ad a b
ad ad ad

لا فائز ولا مهزوم.. إيران وأمريكا في لعبة الندية بين طهران وبايدن

الأربعاء 03/مارس/2021 - 03:42 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

تحت عنوان الندية، يمكن وصف ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية، بين الإدارة الأمريكية برئاسة «جو بايدن» ومسؤولي النظام الإيراني، إذ بدأ كل طرف يصعد من لهجته إزاء الطرف الآخر، حتى وصل الأمر إلى التنفيذ الفعلي على الأرض، في ظل عرقلة المشاورات الهادفة إلى التواصل لحل يرضي جميع الأطراف بشأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه في مايو 2018، ورفع العقوبات المفروضة على إيران.

.

لا فائز ولا مهزوم..

ضربة أمريكية


وفي هذا السياق، وجه «بايدن» ضربة وصدمة في ذات الوقت لإيران، حينما نفذت واشنطن مساء 25 فبراير 2021، عدة غارات جوية استهدفت سبعة مواقع لمسلحين تدعمهم إيران في سوريا على الحدود مع العراق، وذلك ردًا على الهجمات الصاروخية التي وقعت في الأيام الماضية ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق.


وحول ذلك، أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «جون كيربي» في مؤتمر صحفي له، أن قوات الجيش الأمريكي شنت تلك الغارات الجوية التي استهدفت  بنية تحتية، تستخدمها مجموعات مسلحة مدعومة من إيران، في شرق سوريا بتوجيه من «بايدن»، مبينًا أن تلك الضربات نجم عنها تدمير عدة منشآت تقع عند نقطة مراقبة حدودية يستخدمها عدد من الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران، يأتي من بينهم «كتائب حزب الله» و «كتائب سيد الشهداء»، فضلًا عن مقتل 17 مسلحًا على الأقل مواليًّا لإيران.


من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي «لويد أوستن»، في تصريحات صحفية له، «متأكدون من أن الهدف الذي استهدف في سوريا كان يستخدم من قبل الميليشيات الموالية لإيران التي نفذت الهجمات الصاروخية ضد القوات الأمريكية في العراق».


 

«أسامة الهتيمي» الكاتب
«أسامة الهتيمي» الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني

تنديد إيراني


من جانبه، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «سعيد خطيب زاده»، 26 فبراير 2021،  رفض بلاده لتلك الضربة، معتبرها «عدوانًا غير قانوني وانتهاكًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي»، بل وأفاد «زاده» أن تلك الضربة ستؤدي إلى تشديد الصراع العسكري وتفاقم عدم الاستقرار في المنطقة، وأضاف قائلًا، «دخول القوات الأمريكية إلى سوريا بشكل غير قانوني في السنوات الأخيرة، هدفه احتلال مناطق من البلاد، ونهب الثروات الطبيعية بما فيها النفط الذي هو حق طبيعي للشعب السوري».


وحول دلالة هذا الهجوم وأهدفه، وعلاقته بالاتفاق النووي، قال «أسامة الهتيمي»، الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، إن الضربة الأمريكية التي تعرضت لها بعض الميليشيات العراقية الموالية لإيران في سوريا تمثل منعطفًا جديدًا في التعاطي الأمريكي مع ممارسات هذه الميليشيا في الداخل العراقي التي شنت هجمات متكررة على أماكن وجود القوات الأمريكية بالعراق.


أهداف متعددة


وأوضح «الهتيمي» في تصريح لـ«المرجع»، أن لهذه الضرية عدة أهدافها، أولها، محاولة أمريكية مقابلة لحفظ ماء وجه أمريكا بشكل عام ووجه إدارة بايدن بشكل خاص، إذ خشي بايدن الذي أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ العملية أن يتهم من معارضيه أو يترسخ لدى الإيرانيين رغبته في انتهاج الحوار والدبلوماسية مع إيران.

 

ولفت «الهتيمي» أن ثاني هذه الأهداف فهو التأكيد من جديد على أن أمريكا ما زالت موجودة في سوريا وأنها ستظل فاعلًا في المعادلة السورية، وثالثها يتعلق ربما بمحاولة تهدئة الجانب الإسرائيلي الذي لم يتردد الكثير من مسؤوليه في الإعراب عن استيائهم إزاء رغبة واشنطن في العودة للاتفاق النووي فجاءت الضربة وكأنها رسالة تطمين أمريكية وسط مخاوف إسرائيلية من التحركات الإيرانية في سوريا.


وأضاف أن الهدف الرابع يتعلق باستيعاب أمريكا لسياسة إيران في تكثير أوراقها في لعبة عض الأصابع، إذ فضلت أمريكا أن توجه الضربة للميليشيات المتورطة في الهجوم الأخير على أربيل في سوريا، وليس العراق، للضغط على الوجود الإيراني في سوريا، وهو الوجود الذي له أهمية قصوى لدى الإيرانيين، وهو الضغط الذي بلا شك يستهدف أيضًا دفع إيران إلى الرضوخ للمطالب الأمريكية للعودة للالتزام ببنود الاتفاق النووي كخطوة لعودة أمريكية مماثلة.

"