بعد صافرات الإنذار.. الملالي يمارس لعبة «الظلام المرعب» مع الشعب الإيراني
الأربعاء 17/فبراير/2021 - 04:55 م
اسلام محمد
لا يزال الغموض يلف حقيقة ما حصل في العاصمة الإيرانية ليلة السبت 30 يناير 2021، رغم
التصريحات الرسمية التي لم تزد الموقف إلا غموضًا والتباسًا بسبب تضاربها
واضطرابها، فقد دوت صفارات الإنذار غرب العاصمة طهران في حدود الساعة 11:30
مساء بالتوقيت المحلي ولمدة تصل إلى نحو نصف ساعة، وأظلمت أنوار المباني والشوارع والطرقات غرب وجنوب غرب المدينة، وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مقاطع فيديو،
بينت انطلاق أصوات الإنذار غرب العاصمة طهران، وتزامناً مع إطلاق صافرات الإنذار، تم إيقاف وتحويل جميع الرحلات المتجهة
إلى مطار الخميني الدولي في طهران.
وجاءت التفسيرات متضاربة، ففي حين قال مساعد أمني لمحافظ طهران في تصريح
صحفي: «تعطل نظام الصوت في إحدى المنظمات ببلدة أزمايش تسبب في دوي صافرات
الإنذار»، وكذلك أعلن حميد غودرزي المساعد الأمني لمحافظ طهران أن سبب
انطلاق صفارات الإنذار كان خللًا فنيًّا في إحدى المؤسسات الحكومية تم
إصلاحه، قالت شبكة "سي.إن.إن" الفارسية إن طائرة تركية حلقت فوق مناطق
محظورة في سماء طهران، ما فعل صافرات الإنذار، فيما غيرت مسارها نحو مطار
باكو في أذربيجان.
لكن مطار الخميني الدولي نفى تعرض طائرة تركية لخطر السقوط في طهران، وذكر
في بيان:
«الطائرة التركية غيرت مسارها نحو العاصمة الأذربيجانية باكو بسبب سوء الأحوال الجوية»، وفقًا لوكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، وأشارت إدارة المطار إلى أن قبطان الطائرة التركية قال إنه «سيعود إلى مطار الخميني بعد تحسن الأحوال الجوية».
وأكدت الإدارة عودة الملاحة إلى طبيعتها عقب استقرار الأحوال الجوية، وأن طائرتين قادمتان من إسطنبول، هبطتا بسلام على مدرج المطار، لكن رغم كون هذه الرواية صادرة من مصدر رسمي لكنها تتناقض مع الواقع تمامًا فقد كان طقس طهران عاديًا تمامًا.
وقالت وكالة «سيباه نيوز» المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن بعض ساكني المنطقة الغربية في طهران، لم يسمعوا صافرات الإنذار تلك في العاصمة طهران منذ زمن بعيد، وبالتحديد منذ الحرب الإيرانية العراقية، وهي الملاحظة التي أبرزتها مواقع معارضة ترجح رواية أخرى، وهي رواية تفيد بأن مقاتلة عسكرية أجنبية من طراز F35 اخترقت الأجواء الإيرانية من الحدود الغربية، واستطاعت الوصول إلى غرب العاصمة، واستطاعت العودة قبل ثوانٍ من انطلاق صواريخ الدفاع الجوي ضدها، وأنها كانت تحمل أجهزة تشويش إلكتروني قوية جدًا أدت إلى ضرب بعض المحطات الإلكترونية، منها أنظمة رادار الإنذار المبكر للدفاعات الجوية الموجودة في مطار طهران ومطار الإمام الخميني الدولي وحتى مؤسسة الطاقة الذرية ومركز الأبحاث النووية في جامعة طهران وبعض المؤسسات الأخرى.
في حين نقلت وكالة «تسنيم» المقربة من الحرس الثوري عن مصدر مسؤول في القوات المسلحة الإيرانية، نفيه اختراق F35 للأجواء الإيرانية، وتأكيده أنه «لا علاقة للحادثة بالتهديدات الجوية التي من شأنها تفعيل نظام الدفاع الجوي في البلاد».
الباحث العراقي ، الدكتور فراس إلياس
من جانبه رجح الباحث العراقي، الدكتور فراس إلياس، أن ما حصل هو هجوم سيبراني إسرائيلي استهدف العديد من الأنظمة الإلكترونية الإيرانية ومنها تلك التي أدت إلى انطلاق صفارات الإنذار، وعطلت أنظمة بعض المطارات.
وإذا صحت إحدى الروايتين الأخيرتين فإن الهجوم كان هدفه إرسال رسالة إلى إيران بأن أجهزة الدولة الإيرانية، يمكن شل حركتها بدون إطلاق رصاصة واحدة، وأن إطلاق صافرات الإنذار كان رسالة خاصة لتذكير الإيرانيين بالحرب مع العراق وإعادتهم إلى أجواء الدمار والرعب التي كانت سائدة حينها.





