انتشار السلاح.. أزمة كبرى تواجه حكومة «الدبيبة» في ليبيا
الثلاثاء 13/أبريل/2021 - 04:02 م
مصطفى كامل
يمثل انتشار السلاح، أزمة كبرى لدى الحكومة الليبية الجديدة برئاسة «عبدالحميد الدبيبة»، إذ يعد هذا الملف من أهم التحديات التي تواجه مساعي إعادة الاستقرار للدولة من جديد.
ويمثل انتشار السلاح بين الليبيين معضلة حقيقية بدأت منذ عام 2011، وتجعل حالة الانفلات الأمني تطغى على مختلف المدن.
فيما دعا «محمد المنفي» رئيس المجلس الرئاسي الليبي، المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والتقيّد بها، مثل وضع حدّ للتدخلات الخارجية السلبية، وحظر توريد الأسلحة.
تهديد الألغام الارضية
من جانبه قال «بوب سدون»، المسؤول بدائرة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الألغام «أنماس»، أنه لم ير مثل هذا الكم الهائل من الأسلحة في أي بلد آخر خلال 40 عامًا من حياته العملية، مؤكدًا أن الإنفاق على الذخائر في ليبيا ارتفع، كما ازداد التهديد الذي تشكله الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحروب، وللأسف فإن مخلفات الحرب التي تمت إزالتها في السابق عادت لتظهر مجددًا في كثير من المناطق بسبب القتال، لافتًا إلى أن الشعب الليبي هو الذي يواجه الأثر الكامل لانعدام الأمن.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي، حظر في مارس 2011، بيع الأسلحة لليبيا، وطالب جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة منع بيع أو توريد الأسلحة ومتعلقاتها إليها.
استغلال الجماعات الإرهابية للسلاح
ويحذر مراقبون للشأن الليبي، من أن تدفق الأسلحة سيكون له تداعيات خطيرة؛ خاصة لأن استمرار استخدامها والتدريب عليها من شأنه أن يجعل قدرات الجماعات المسلحة أكثر تطورًا.
ويشير مراقبون، إلى أنه إذا باتت ليبيا بؤرة مركزية لتنامي خبرات المسلحين والتدفق المحتمل للأسلحة المتقدمة، فإن الجماعات الإقليمية ستقود إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل متزايد، مشيرين إلى أنه كما كان الوضع بين عامي 2012 و2014 عندما عززت الأسلحة الليبية ترسانات الجماعات الإرهابية والانفصالية، يمكن أن تنتشر الأسلحة الخفيفة إلى الدول المجاورة لليبيا، التي يتصارع عدد منها مع الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة.
تحدي للقارة العجوز
في الجهة المقابلة، تمثل ليبيا تحديًا حقيقيًا للقارة العجوز، حيث نشرت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية تقريرًا قالت فيه: «نادرًا ما استضافت العاصمة الليبية العديد من الزيارات رفيعة المستوى من أوروبا كما فعلت خلال مارس الماضي، باستقبال وزراء خارجية إيطاليا وألمانيا وفرنسا في طرابلس في زيارة مشتركة، إضافة إلى تواجد تشارلز ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي في المدينة، ورؤساء الوزراء الإيطالي واليوناني والمالطي برحلات منفصلة لليبيا».
ويؤكد تقرير «بوليتيكو» الأمريكية، أنه سيتعين على القادة الأوروبيين العمل معًا لمساعدة الحكومة الشرعية بدلًا من تصدير منافساتهم الخاصة إلى الدولة المنقسمة بالفعل.





