هزيمة مؤقتة وخطر مستمر.. قراءة في محاولات داعش للعودة على أرض سوريا
بين خسائر فادحة وهزائم متتالية، يسعى تنظيم «داعش» الإرهابي للعودة مجددًا، خاصة في سوريا التي باتت ساحة خصبة للإرهاب؛ إذ بدأ ينبعث من جديد، ويقوم بتنفيذ عمليات على الحدود السورية والعراقية والكثير من الاغتيالات.
أسباب قائمة
وليس بالغريب عودة
داعش إلى نشاطه الدموي، فأسباب نشأته وتحركه ما زالت قائمة حتى الآن،
لكنه لا يمكن إنهاء عمليات التنظيم والقضاء على عناصره المتبقية، إلا إذا تم تجفيف
منابعه ومصادره وتمويلاته، ووقف ضخهم بالسلاح في المقام الأول.
كشف
المستور
ظهرت مؤخرًا تقارير
تكشف الاحتياطي المالي لتنظيم «داعش» الإرهابي، فقد أوضح تقرير صادر عن «لجنة معاقبة
القاعدة وداعش» التابعة لمجلس الأمن، الجمعة 5 فبراير 2021، أن التنظيم لديه 100 مليون
دولار من الاحتياطي النقدي ما يكشف حجم التمويل الذي يتلقاه هذا التنظيم لإدارة عملياته
العسكرية في عدد من الدول في العالم.
وأضاف التقرير
أن التنظيم يتبعه حوالي 10 آلاف إرهابي في سوريا والعراق، خاصةً في العراق، مستغلين
عمليات الخطف والابتزازات في التحصل على الأموال، فضلًا عن الأموال الخارجية من خلال
شبكات مالية غير رسمية داعمة له، تسعى بشتى الطرق لإعادة الحياة إليه واستغلاله في
تحقيق أطماعها.
وكانت تركيا من
الأطراف التي سعت لتحقيق أهدافها وخدمة مصالحها في المنطقة على حساب البقية، وغزلت
علاقات وثيقة مع التنظيم وقدمت الدعم له في إرهاصات الحرب السورية عن طريق السماح لمقاتليه
باحتلال مساحات مهمة في الشمال السوري، ودخوله في حرب ضد التنظيمات الكردية، الأمر
الذي عاد نفعه في النهاية على مصلحة الجهات التركية.
وقد ساهمت العمليات
العسكرية التركية في الشمال السوري في عرقلة جهود القوات الكردية في تعقب فلول التنظيم،
لاسيما عن العلاقة بينهم التي كشفتها الاستخبارات الروسية في 2015، خاصةً فيما يتعلق
بتهريب النفط السوري عبر الحدود التركية.
مسببات
نهوض داعش
هناك مقومات كثيرة
ساعدت على استمرار بقايا التنظيم في بؤرة، فعلى الصعيد الحالي، الانسحابات الحاصلة
أدت إلى المزيد من المخاوف، التي بدورها تمهد طريق العودة للتنظيم مرة أخرى، فعلى الرغم
من أن القوات العراقية أصبحت أكثر استقلالية في المهام القتالية، إلا أن البلاد تعاني
من الاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة والفساد المستشري والانقسامات السياسية التي
تصل إلى الأجهزة الأمنية، وكل هذا يعني أن الدعم الخارجي لا يزال قائمًا.
وتجلت إشارات عودة
تنظيم «داعش» مرة أخرى، ونراها واضحة في استغلال التنظيم الفجوات الأمنية التي اتسعت
بعد عام من الاحتجاجات وانتشار فيروس «كوفيد-19»، الأمر الذي أحدث ربكة لقوات الأمن
العراقية، التي سمح انهيارها في عام 2014 للتنظيم بالاستيلاء على ثلث البلاد، وأعاد
القوات الأمريكية بعد أقل من ثلاث سنوات من انسحابها.
وكانت للولايات
المتحدة الأمريكية مصلحةً في استمرار وجود التنظيم وعودته على الساحة مرة أخرى، فبعد
ارتفاع الأصوات بضرورة سحب القوات الأمريكية من العراق بعد اغتيال قاسم سليماني، سيكون
وجود التنظيم بمثابة ذريعة للأمريكان لمواصلة وجودهم العسكري على رأس التحالف الدولي لمحاربة «داعش».
للمزيد«بايدن» على خط الأزمة الليبية.. بين مطالبات تسريع الحل ودعوات رفض الانخراط





