ad a b
ad ad ad

«الذئاب المنفردة».. فرنسا تُواجه «ذيول داعش»

الأربعاء 25/أبريل/2018 - 01:03 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة
انتقل مصطلح الذئاب المنفردة من تنظيم القاعدة، إلى التنظيم الأكثر تطرفًا «داعش»، بعدما واجهت تلك التنظيمات أجهزة أمن الدول الأوروبية المتمكنة في كشف الخلايا؛ ليجد التنظيم في «الذئاب المنفردة وعمليات الدهس» حلًّا ذهبيًّا لتنفيذ أعماله الإرهابية، خاصة في فرنسا.


«الذئاب المنفردة»..
يحصل الأفراد المعروفون بـ«الذئاب المنفردة» على توجيهات مباشرة من التنظيمات، لكن يبقى التنفيذ بشكل فردي، وذلك له أسباب عدة تتعلق بسهولة تنفيذ العمليات، والقدرة على التخفي، والهروب من الشكوك الأمنية، خاصة إن كان المسلح من غير المشتبه بهم أمنيًّا في الدولة، المقرر تنفيذ العملية الإرهابية فيها.


البرلمان الفرنسي
البرلمان الفرنسي
على صعيد متصل، أقر البرلمان الفرنسي قانون مكافحة الإرهاب بشكل نهائي، وذلك بعد أن صادق النواب الفرنسيون في وقت سابق بأغلبية ساحقة بلغت 415 صوتًا مقابل 127 رافضًا، في حين امتنع 19 نائبًا، ويُعطي القانون صلاحيات جديدة للسلطات الأمنية، تمكنها من مداهمة المنازل وإغلاق مراكز العبادة وتقييد حرية الحركة.

كما اعتمد مجلس الشيوخ القانون الجديد الذي يحل بديلًا عن «حالة الطوارئ»، التي فرضت بعد اعتداءات باريس عام 2015، رغم حملات ناشطين حذرت من المساس بالحريات المدنية، ولم يلقَ قانون مكافحة الإرهاب اعتراضًا كبيرًا من قبل الفرنسيين الذين لا يزالون تحت وطأة الهجمات الجهادية، رغم الانتقادات بأنه يمكن أن يقوض الحريات العامة.


«الذئاب المنفردة»..
وشهدت فرنسا سلسلة اعتداءات منذ 2015 نفذها متطرفون، خَلَّفت أكثر من 230 قتيلًا، كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إحباط 13 مخططًا إرهابيًّا منذ مطلع 2015 وحتى أكتوبر 2017، وفقًا لـ«فرانس 24».

العمليات الإرهابية التي ينفذها أفراد بدأت في فرنسا خلال عام 2017، من بينها هجوم متحف اللوفر الذي وقع في 3 فبراير؛ حيث هاجم رجل مصري الجنسية، يحمل سكينًا، جنودًا فرنسيين عند بوابة متحف اللوفر، وحاول دخول المتحف بحقيبتين؛ ما أثار شكوك الحرس الذين طلبوا تفتيشه، إلا أن الإرهابي هجم على الجنود بسكين، فرد عليه جندي بـ5 رصاصات، فسقط مصابًا، وتم القبض عليه، وإرساله إلى المستشفى.


«الذئاب المنفردة»..
وفي 20 أبريل من العام نفسه، قُتل شرطي وأُصيب اثنان آخران، إضافة إلى سائحة، في حادثة إطلاق نار في شارع «الشانزليزيه»، وشهد الشارع نفسه هجومًا آخر في 19 يونيو؛ حيث اصطدم رجل تونسي بحافلة شرطة، ولقي مصرعه إثر العملية.

2017 كان أكثر الأعوام إرهابًا في فرنسا، لكن في 2016 وقع حادث «هجمات نيس» الشهير، مساء يوم 14 يوليو، عندما دهس رجل بشاحنة بضائع حشدًا من الناس يحتفلون بـ«يوم الباستيل»، وأسفر الهجوم عن مقتل 84 شخصًا، بينما قتلت الشرطة المهاجم.

«الذئاب المنفردة»..
وفي 26 يوليو، احتجز مُسَلَّحان، أحدهما يبلغ من العمر نحو 19 سنة، رهائنَ في كنيسة في منطقة «نورماندي» بمدينة «سانت إتيان»، وذبحا القس «جاك هامل» ذا الـ85 عامًا، وكان الرجلان يرتديان أحزمة ناسفة مزيفة، وقتلت الشرطة الفرنسية المُسَلَّحَيْن خلال محاولة خروجهما من الكنيسة.

استخدام تنظيم داعش أسلوب الدهس لم يكن الأول؛ حيث يعد أول ظهور لاستراتيجية «الذئب المنفرد» في 2010 من قبل تنظيم «القاعدة»، لكنه كان يوصف بـ«الجهاد الفردي»، كما ظهر في أحد فصول كتاب «دعوة المقاومة الإسلامية العالمية» لـ«أبي مصعب السوري» قيادي في تنظيم القاعدة، بحسب ما نقلته «العربية. نت».
«الذئاب المنفردة»..
وفي تقرير بعنوان «قصة الذئاب المنفردة وعمليات الدهس مع القاعدة وداعش»، نُشِر في مارس 2017، ذكرت «العربية» أن «أبا مصعب السوري» ابتكر فكرة «اللامركزية»؛ بحيث يتحول التنظيم إلى فكرة عابرة للحدود، يعتنقها ويمارس مقتضياتها مَنْ أعلن ولاءه للتنظيم، ولخصها بقوله: «إن كل مسلم يجب أن يُمثل جيشًا من رجل واحد».

وفي تسجيل صوتي نُشر عام 2014، دعا أبومحمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم داعش، المتعاطفين مع التنظيم إلى قتل رعايا دول التحالف الدولي ضد «داعش» في أي مكان، وبأي وسيلة متاحة.

وفي عمليات الدهس الخاصة بـ«الذئاب المنفردة»، يكون المُنفذ فيها شخصًا واحدًا، ويأتي الحادث مفاجأة؛ حيث تكون فرص كشفه ضعيفة جدًّا، فمن يمتلك ويُسيطر على كامل المعلومات المتعلقة بهذه العملية هو شخص واحد فقط، وفي الغالب يموت، وتختلف عمليات الذئب المنفرد عن العمليات الجهادية التي تتطلب المرور عبر ثلاث مراحل، هي: «اختيار الهدف وتجميع المعلومات بشأنه، ثم الإعداد للعملية، ثم تنفيذ العملية».

وفي خطوة تابعة لاعتماد «داعش» أسلوب «القاعدة» في تنفيذ عمليات «الذئب المنفرد»، ترجم التنظيم كتيب «الأمن والسلامة»، الذي ألَّفه أحد عناصر تنظيم القاعدة باللغة العربية سابقًا، إلى اللغة الإنجليزية؛ لتقديم النصائح للخلايا النائمة والذئاب المنفردة في الدول الغربية.


«الذئاب المنفردة»..
وقدَّم التنظيم في دليله -المؤلف من 62 صفحة- لائحة ببرامج التشفير التي يمكن للخلايا النائمة والأفراد أن يستخدموها؛ لتشفير محتويات الهواتف الخلوية ورسائل البريد الإلكتروني.

ويوجّه الكتيب «الذئب المنفرد» إلى الاندماج في مجتمعه؛ بحيث لا يبدو «مثل المسلمين»، وهذا يعني أن «يحلقوا لحاهم ويرتدوا الملابس الغربية، وكذلك عدم الصلاة في المساجد بشكل منتظم، واستخدام العطور، والأموال النقدية، وضرورة توحيد الاسم في الوثائق المزورة، مثل جواز السفر والهوية، وغيرها».
"