«بايدن» على خط الأزمة الليبية.. بين مطالبات تسريع الحل ودعوات رفض الانخراط

يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تستهلك الكثير من الوقت؛ إذ دخلت فور تسلمها مقاليد السلطة، على خط القضايا الدولية الشائكة، التي يعد أبرزها الآن الأزمة الليبية، إذ طالبت واشنطن كلا من تركيا وروسيا بالشروع فورًا في سحب قواتهما من ليبيا، بما يشمل القوات العسكرية والمرتزقة.
وخلال إجتماع مجلس
الأمن الدولي حول ليبيا، الخميس 28 يناير 2021، قال ريتشارد ميلز، القائم بأعمال المندوب
الأمريكي لدى الأمم المتحدة، إنه تماشيًا مع اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا المبرم
في أكتوبر 2020، نطلب من تركيا وروسيا أن تبدءا فورًا سحب قواتهما من البلاد، وسحب المرتزقة
الأجانب والوكلاء العسكريين الذين قامتا بتجنيدهم ونشرهم وتمويلهم في ليبيا.
ويذكر أن أنقرة
أرسلت قوات عسكرية ومرتزقة، جلبتهم من سوريا إلى غرب ليبيا، في سبيل دعم حكومة الوفاق
في طرابلس بزعامة فايز السراج، وذلك بموجب تفويض حصل عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
من برلمان بلاده، الذي يهيمن عليه حزبه «العدالة والتنمية»، بعد أن أبرم اتفاقًا مع حكومة الوفاق بخصوص ذلك.
أما موسكو، فقد
أرسلت قوات عسكرية إلى شرق ليبيا لدعم الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، في شن هجوم واسع النطاق على ميليشيات الغرب، ما دفع تركيا إلى إرسال المزيد
من المرتزقة فى مواجهة ذلك.
وبحسب تقديرات
للأمم المتحدة، تشير إلى أن أكثر من 20 ألف مرتزق دخلوا ليبيا منذ بداية القتال بين
قوات الجيش الوطنى الليبي وبين ميليشيات الوفاق.
للمزيد.. بين عضلات ترامب وعقل بايدن.. الحيرة تهيمن على سياسة واشنطن تجاه إيران

باشاغا يتمنى
في 8 يناير 2021، أعرب وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، في حوار مع وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية، عن أمله في أن يصبح تحقيق الاستقرار في ليبيا أولوية لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأشار باشاغا: «تحسنت آمالنا إلى حد كبير» بفوز جو بايدن في الانتخابات، مضيفًا: «نأمل أن يكون للإدارة الجديدة دور رئيسي في استقرار ليبيا وإجراء المصالحة».
كما عبّر عن أمله بأن تدعم الولايات المتحدة العملية القادمة في الغرب قائلا: «نأمل أن الولايات المتحدة ستساعدنا للقضاء على العناصر الإرهابية التي تسللت إلى ليبيا»، مبينًا أن تركيا تعهدت بالفعل بالدعم.
وعزا «باشاغا» الفضل لجهود الولايات المتحدة الأمريكية في المساعدة بهزيمة مقاتلي تنظيم «داعش» في مدينة سرت الساحلية في عام 2016.

تحذيرات من مغبة الانخراط
أوصى معهد «كاتو» الأمريكي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إدارة «بايدن» بضرورة رفض الآراء الداعية إلى إعادة الانخراط في الأزمة الليبية، حتى تتجنب تكرار سياسة الرئيس الأسبق باراك أوباما، داعيًّا الرئيس الجديد إلى الضغط على الدول الأخرى، خاصةً تركيا، لممارسة ضبط النفس في البلاد.
وقال المعهد في تقرير له، إن التدخلات العسكرية لواشنطن وحروب تغيير النظام لم تفعل شيئًا سوى إحداث الفوضى من البوسنة وكوسوفو إلى العراق وسوريا واليمن، متسببةً في معاناة إنسانية هائلة، مضيفًا: «وتعد ليبيا مثالًا بارزًا على ذلك».
وأشار المعهد الأمريكي في تقريره إلى نموذج حكم «معمر القذافي واصفًا حكمه بأنه امتاز بتفشي الفساد والقمع ومع ذلك، كان القذافي قادرًا على الحفاظ على قدر ضئيل من الاستقرار والنظام، وكانت ليبيا مجتمعا حديثًا مع تنعمه بقدر من الازدهار».
للمزيد.. أردوغان والإخوان والعثمانية الجديدة.. رهان فاشل من مجنون حلم بحكم العالم
