إطلاق سراح «البيدجا» يثير جدلًا واسعًا داخل الأوساط الليبية
الخميس 15/أبريل/2021 - 12:48 م
مصطفى كامل
أشعل خبر إطلاق سراح المدعو «عبدالرحمن ميلاد» الملقب بـ«البيدجا»، أحد أشهر مهربي البشر في ليبيا، جدلًا واسعًا داخل الأوساط الليبية، نظرًا لما ارتكبه من جرائم.
وأطلقت النيابة العامة، سراح «البيدجا»، أحد أخطر مهربي البشر والمطلوب لدى الانتربول الدولي بعد أقل من 4 أشهر على اعقاله في العاصمة طرابلس، حيث شهدت مدينة الزاوية غرب العاصمة الليبية طرابلس، ومسقط رأس «البيدجا»، احتفالات بإطلاق سراحه، وتبرئته من الجرائم المنسوبة إليه.
ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية، عن عضو حزب اليسار الإيطالي «نيكولا فراتوياني» قوله: «تصوروا أن بعض الصحفيين الإيطاليين وجدوا أنفسهم تحت رقابة الشرطة بعد أن كشفوا عن عمليات تهريبه وتجارته بالبشر».
وأكدت مواقع ليبية محلية أن «البيدجا»، الذي خضع لعقوبات من مجلس الأمن الدولي، أطلق سراحه بعد قرار اتخذه ممثلو الادعاء أواخر شهر مارس الماضي؛ بينما أفادت وكالة «نوفا» الإيطالية أن إطلاق سراحه جاء بأمر من النيابة العامة بعد تبرئته من التهم المنسوبة إليه.
زعيم المهربين
تراس عبدالرحمن ميلاد الملقب بـ«البيدجا»، حرس السواحل في مدينة الزاوية، وقال خبراء لجنة تابعة للأمم المتحدة في 2017، إن «البيدجا» وأعضاء آخرين في قوة خفر السواحل، ضالعون في إغراق قوارب تقل مهاجرين.
اتهم ««البيدجا» بإقامة مركز لاحتجاز المهاجرين في الزاوية، واتهم بالتعاون في تهريب الوقود، حيث كشف تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي في يونيو 2018، أنه تزعم تشكيلًا لتهريب البشر في ليبيا، وتورط في تعذيب مهاجرين وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وبحسب تقديرات المكتب الدولي للهجرة، فإن 20 ألف مهاجر ماتوا أثناء عبورهم البحر المتوسط منذ عام 2014.
وكان مجلس الأمن الدولي، أصدر قرارًا بالإجماع يسمح للدول بتفتيش القوارب التي يشك بأنها تهرب مهاجرين قرب السواحل الليبية.
وأكد خبراء من الأمم المتحدة أن «البيدجا» وأعضاء آخرين في خفر السواحل متورطون بشكل مباشر في غرق قوارب المهاجرين باستخدام الأسلحة النارية، فيما نفى «البيدجا» أي صلة له بتهريب البشر، وقال إن المتاجرين يرتدون زيًا شبيهًا بزي رجاله.
القبض عليه
وبالرغم من التعاون المثمر مع حكومة الوفاق السابقة، لكنها القت القبض عليه عقب تعالي الأصوات المحلية والدولية بضرورة إيقافه عن نشاطه المعهود في تهريب بالبشر والمطلوب لدى الإنتربول الدولي، حيث تم القبض عليه في 15 أكتوبر 2020.
وأثناء احتجاز «البيدجا»، قامت حكومة الوفاق السابقة بترقيته إلى جانب آخرين لمشاركتهم في القتال لصد هجوم على العاصمة، شنته قوات الجيش الوطنى الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
ورحبت السفارة الفرنسية في ليبيا بإلقاء القبض على «البيدجا»، ووصفت العملية بأنها أخبار جيدة لنجاح الحملة لمكافحة تهريب البشر، فيما قالت منظمات حقوقية إن المهاجرين يواجهون سوء المعاملة وانتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا.





