة يمينية متطرفة تدعى «براود بويز»، هنري انريكي تاريو في 5 يناير 2021 لحرقه لافتة سرقت من كنيسة كتب عليها حياة السود مهمة.


وتورطت «براود بويز» في أحداث اقتحام الكونجرس الأمريكي التي وقعت في 6 يناير 2021 على خلفية رفض العناصر نتيجة الانتخابات الرئاسية التي يعتقدون تزويرها لصالح جو بايدن، ووسط مخاوف من انتشار الفكر المتطرف لليمين في المنطقة، وقررت كندا تصنيف «براود بويز» كجماعة إرهابية


المزيد.. «الإخوان» تستغل مقتل «فلويد» لجمع التبرعات تحت مزاعم خيرية وإنسانية

"