ad a b
ad ad ad

إخوان بريطانيا.. تمدد مالي وثقافي يستغل المعايير المضطربة للساسة

الجمعة 29/يناير/2021 - 12:05 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

يعتمد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان على الفروع الأوروبية كمصدر للترويج الإعلامي والاقتصادي، مُستغلا القوانين الممنوحة للمنظمات ذات العمل الاجتماعي والإنساني، وازداد ذلك الاعتماد مع الحصار الذي فرضته عليها بعض دول المنطقة العربية التي تتهم التنظيم بإدارة شبكة دولية لتمويل الجماعات الإرهابية والتعاون معها.


ويعتبر وجود الجماعة في المملكة المتحدة هو الأبرز والأوسع انتشارًا في الاتحاد الأوروبي، ما يجعل بعض الدراسات تُطلق على العاصمة اسم «لندنستان» نسبة إلى أفغانستان نظرًا لتمدد الجماعات الإرهابية بداخلها، ما دفع البلاد لاحتلال مراكز متقدمة سنويًّا على مقاييس الهجمات المُنفذة بالمنطقة.

إخوان بريطانيا..

الخلط الإنجليزي لمعايير الإرهاب

إن ما تحققه جماعة الإخوان من تمدد داخل بريطانيا يهدد المنطقة بأكملها بانتشار إيديولوجية قد تضر بقيم الديمقراطية والتعددية السياسية التي يؤمن بها الأوروبيون، ولكن هذا التمدد أيضًا اتخذ من المعايير البريطانية متغيرًا للاستقطاب والتعزيز، فسياسة الخلط التي تتعامل بها حكومة المملكة المتحدة مع ما يحدث في الشرق الأوسط والعالم أجمع من انتشار للجماعات الإسلاموية يُحرض الإخوان على بناء مملكة أوسع انتشاًرا بأوروبا، وذلك بالتعاون مع تركيا الداعم السياسي للجماعة، والتي تطمح حكومتها الحالية باستعادة الخلافة العثمانية القديمة، وهو ذات الشيء الذي تسعى له الجماعة لعدم اعترافها بالحدود الوطنية كمرتكزات للحكم.


ومن الأمثلة الخطيرة على الخلط السياسي في التعامل مع الجماعات المتطرفة هو اعتبار حمل السلاح واستخدام الذخائر في بلاد الشرق الأوسط معارضة مسلحة، بعكس المعتاد دستوريًّا من عدم السماح للأفراد بتكوين جماعات عنيفة داخل الدول، وقسر السلاح على الأجهزة الأمنية، وتضييق ما دون ذلك.


وعانت المملكة المتحدة نفسها من هذا الخلط، ففي نوفمبر 2019 أعلن البرلمان البريطاني إسقاط اسم «الجماعة الليبية المقاتلة» من لائحة التنظيمات الإرهابية، واعتبارها معارضة مسلحة كانت تناضل من أجل التخلص من الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، ولكن أحد عناصر الجماعة ويُدعى خيري سعد الله نفذ في 20 يونيو 2020 هجومًا بمنطقة ريودانج، ويعني ذلك أن حمل السلاح يبقى إرهابًا بغض النظر عن المتغيرات المرتبطة بالمشهد الوطني.


في حين أن ما تعتبره أوروبا معارضة مسلحة بالشرق الأوسط، ترفضه تمامًا بمنطقتها، وينطبق ذلك على ما يحدث من رفض إسباني ضد انفصال منطقة برشلونة أو كتالونيا عن الحكومة المركزية بمدريد، ومحاصرة المظاهرات الداعية لذلك، وغيرها من المظاهر بذات السياق.


وبالتالي فإن التعامل البريطاني مع ملف الجماعات الإسلاموية فتح الباب كثيرًا أمام جماعة الإخوان لتطوير وجودها بالمنطقة، ونشر المنظمات الاجتماعية والإنسانية والثقافية بين المواطنين، إلى جانب مؤسسات إعلامية أسستها لإعادة رسم صورة ذهنية عن عناصرها وأفكارها بين مسلمي أوروبا وغيرهم.


رؤى حول الجماعة في بريطانيا

يقول مركز الدراسات الأمريكي معهد هدسون في إحدى ورقاته البحثية حول وجود الجماعة في بريطانيا: إن الوجود التنظيمي للجماعة هو الأكثر ديناميكية بين السكان المسلمين بالبلاد، إذ استطاعت «الإخوان» بناء شبكة مترابطة من المؤسسات الخدمية على اختلاف توجهاتها لاحتضان أبناء الجالية الإسلامية إلى صفوفها.


وأشارت الدراسة إلى أن أهم ما تتسم به منظمات الجماعة في بريطانيا وفي أوروبا بشكل عام هو تفاعلها مع الأحداث الجارية على الساحة فيما يخص المسلمين لإظهار حرصها على الترابط مع المواطنين، لافتة إلى أن النظرة التي ترى بها الجماعات المتطرفة جماعة الإخوان، باعتبارها المنهل الرئيسي لتيار الإسلاموية يعد أخطر الملفات المتعلقة بالجماعة في أوروبا.


فمن خلال أفكار الإخوان وما نشرته من نظريات حول الحكم روج لها منظر الجماعة «سيد قطب»، تأسس حزب التحرير على يد تقي الدين النبهاني، والذي تحظره بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا، ولكنه لا يزال يحشد عناصره لإقامة خلافة على أراضي الاتحاد الأوروبي.

إخوان بريطانيا..

أبرز منظمات الإخوان في بريطانيا

تمكنت الجماعة من تأسيس شبكة مالية وخيرية تدعمها في البلاد، وأبرز هذه النماذج «هيئة الإغاثة الإسلامية» والتي أنشئت في برمنجهام في 1984، ولكنها تمتلك فروعًا متعددة بأوروبا تُستخدم لجمع التبرعات وصرفها كإعانات ومشروعات إنمائية، فيما تمثل المؤسسة المالية «نيل شور تراست» المنشأة في 2010 بالعاصمة لندن على يد القيادي الإخوان إبراهيم منير أحد النماذج الحديثة في سلسلة السيطرة الإخوانية على مشروعات اقتصادية بالبلاد.


بينما تعد الرابطة الإسلامية في بريطانيا أو MAB من أهم منظمات الإخوان في البلاد، وتأسست في 1997 على يد كمال الهلباوي المنشق حاليًّا عن الجماعة لاختلافات حول وجهات النظر السياسية، وتهتم بالأنشطة الثقافية، ويقول عنها معهد «هدسون» إنها أخطر منظمة للجماعة بالبلاد لرعايتها للجانب الثقافي.


المزيد.. بريطانيا.. عاصمة «الإخوان» في أوروبا

"