المسكوت عنه في اتفاق إيران والصين.. انقلاب جيوسياسي في الشرق الأوسط
شكلت الاتفاقية التي أبرمتها إيران مع الصين، انقلابًا جيوسياسيًّا في منطقة الشرق الأوسط، اذ أصبح لدى الجيش الصيني - ولاحقًا الروسي- القدرة على الوصول إلى الخليج العربي ومناوءة الهيمنة الأمريكية والغربية في المنطقة، وشملت الاتفاقية بنودًا سرية غير معلن عنها، لحساسيتها، وهي تخص العلاقات العسكرية بين الطرفين، ما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن للإعراب عن قلقه الشديد من الاتفاق وقد صرح علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قائلاً: «قلق بايدن صحيح. ازدهار التعاون الاستراتيجي في الشرق يسرع من تدهور الولايات المتحدة.»، وقال لموقع «جماران» الإخباري: «نظرًا لاعتباراتهم المتعلقة بأمريكا، أخبرنا الصينيون ألا ننشرها. الاتفاق له جانب دفاعي.. الآن تواجه الصين ودول أخرى تحديات مع أمريكا ولا يمكننا التحدث عنها علانية».
وهكذا جاء الإعلان عن الشق العسكري في الاتفاق مبهمًا بشكل مقصود، إذ نصت المادة 16 من البيان المنشور على الموقع الرسمي للرئيس حسن روحاني على ما يلي: يرى الجانبان أن تعزيز الاتصالات والتبادلات بين قواتهما المسلحة ووزارتي الدفاع يسهمان في الاستقرار والأمن، وسيعملان على زيادة تبادل الوفود والتشاور والتنسيق على مختلف المستويات، ورفع مستوى القوات المسلحة في البلدين، من خلال آليات التعاون في مجالات تدريب الموارد البشرية، ومكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات، وكذلك المعدات والتكنولوجيا».
كما تسعى إيران الآن أيضًا لإبرام اتفاقٍ مماثل مع روسيا، في هذا السياق قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النور: «إننا نريد أيضًا إبرام اتفاق مع روسيا مماثلا للاتفاق الذي أبرمناه مع الصين، والذي سيكون عمليًّا خارطة طريق للتعاون الاقتصادي الملزم على المدى الطويل»، وتعد هذه الاتفاقيات خيارًا فعالًا للالتفاف على العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد إيران، حسبما قال «ذو النور» وفقا لوكالة «مهر» الإيرانية للأنباء.
كما أن هناك تكهنات بأن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيزور طهران قريبًا، وتجري إيران والصين تدريبات عسكرية مشتركة، كان آخرها مع روسيا في المحيط الهندي، وتعاونتا في المسائل الاستخباراتية لسنوات، ويُعتقد أن طهران زودت بكين بمعلومات حساسة حول الطائرات الأمريكية بدون طيار وشبكات التجسس البشري.
وتدخل إيران بفعل اتفاقيتها مع الصين، عصرًا جديدًا، آمنت به نظامها، مع ضمانات بتطور قدراتها العسكرية والأمنية في وقت تشتكي دول المنطقة من مغامرات طهران المسلحة؛ حيث تدير خمس حروب، العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن. وتوازي مع ذلك إعلان وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الذي خصَّ السعودية بزيارة أيضًا عن مبادرة «سلام» صينية خاصة بدول الخليج وإيران، تقوم على اقتراحات خمسة، بينها حماية الممرات البحرية ومنع الاعتداءات المسلحة في الخليج.





