«بوكو حرام» تضطر الكاميرون لتأمين حدودها مع نيجيريا
الجمعة 09/أبريل/2021 - 03:43 م
أحمد عادل
بعدما رفعت جماعة بوكو حرام، درجة الاقتتال لعناصرها ضد القوات المسلحة الكاميرونية، في إطار حالة الانفلات الأمني، التي تعيشه منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، عملت السلطات في الكاميرون على نشر قوات نظامية لمنع تسلل مسلحي الجماعة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي إلى داخل البلاد.
أكدت السلطات العسكرية الكاميرونية، الإثنين 5 أبريل 2021، قيامها بنشر قوات على حدودها الشمالية مع نيجيريا بسبب ما وصفته بكثافة هجمات جماعة «بوكو حرام» الإرهابية في المنطقة.
وقالت، في بيان بهذا الشأن، إن لديها معلومات استخبارية تشير إلى اختباء المئات من مقاتلي جماعة بوكو حرام المدججين بالسلاح على حدودها الشمالية مع نيجيريا وأنهم يخططون لشن هجمات على الكاميرون.
وأوضح البيان: «أن الهدف من نشر هذه القوات هو حماية المنطقة الحدودية، وقد أوصت السلطات القرويين في المنطقة بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي زائرين غرباء لقراهم».
من جانبه، قال ميدجياوا بكاري، حاكم المنطقة الشمالية الكاميرونية الواقعة على الحدود مع ولاية بورنو النيجيرية، إن أكثر من مائة مقاتل مدججين بالسلاح هاجموا قاعدة عسكرية كاميرونية فى منطقة دبانجا وقتلوا أحد الجنود وأصابوا اثنين آخرين.
وأضاف أن القوات الكاميرونية تصدت لهؤلاء المقاتلين وقتلت عشرين منهم واستولت على عربات وأسلحة كان يستخدمها الإرهابيون في هجومهم.
ونبه إلى أن مقاتلي «بوكو حرام» يخططون لمهاجمة تجمعات ومواقع عسكرية في الكاميرون، ويعتزم الإرهابيون سرقة مواد غذائية وماشية من القرويين في المنطقة؛ لأنهم يعانون نقص الغذاء ولأن الجيش يسيطر على طرق إمدادهم.
وأشار حاكم المنطقة الشمالية الكاميرونية إلى أن القوات الكاميرونية على استعداد للقتال حتى يتم إجبار الإرهابيين على الاستسلام تمامًا.
تعتبر الكاميرون دولة جوار مباشر لأقاليم الشمال الشرقي النيجيرية، معقل «بوكو حرام، حيث تستغل الجماعة المناطق الحدودية المتاخمة للكاميرون ونيجيريا وتشاد والنيجر، لتنفيذ هجمات إرهابية ضد هذه الدول، خاصةً في ظل تراجع سيطرة القوات النظامية على تلك المناطق والمستوى التسليحي المتقدم للجماعة، وتسعى الجماعة إلى الثأر لمقتل كوادرها وعناصرها على أيدي الجيش الكاميروني، ويسقط في هجماتها ضحايا من المدنيين والعسكريين.
وبالنظر إلى الأوضاع الأمنية في البلاد، تشكل «بوكو حرام»، خطرًا كبيرًا، من حيث السيطرة على مساحات واسعة من منطقة بحيرة تشاد، وتحديدًا نيجيريا، والكاميرون، وتشاد، والنيجر، وبنين، وجمهورية أفريقيا الوسطى، إلا أن قوات الجيش النيجيري تحاول في الفترة الأخيرة التصدي للهجمات المتزايدة من قبل الجماعة الموالية لتنظيم داعش، عن طريق التعاون مع قوات الساحل الأفريقي متعددة الجنسيات خلال الفترة الأخيرة، في تنفيذ العديد من الضربات القاصمة للجماعة.
ونتيجة للعنف المتزايد من قبل الجماعة الإرهابية، شرد ونزح آلاف من سكان منطقة شمال شرق نيجيريا إلى الكاميرون، التي تعاني هي الأخرى من الهجمات المسلحة التي تنفذها الجماعة الإرهابية، ولكن حالها أقل ضررًا من جارتها نيجيريا، والتي تئن من الهجمات المتتالية في الفترة الأخيرة التي تشنها «بوكو حرام».
وفي عام 2011، أعلن وجود «بوكو حرام» في شمال الكاميرون، ونفذت أولى عملياتها المسلحة في مارس 2014، مستفيدة من شبكة المتعاونين المحليين الذين ساعدوها في أداء عملها.
وفي عام 2018 بدأ الجيش الكاميروني حفر خندق على الحدود مع نيجيريا؛ لمنع تسلل مقاتلي بوكو حرام، وقال العقيد دوراي من قوات مكافحة الإرهاب لقناة فرانس 24 التلفزيونية: «هذا الخندق سيمتد على طول نحو مائة كيلومتر، هذا العمل يشبه بناء سور الصين العظيم».
وتمتد الحدود الشمالية الغربية للكاميرون على طول الحدود الشرقية لنيجيريا، وعلى طول الطريق إلى إقليم شمال نيجيريا ذي الأغلبية المسلمة الذي يعد معقل «بوكو حرام».
وتحتل الكاميرون، المرتبة الخامسة عشرة عالميًّا كأكثر الدول معاناة من خطر الإرهاب بارتفاع مركز واحد على العام السابق، وذلك حسبما أشار مؤشر الإرهاب العالمي Global Terrorism Index الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام Institute for Economics and Peace (IEP) في عام 2019.





