ad a b
ad ad ad

بدء المرحلة الأخيرة في تحرير طرابلس.. لماذا يتجه «النواب الليبي» نحو أمريكا؟

الأحد 28/يوليو/2019 - 06:46 م
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة

لعبت جماعة الإخوان الإرهابية أدوارًا مشبوهة في الدول العربية خلال السنوات التي أعقبت الربيع العربي؛ حيث حلمت الجماعة أن تصل إلى سدة الحكم في تلك الدول مستغلة في ذلك تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، رغم فشلها في العديد من الدول، فإنها مازالت تمني نفسها بأن تنجح في دول أخرى، أبرزها ليبيا.


وردًّا على هذه الآمال أُرسل مجلس النواب الليبي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالمجلس طلال الميهوب، على رأس وفد ليبي يزور واشنطن حاليًّا؛ بهدف إيضاح الكوارث التي نفذها أفراد التنظيم الإرهابي في حق الشعب.


وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في تصريحات صحفية من واشنطن، أن الوفد يمهد لزيارة القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في وقت قريب، وهو ما يمثل تتويجًا للعلاقات الوثيقة ما بين ليبيا والإدارة الأمريكية.


وأضاف طلال الميهوب أن الوفد الليبي قدم ملفًّا بالأدلة والإثبات كافة التي تدين وتوضح جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، والتي نفذتها بالتعاون مع دولتي قطر وتركيا، كما طالب الوفد بضرورة فك الارتباط ما بين الإدارة الأمريكية وحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، والتي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس بالتعاون مع مجموعة من الميليشيات المسلحة.


كما طالب الوفد الليبي الموجود في العاصمة الأمريكية طرابلس بضرورة إعادة ترتيب أوراق الملف الليبي، وإعادته بصورة مجددة إلى مجلس الأمن الدولي، خصوصًا بعد انتهاء اتفاق السلام الذي رعته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا نهاية عام 2015، وذلك في منتجع الصخيرات بالمغرب.


 وليد فارس
وليد فارس
دلالات الاتجاه الليبي نحو أمريكا


يسعى مجلس النواب الليبي إلى نزع الغطاء وكشف حقيقة حكومة الوفاق، التي سلمت الدولة الليبية إلى الميليشيات المسلحة، آملةً من وراء ذلك إلى الحصول على بعض الدعم من قبل دول إقليمية مثل تركيا وقطر.


لذا تلجأ المؤسسات الوطنية التابعة للحكومة الليبية إلى إجراء جولات دولية لإظهار حقيقة ما يحدث في ليبيا بواسطة المستندات والدلائل، وكلها تشير إلى تورط الوفاق في اتفاقات مشبوهة مع ميليشيات مسلحة وجماعة الإخوان الإرهابية؛ بهدف حمايتها، ومنع سقوط طرابلس في يد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر؛ ما يعني انتهاء آمال الإرهابيين في ليبيا.


وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من الدول الفاعلة والمهمة على الساحة الدولية؛ لذا فإن إقناعها بحقيقة ما يحدث في ليبيا سيساهم في إقناع العديد من الدول حول العالم.


كما أن توازي الخطوات السياسية والدبلوماسية مع الحل العسكري يعني أن الحكومة الوطنية الليبية تعمل بصورة صحيحة في إطار حلحلة الأزمة في ليبيا، ومحاولة تخفيض مدة الصراع في طرابلس؛ بهدف إعادة الهدوء والاستقرار إلى المدن الليبية في أسرع وقت، خصوصًا أن تلك التصرفات تساهم في تسريع نزع ما تبقى للوفاق من شرعية.


ويقول المستشار السابق لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس المجموعة الأطلسية النيابية وليد فارس: إن ليبيا تتجه نحو عقد اتفاق جديد برعاية دولية ومباشرة، وذلك بعيدًا عن «الاتفاق المشوه في الصخيرات» بالمغرب.


وأضاف وليد فارس في تصريحات صحفية، أن الاتفاق كان ينص على تجريد الميليشيات المتطرفة من سلاحها، ولكن هذا لم يحدث، بينما استغلت جماعة الإخوان الاتفاق في التقارب مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.


وشدد المستشار السابق على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعرف جيدًا من هو حليفه الدولي في ليبيا المهتم بالقضاء على الإرهاب؛ لذا اتصل هاتفيًّا بالقائد العام للجيش خليفة حفتر، وهو أمر له مدلول مهم جدًّا، وخطوة أمريكية أولية لإبعاد التطرف في ليبيا، مشيرًا إلى أن ترامب لن يقبل وجود أي تنظيم أو قوى متطرفة يمكنها التأثير على الوضع السياسي في ليبيا.


فائز السراج
فائز السراج
الإخوان تسيطر على العاصمة


سيطرت حكومة الوفاق على العاصمة الليبية طرابلس في يناير 2016 وتولى رئاستها فائز السراج، وعلى الرغم من وجود اتفاق مبدئي بينه وبين الأطراف الفاعلة في الأزمة الليبية، فإنه اتجه بعد ذلك نحو أهدافه الشخصية.


حيث تحالف السراج مع جماعة الإخوان الإرهابية، إضافة إلى تعاونه مع الميليشيات المسلحة المتطرفة كافة الموجودة على الأراضي الليبية، بعد أن ظن أنهم سيساعدونه في حماية منصبه.


وقال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح في مقابلة صحفية مع موقع العربية: إن جماعة الإخوان هي التي نصبت فايز السراج رئيسًا للمجلس الرئاسي؛ لذلك لا يرفض لهم طلبًا، وأضاف بأنهم طلبوا مرارًا من السراج ترك الإخوان وميليشيات طرابلس، ولكنه رفض ذلك، وسعى نحو تركيا؛ كي تتدخل في الشأن الليبي لصالح جماعة الإخوان.


يُذكر أن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد أعلن، خلال كلمة تلفزيونية، عن بدء العملية الأخيرة لتحرير المناطق كافة في طرابلس من أيادي ميليشيا الوفاق، مؤكدًا ان الشعب والجيش سيرفعان راية النصر في قلب طرابلس قريبًا؛ كي تستعيد دورها كعاصمة لكل الليبيين.

 

"