ad a b
ad ad ad

تاكوبا وبرخان.. سيف مالي في يد محاربي فرنسا لمكافحة الإرهاب

الثلاثاء 06/أبريل/2021 - 10:18 ص
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تعوّل فرنسا كثيرًا على قوة تابوكا، والتي تشارك بها كل من إيطاليا والسويد والتشيك وإستونيا، لمساعدة قوة «برخان» الفرنسية في حربها ضد العناصر الإرهابية المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش.


لقاء كبار القادة


وفي الإطار ذاته، ووفقًا لما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية، صرح مصدر مطلع، الخميس 1 أبريل 2021، أن الرئيس الانتقالي في مالي، باه نداو، استقبل وزراء الدفاع في فرنسا والتشيك وإستونيا، الذين بدأوا الخميس زيارة لمالي، وأضاف المصدر بأن الوزراء سيعقدون اجتماعات مع كبار القادة في مالي من بينهم نائب الرئيس عاصمي غوتا، ووزير الدفاع ساديو كامارا.


بيان وزارة الدفاع الفرنسية

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الفرنسية، أن «الوزيرة فلورنس بارلي ونظيريها في التشيك وإستونيا، سيعلنون عن إطلاق القوة العسكرية «تاكوبا» التي ستحارب التنظيمات الإرهابية في الساحل الأفريقي إلى جانب قوة برخان.


وأضاف البيان أن «هذه الزيارة ستمكن من تأكيد «القدرة التشغيلية الكاملة» للقوة العسكرية «تاكوبا» التي تشارك بها عدد من الدول الأوروبية».


تمثل دول القرن الأفريقي من «السنغال، وتشاد، وموريتانيا، ومالي، والنيجر، وبوكينا فاسو، وأخيرًا نيجيريا»، وعلى الرغم من طول هذا الامتداد الساحلي دشنت فرنسا حلفًا يتكون من عدة دول أوروبية؛ لمحاربة الإرهاب الأفريقي، التي تشكله هذه الجماعات والتنظيمات على مصالح الدول الأوروبية، قبل مصالح الدول الأفريقية؛ حيث يضم الحلف إلى جانب فرنسا «إنجلترا، وهولندا، وبلجيكا، والبرتغال، والنرويج، وإستونيا، وألمانيا، والسويد»، إلى جانب مالي.

 تاكوبا وبرخان..
تحالف تاكوبا


تقوم دول حلف «تاكوبا» بدور عسكري، يتكون من قوات متخصصة في مكافحة ومحاربة الإرهاب داخل دول الساحل الأفريقي، خاصةً «مالي، وبوركينا فاسو، وتشاد، ونيجيريا»، وهي أماكن تنشط فيها الجماعات والتنظيمات الإرهابية.


ومهمة تاكوبا تكمن في مواكبة إلى ساحة المعركة وحدات نخبة مالية صغيرة مجهزة بسيارات بيك-آب ودراجات نارية لمساعدتها على استعادة مناطق شاسعة شبه صحراوية هجرتها الدولة المالية منذ زمن، وباتت مواقع يلجأ إليها الإرهابيون في تنظيم داعش في الصحراء الكبرى.

وتعني كلمة «تاكوبا» (Takpuba/Takuba/Takoba) السيْف الذي اشتُهر استخدامه في منطقة الساحل الغربي، وخاصة بين الطوارق والهوسا والفولاني.


وتأمل فرنسا أيضًا أن تضم «تاكوبا» حوالي 500 فرد من أفراد القوات الخاصَّة، منها 50 إلى 100 عنصر من أفراد القوات الخاصة الفرنسية لتشكيل نواة «تاكوبا».


تقوم دول حلف «تاكوبا» على تنفيذ ضربات استباقية للتنظيمات الإرهابية الموجودة داخل دول الساحل الأفريقي، والتي تشكل خطرًا لا يتوقف فقط على مصالح البلدان التي نشأت فيها، ولكنها تمثل خطورةً كذلك على مصر.


في اجتماعٍ عُقِدَ في «باو» بجنوب غرب فرنسا في يناير 2020 مع الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، أعرب رؤساء دول منطقة الساحل الخمس (مالي، بوركينا فاسو، النيجر، تشاد، وموريتانيا) عن رغبتهم في محاربة «الجماعات الإرهابية» في المنطقة، ووافقوا على التركيز في منطقة الحدود الثلاثية تحت القيادة المشتركة لهذه الدول، بالإضافة إلى عملية «برخان».


وقد انتهى اجتماع «باو» بموافقة القادة المشاركين فيه على إنشاء هيكل جديد (معروف الآن باسم «تاكوبا»)؛ يهدف إلى الجمع بين قوات الجانبين (الساحلية والفرنسية) تحت قيادة واحدة، إضافة إلى تسهيل العمليات المشتركة، وتحسين تبادل المعلومات الاستخبارية.


يذكر أن فرنسا نشرت قواتها في منطقة الساحل عام 2013م مع عملية «سيرفال» في مالي؛ فطردت العملية المسلحين من مدن مالي؛ لكنَّ الجماعات المسلحة سرعان ما لجأت إلى تشكيلات أكثر تعقيدًا تعمل في المناطق الريفية، فانتشر التمرد تدريجيًّا إلى المناطق الوسطى والجنوبية في مالي، ثم إلى بوركينا فاسو والنيجر.


وقد تطوّرت عملية «سيرفال» في أغسطس عام 2014م إلى عملية «برخان» التي فُوِّضتْ إليها عمليات «مكافحة الإرهاب».


وتركز «برخان» نشاطها في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، كما تعمل جنبًا إلى جنب مع القوات المحلية والعمليات العسكرية الدولية الأخرى، بما في ذلك القوة الإقليمية المشتركة لدول منطقة الساحل (FCG5S) و«بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي».


وتحتلُّ عملية «برخان» مكانة دولية مهمة؛ حيث يساهم حلفاء فرنسا الأوروبيون فيها بقوات ومعدات؛ فالمملكة المتحدة تدعم العملية بثلاث مروحيات «شينوك»، في حين قدَّمت الدنمارك مروحيتَيْ «مرلين»، وتعهّدتْ إستونيا بمضاعَفة حجم وحدة قوة الحماية هذا العام.


"