التشفير الإلكتروني والنقاط الميتة.. أدوات استخبارية يوظفها «داعش»
يعتمد «داعش» على أدوات استخبارية وبرامج تشفير إلكترونية لضمان
سرية التواصل بين القادة والعناصر في مناطق جغرافية متفرقة، إذ يستغل التنظيم
الإرهابي الخبرات العسكرية والتكنولوجية لدى بعض أتباعه من أصحاب المراكز الحساسة
قبل أن يضلوا الطريق، لتطوير عملياته واستمرار خطورته.
يشكل الاعتماد الداعشي على آليات
متطورة في الاستخبارات والتواصل الإلكتروني، تهديدًا كبيرًا لأمن الدول، ينبع من
مضاعفة الصعوبات نحو السلطات الحكومية لتتبع مراسلات التنظيم غير البدائي في
تعاملاته، إضافة إلى طبيعة سير الرسائل بين العناصر في بعض أشكال التدرج التنظيمي، كما هو الحال في الخلايا العنقودية وغيرها من الأشكال التنظيمية للجماعات
الإرهابية.
برامج التشفير الإلكتروني وتكنولوجيا «داعش»
يخدم التقدم التكنولوجي في مجال الاتصالات والمعلومات طرفي المعادلة؛ سواء الحكومات أو الجماعات الإرهابية، فكلتاهما تسعى لتطويع التطور الحديث لإنجاز مهامها، وتبقى خبرات بعض عناصر «داعش» ممن استطاع استقطابهم من الوظائف المهمة، أخطر متغيرات المنظومة.
وكشف موقع «نورديك مونيتور» عن استخدام عناصر «داعش» برنامج «ترو كربت»، وهو برنامج تشفير يعمل على دمج الملفات المهمة ويخفيها في ملف عادي عبر خوارزميات خاصة لا تظهر الملف المخفي إلا بشفرات تشغيل يتعلمها المستخدمون.
عمل الدواعش عبر هذه الاستراتيجيات يجبرهم على الخضوع لتدريبات إلكترونية، وبحسب «نورديك مونيتور» خصص تنظيم «داعش» لعناصره وبالأخص الأجانب منهم ممن قرر التنظيم إرسالهم إلى بلادهم الأصلية كجزء من إستراتيجية الانتشار لدى «داعش»، دورة تدريبية مدتها شهر لتعلم هذه النوعية من البرامج، مع عقد اختبارات لاجتياز الدورة التدريبية، ثم منحهم تأهيلًا عسكريًّا وتدريبات على تصنيع المتفجرات وإعادتهم إلى بلادهم مرة أخرى.
العائدون والتواصل الإلكتروني المستمر
يلفت ذلك إلى خطورة ملف الدواعش العائدين، إذ يحتمل أن تضم المجموعات العائدة عناصر مدربة عسكريًّا واستخباريًّا ونفسيًّا أيضًا لاجتياز اختبارات الدمج المجتمعي الذي تعتمده أوروبا في التعامل مع الدواعش العائدين ممن تعتقد بندمهم على الانضمام للجماعات المتطرفة.
وهو ذات النموذج الذي قدمه الإرهابي النمساوي ذو الأصل الألباني «اوكتيم فيزولاي»، الذي نفذ هجوم فيينا الأخير في 2020 وتسبب في مقتل أربعة أشخاص، والذي استطاع مراوغة البرنامج النفسي الموضوع لمعالجة أمثاله من العائدين أو الفاشلين في الالتحاق بالتنظيم، إذ استطاع التحايل على المسؤولين وافرجوا عنه للاندماج في المجتمع بعد أن اعتقدوا أنه مؤهل لذلك، ثم نفذ عمليته الإرهابية بإستراتيجية توحي باستمرار تواصله مع قادة «داعش»، ويظهر ذلك في المقطع المصور الذي سجله لإعلان ولائه للتنظيم، وبثه التنظيم الإرهابي بعد مقتله لتأكيد مسؤوليتهم عن الحادث.
يذكر أن تنظيم «داعش» سبق وطلب من عناصره اعتماد الإستراتيجية الاستخبارية المعروفة بالنقاط الميتة، والتي سبق وتدربوا عليها مع قيادات التنظيم، ما يعني أن التنظيم مهتم بتدريس ملف الاستخبارات والطرق السرية لنقل المعلومات لعناصره قبل توزيعهم جغرافيًّا على المناطق المختلفة.
ويشير مصطلح «النقاط الميتة» إلى آلية استخبارية تعتمد على شرح نقاط جغرافية محددة، طبقًا لخرائط خاصة، تمتلكها العناصر المُوجهة عن نقاط تسليم وتسلم للرسائل دون التقاء المباشر بين العناصر.
المزيد.. «النقاط الميتة».. استراتيجية «داعش» و«القاعدة» للتمويل المالي





