سباق «أوروبي ـــ أمريكي» على التهام كعكة إعادة إعمار ليبيا
سباق أوروبي ــ أمريكي للبحث عن فرص استثمارية جديدة في ليبيا، تحت بند إعادة الإعمار، تجسد في تحرك لأهم ثلاثة وزراء بالاتحاد الأوروبي، بغرض دعم للسلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا من جانب، والتطرق من جانب آخر إلى ملف إعادة إعمار البلاد، وكيفية تفعيل عقود الشراكة، عقب انفتاح المشهد الحالي بتوحيد الفرقاء تحت حكومة برئاسة «عبدالحميد الدبيبة».
ولا توجد أرقام حقيقية تتعلق بفاتورة إعادة إعمار المدن اللليبية، باستثناء اجتهادات بعض المختصين، التي قدرتها بأكثر من مائة مليار دولار.
زيارات استثمارية
قام وزراء خارجية كل من فرنسا جان إيف لودريان، وألمانيا هيكو ماس، وإيطاليا لويجي دي مايو، نهاية الأسبوع الماضي بزيارة للعاصمة الليبية طرابلس، أكدوا خلالها عقب لقائهم بعبدالحميد الدبيبة، تقديم مختلف وسائل الدعم والمساندة لحكومته.
وأكد وزير الخارجية الإيطالي في بيان له أنه يتعين على بلاده المشاركة في إعادة إعمار ليبيا، لافتًا إلى أن استقرار ليبيا يعني المزيد من الأمن في إيطاليا.
فيما عقد «الدبيبة» لقاءً افتراضيًا مع بعض مسؤولي الشركات الأمريكية، باتجاه فتح الطريق أمام فرص جديدة لشركاتهم في ليبيا، وعبّر «ريتشارد نورلاند»، سفير واشنطن، عن ارتياح بلاده للتعاون مع الحكومة الجديدة، وقال فى تصريح له: «لقد شعر المشاركون في هذا الاجتماع بالارتياح عند سماعهم رئيس الوزراء وهو يُعرب عن التزامه بجعل ليبيا وجهة جاذبة للاستثمار الأجنبي، رغم إدراكهم أن هذا الأمر سيتطلب استقرارًا وبيئة مواتية للأعمال»، مشيرًا إلى أن بلاده تتطلع للعمل مع الدبيبة والمبعوث الليبي الخاص إلى الولايات المتحدة، محمد علي عبدالله، للتباحث حول طرق زيادة المساهمة، التي يمكن أن يقدمها الاستثمار الأمريكي بغاية تحسين حياة الليبيين، والولايات المتحدة تدرك أهمية تنويع الاقتصاد الليبي.
ويأتي هذا التسارع الأوروبي - الأمريكي، في مقابل تحركات عربية، أبرزها ما عكسه المنتدى الاقتصادي الليبي - التونسي، الذي عقد بمدينة صفاقس 11 مارس 2021، والذي ناقش سبل تطوير التبادل التجاري، والاستثمارات الصناعية والخدماتية بين البلدين، وانتهى إلى تفاهمات مبدئية ومطالب بتفعيل الاتفاقات المجمدة، وإعادة التبادل التجاري مع ليبيا، على أن يكون الدينار بديلًا للعملات الأجنبية.
بينما أكد «أحمد الغزالي»، نائب مدير الغرفة التجارية الأمريكية ــ الليبية، في تصريحات نشرها المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، أن الشركات الأمريكية التي حضرت الاجتماع أبدت رغبتها واستعدادها للتعاون في مجالات الكهرباء والصحة، وميكنة المدفوعات، بدلًا من التعامل بالنقود الورقية، مشيرًا إلى أن الأيام المقبلة ستعرف عودة الشركات الأمريكية، التي أبدت رغبتها في الحضور والتعاون مع الحكومة من أجل تنمية العلاقات المشتركة وتحقيق مستقبل أفضل.
نقلة في التعامل الأوروبي مع الملف الليبي
تمثل هذه التطورات نقلة جديدة في التعامل الأوروبي مع الملف الليبي، خاصة أن السنوات الماضية شهدت انقسامًا أوروبيًّا كبيرًا خاصة في ظل التنافس الفرنسي-الإيطالي الذي وصل إلى حد تبادل الاتهامات عقب تنظيم فرنسا مؤتمر باريس حول ليبيا الذي قاطعته إيطاليا، إذ ساد غضب كبير في روما خشية من هيمنة باريس على الملف الليبي.
ويعتبر هذا التوافق الأوروبي تطورًا إيجابيًّا، وهو ما أكده رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة الذي قال في تغريدة له بموقع التواصل الإجتماعي «تويتر»، إنه سعيد بزيارة وزراء خارجية دول فرنسا وإيطاليا وألمانيا إلى العاصمة طرابلس، وأن مثل هذه الزيارات تكون ذات نفع كبير لجميع الأطراف في ظل وجود حكومة موحدة، مشيرًا إلى أن بلاده ستعمل على تعزيز العلاقة مع الدول الصديقة، ومن الإيجابي أن يكون هناك موقف أوروبي موحد لدعم ليبيا في المضي قدمًا نحو الاستقرار والانتخابات.
للمزيد: بعد مراسم تسلم السلطة.. مطالب لـ«الدبيبة» بملاحقة مسؤولي الوفاق قانونيًّا





