ad a b
ad ad ad

داعشيات الغرب ينشدن العودة مع تخوف الحكومات

الإثنين 22/مارس/2021 - 01:48 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تبقى إشكالية النساء الغربيات في تنظيم «داعش» قائمة وسط جدال حول قيم الأمن والمصالح العليا للدول، وبين المسؤولية الأخلاقية للحكومات نحو شعوبهم وشعوب الدول الأخرى أيضًا، فانهيار المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا والعراق وما خلفه من متطرفات مشردات في المخيمات بشمال شرق سوريا يفرض على المجتمع الدولي تحديًا كبيرًا لتأطير وضعهن دون الإضرار بمصالح منطقة الشرق الأوسط.


تزدوج الرؤية الرسمية لنساء «داعش» بين الدول الكبرى فهناك من استعادت البعض منهن مع الأطفال، وهناك من لاتزال ترفض تلك العودة التي ستفرض عليها توسيع دائرة الإجراءات الأمنية لمراقبة سلوكيات أشخاص تعتبرهن مشوهات نفسيًّا، ومن المحتمل أن يسببن ضررًا المجتمع، وبالتالي تتجدد من فترة لأخرى مطالبات النساء بالعودة عبر أشكال متعددة من الوسائط الإعلامية.

داعشيات الغرب ينشدن

فيلم «Life After ISIS» ومناشدة العودة


عرضت المخرجة الإسبانية «ألبا سوتورا» فيلمًا قصيرًا في مهرجان «ساوث باي ساوث ويست» الذي عقد عبر الانترنت في ولاية تكساس الأمريكية عن حياة الداعشيات عقب انهيار التنظيم، تضمن شهادات عن واقعهن بداخل المخيمات التي يشرف على إدارتها الأكراد في شمال شرق سوريا إلى جانب مناشدات لدولهن لإعطائهن فرصًا أخرى من أجل العودة.


وكانت «شميمة بيجوم» الداعشية البريطانية من أبرز النساء اللائي ظهرن في الفيلم، وقالت إن عمرها حين سافرت للانضمام للتنظيم كان 15 عامًا مضيفة بأنها كانت صغيرة جدًا وتتمنى أن لا تبقى معاقبة طوال حياتها على هذا الخطأ مطالبة حكومة بلادها بالسماح لها من أجل العودة.


وأضافت «بيجوم» التي تركت بريطانيا في 2015 بأنها تتعرض للتهديد من قبل النساء الأخريات بالمخيم لحثها على إيقاف مطالبتها بالعودة، فمجرد بقائها على قيد الحياة بات مهمة تحتاج إلى الصراع، مطالبة الحكومة البريطانية بتجاهل ما تذكره وسائل الإعلام عن الداعشيات دون تحقيق مع كل حالة على حدة.


وكانت المحكمة البريطانية، رفضت في فبراير 2021، طعنًا مقدمًا من شميمة بيجوم على القرار الصادر بتجريدها من الجنسية، إذ تتشدد الحكومة في موقفها من ملف العائدين، وفي 29 سبتمبر 2019 قالت وزيرة الداخلية البريطانية «بريتي باتل» إن النساء اللائي تركن البلاد بإرادتهن للانضمام لصفوف «داعش» عليهن ألَّا يحلمن بالعودة إلى البلاد مجددًا، مضيفة بأن شميمة عليها نسيان أمر العودة.


وفي رواية أخرى، تطالب الداعشية الكندية «كيمبرلي بولمان»، بالعودة إلى بلادها قائلة؛ إنها لم ترتكب أي جرم جنائي ولم تقتل أحدًا أو تؤذي أي شخص، بينما لا تزال بعض النساء بحسب مخرجة الفيلم يتخوفن من الانضمام للتصوير بسبب تهديدات بداخل المخيمات من قبل سيدات لم يستطعن بعد خلع عباءة الفكر الإرهابي.


داعشيات الغرب ينشدن

ازدواجية الدول حول عودة النساء


ترفض المملكة المتحدة عودة النساء بشكل كامل لاعتقادها، احتمالية تشكيلهن خطرًا على الأمن القومي للبلاد، فيما تتخوف ألمانيا من قدرات البعض منهن على حمل السلاح، ولذلك فهي ترحل الأطفال وعلى مضض وليس بسياسة انفتاحية، ومن جهتها ترفض فرنسا أي فرصة لعودة الداعشيات مجددًا.


أما الولايات المتحدة الأمريكية فموقفها في حد ذاته يشهد تناقضًا حول الملف، ففي فبراير 2019 طالب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الدول الأوروبية باستعادة مواطنيها من مخيمات سوريا مستخدمًا خطابًا حادًا، في حين رفضت حكومته استقدام إحدى المواطنات من مخيم الحول وتدعى هدى مثني.


المزيد.. في ظل رفض عارم لهن.. الداعشيات الفرنسيات يضغطن على بلادهن للعودة

الكلمات المفتاحية

"