مستغلة الوباء.. «بوكو حرام» تتعاون مع كورونا في إشعال نيجيريا وحدود الكاميرون
الجمعة 24/أبريل/2020 - 02:23 م

أحمد عادل
رغم نزوح أسر نيجيرية كثيرة وهروبهم من ويلات إرهاب بوكو حرام الداعشية، وارتضائهم بالعيش في مخيمات حدودية مع الكاميرون، فإن الجماعة الإرهابية شنت- السبت 18 أبريل 2020- هجومًا على أحد المخيمات الموجودة في منطقة شمال نيجيريا، والتي تضم عشرات الآلاف من اللاجئين النيجيريين، الذين شردهم العنف المسلح في شمال شرق نيجيريا؛ ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا، وإصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة.
ووفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء النيجيرية، فإن حريقًا نشب في مخيم يضم نحو 70 ألف شخص في بلدة جامبورو بالقرب من الحدود مع الكاميرون، مؤكدًة أن أكثر من 200 ملجأ دمرت، ونجم عن تدميرها تشريد 1250 شخصًا.
ووصف الرئيس النيجيري محمدو بوخاري، الحريق بالمروع، مؤكدًا أن البلاد سترد وبقوة على هجوم «بوكو حرام» الإرهابي.

كورونا وبوكو حرام
ومنذ بدء أزمة وباء فيروس كورونا المستجد المعروف بـ«كوفيد-19» العالمية، ضاعفت جماعة بوكو حرام الفصيل التابع لتنظيم داعش الإرهابي، هجماتها في المنطقة؛ حيث تعرضت منطقة الحكومة المحلية في شيبوك للهجوم أكثر من 20 مرة؛ ما تسبب في مقتل 10 أشخاص، واختطاف 17 آخرين، كما أن نحو 20 من رهائن شيبوك رفضوا العودة إلى ديارهم بسبب المخاطر الأمنية، وشنت بوكو حرام هجومين عنيفين على كل من نيجيريا وتشاد؛ حيث قُتل ما لا يقل عن 70 جنديًّا نيجيريًّا في كمين بوكو حرام على قافلتهم في الجزء الشمالي الشرقي المضطرب من نيجيريا، وقد حدث ذلك بعد أن أطلق الإرهابيون قنابل آر بي جي على شاحنة كانت تقل جنودًا أثناء، مرورها بالقرب من قرية جورجي في ولاية بورنو.
وترى جماعة بوكو حرام، في تفشي فيروس كورونا بنيجيريا فرصة كبيرة لتنفيذ عمليات إرهابية ضد المدنيين والعسكريين، في ظل انشغال قوات الأمن، بحماية البلاد من كوفيد 19؛ حيث سجلت نيجيريا كبرى الدول الأفريقية من حيث عدد السكان وأكبر منتج للطاقة في القارة، 407 حالات إصابة مؤكدة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس، و12 حالة وفاة؛ ما أدى إلى فرض السلطات إجراءات العزل العام، والتي كان من المقرر في البداية أن تستمر 14 يومًا في 30 مارس في مدينة لاغوس المركز التجاري الرئيسي في جنوب البلاد وولاية أوغون والعاصمة أبوجا، ومددتها مرة أخرى لمدة أسبوعين، كما فرضت ولايات أخرى مثل ولاية كانو المركز الاقتصادي بشمال البلاد، قيودًا على التنقل.
وبالنظر إلى الأوضاع الأمنية في البلاد، تشكل «بوكو حرام»، خطرًا كبيرًا، من حيث السيطرة على مساحات واسعة من منطقة بحيرة تشاد، وتحديدًا نيجيريا، والكاميرون، وتشاد، والنيجر، وبنين، وجمهورية أفريقيا الوسطى، إلا أن قوات الجيش النيجيري تحاول في الفترة الأخيرة التصدي للهجمات المتزايدة من قبل الجماعة الموالية لتنظيم داعش، عن طريق التعاون مع قوات الساحل الأفريقي متعددة الجنسيات خلال الفترة الأخيرة، في تنفيذ العديد من الضربات القاصمة للجماعة.
وفي عام 2016، انقسمت جماعة بوكو حرام إلى فصيلين، أحدهما تابع لتنظيم داعش، وهو الأكثر نشاطًا وعنفًا في محيط منطقة بحيرة تشاد، ويقوده بعد ذلك أبو مصعب البرناوي، والفصيل الآخر التابع لجماعة أهل السنة للدعوة والجهاد، بقيادة أبو بكر شيكاو.
ونتيجة للعنف المتزايد من قبل الجماعة الإرهابية، شرد ونزح آلاف من سكان منطقة شمال شرق نيجيريا إلى الكاميرون، التي تعاني هي الأخرى من الهجمات المسلحة التي تنفذها الجماعة الإرهابية، ولكن حالها أقل ضررًا من جارتها نيجيريا، والتي تئن من الهجمات المتتالية في الفترة الأخيرة التي تشنها بوكو حرام.