لا للجمهورية الإسلامية.. الإيرانيون يخرجون من قوقعة الملالي بهشتاج الغضب العارم
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع انعقادها في يونيو 2021، والتي يتنافس عليها عدد من المرشحين من مختلف التيارات، إلا أن أغلبيتهم من التيار الأصولي، وبعض قيادات الحرس الثوري، المقربين للمرشد الأعلى علي خامنئي، تأتي مطالبات إيرانية هدفها الإطاحة بالنظام الإيراني الحالي، من خلال تدشين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي في 27 مارس 2021، جاءت تحت عنوان «لا لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران».
لا للملالي
ودشن تلك الحملة عدد من النشطاء من بينهم سياسيون ومدنيون وفنانون ورياضيون وكتاب وأساتذة جامعيون وناشطون في مختلف المجالات، وأصدروا بيانًا حول مطالبها الهادف للإطاحة بالنظام الحالي في إيران، ونجحوا في جمع توقعات تجاوز عددها 1400.
وأفاد النشطاء بأن النظام الإيراني الحالي يعد العقبة الرئيسية أمام الحرية، والازدهار والديمقراطية، والتقدم وحقوق الإنسان في إيران، مؤكدين أن تلك الحملة هي صوت الشعب «المصمم على الإطاحة بما يطلق عليه نظام الجمهورية الإسلامية، وفقًا لموقع «إيران إنترناشونال».
تفاعل شعبي
وتفاعل عدد من الإيرانيين مع هذه الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشروا الصور أو مقاطع الفيديو وكتابة عبارة «لا للجمهورية الإسلامية» على الورق وحتى بأيديهم، وما زالت هذه الحملة مستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاء من بين المنضمين والمؤيدين للحملة، ولي عهد إيران السابق «رضا بهلوي»، الذي دعم في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»، حملة «لا لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران»، قائلا، «من خلال الاتحاد حول هذه الحملة، التي تتخطى الأحزاب والتيارات، يمكننا تحويلها إلى حركة وطنية شاملة».
كما انضمت إلى الحملة، المطربة الإيرانية الشهيرة «كوكوش»، التي نشرت صورة على حسابها في موقع «إنستجرام»، وكتبت عليها «لمدة 42 عامًا، تم حظر صورتي وصوتي ووجودي. كيف لا أقول لا لنظام الجمهورية الإسلامية».
ومن جهة أخرى، طالب النشطاء باستمرار حملة «لا للجمهورية الإسلامية»، من أجل تخليص أرض إيران من الفقر والبؤس الذي فرضه هذا النظام الظلامي الفاسد، إلى الأبد، بإطلاق حركة كبيرة وشاملة، وفقا لقولهم.
وفي ظل استمرار تغريدات الإيرانيين على موقع تويتر، خرجت مظاهرات جديدة في إيران 30 مارس 2021، أمام مكتب حاكم منطقة كاراج ضد النظام الإيراني والحزب الشيوعي الصيني واتفاقية التعاون الشاملة التي عقدت بينهما.
نظام قمعي
وتأتي تلك الحملة في ظل الملاحقات المستمرة للمعارضين لنظام الملالي بأكمله، وقمعه المتواصل لهم، بجانب أن عددًا كبيرًا من الإيرانيين رافض لسياسة النظام الحاكم التي أدخلت البلاد في مأزق شديد، وفشل في إدارة عدة ملفات من بينها الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، كما رفضوا اتفاقية التعاون الشاملة التي وقعتها إيران مع الصين لمدة 25 عامًا، والتي بموجبها يسمح لبكين بالاستثمار في مختلف القطاعات في طهران، الأمر الذي اعتبره الإيرانيون توغلا صينيا وسيطرة على أرضهم ومقدراتهم.
من جانب آخر، يعى الإيرانيون تمامًا أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون نتائجها كالعادة غير مرضية لهم، خاصة أنه من المتوقع بنسبة كبيرة أن يكون المرشح القادم إما من الأصوليين أو الحرس الثوري الذين يسيطرون على أغلبية البرلمان الحالي، ويطلق عليه «برلمان المحافظين».
وفي حال وصل إلى رئاسة البلاد أحد من الحرس الثوري أو الأصولي، في هذه الحالة سيزداد قمع الإيرانيين، ولن تكون هناك حرية للتعبير، ومن أحد المؤشرات على ذلك سياسة «الإنترنت الحلال» التي يسعى نظام الملالي إلى تطبيقها، لإغلاق جميع وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا يعلم العالم الخارجي عما يحدث للإيرانيين في ظل تلك القبضة الأمنية المشددة.





