ad a b
ad ad ad

عودة الدواعش الأجانب.. ملف ساخن يؤرق دول العالم

الخميس 21/يناير/2021 - 05:53 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
مازال ملف المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش الإرهابي يؤرق الكثير من دول العالم، خاصة أن تلك القضية لم تجد طريقها إلى الحل، إذ تتجه الأنظار دائمًا إلى خطرهم، وعمّا إذا كانت عودتهم إلى بلدانهم ستسهم في لجمِ إرهابهم.

ومع هذا، فإن التسؤلات حول مستقبل هؤلاء المقاتلين وتعامل الدول معهم في حال عودتهم كثيرة، في ظل محاولات التنظيم الإرهابي العودة من جديد إلى الساحة.

المقاتلون الأجانب

قبل نحو 5 سنوات من الآن، وتحديدًا في 16 يناير 2016، أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أنه تم منع نحو 600 بريطاني من التوجه إلى سوريا والانضمام إلى تنظيم داعش، وغيره من الجماعات المتطرفة.

وحينها، أشار الوزير إلى أن نحو 800 آخرين تمكنوا من التوجه إلى سوريا منذ عام 2012، وقال حينها إن لديه اعتقادًا بأن نصفهم ما زالوا هناك.

وفعليًّا، المعطيات والمعلومات عن أعداد المقاتلين الأجانب في صفوف داعش عديدة، خصوصًا أنها تختلف بين بلد وآخر، وثمّة دول كانت لديها حصة الأسد ضمن قائمة المقاتلين الذين خرجوا منها.

مع بداية الأزمة السورية في عام 2011، سافر الكثير من المقاتلين الأجانب إلى سوريا، وكان لوجودهم أثر في تعقيد المسار هناك، غير أن الموجة الأكبر كانت بعد احتلال تنظيم داعش الإرهابي في عام 2014 مساحات شاسعة في سوريا والعراق، ودعوته للموالين له للهجرة إلى ما أسماها دولة «الخلافة» المزعومة التي شهدت سقوطًا وانهيارًا في أوائل عام 2019.

وتسعى دول القارة الأوروبية إلى تنفيذ خطة لإخراج الآلاف من متشددي داعش الأجانب من المخيمات المحتجزين بها في سوريا، ونقلهم إلى العراق.

ويمثل الأوروبيون خمس مقاتلي التنظيم في سوريا، وهم نحو عشرة آلاف، تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد المعروفة «قسد»، إذ كانت الدول الأوروبية تجري تقييمًا لكيفية التوصل إلى آلية يمكن أن تفضي إلى نقل المقاتلين الأجانب من سوريا إلى العراق لمحاكمتهم هناك بتهم جرائم حرب.

ومع هذا، حوكم في العراق الذي شهد أكثر المعارك ضد داعش، آلاف المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم هناك بعد أن اعتقلت القوات العراقية كثيرًا من الأشخاص خلال سقوط معاقل التنظيم في مختلف أنحاء البلاد.

عدد الدواعش

في الجهة المقابلة، تطرقت دراسات عدة إلى عدد الأجانب الذين قاتلوا في صفوف داعش، من أبرزها دراسة نشرها المركز الدولي لدراسات التطرف التابع لـ«كينجز كولدج» في لندن في يوليو 2018، إلى أن عدد الأجانب في صفوف داعش تحديدًا يبلغ 41490 شخصًا (بواقع 32809 من الرجال و 4761 امرأة و4640 طفلاً) من 80 دولة.

وخلص الباحثون إلى أن 18852 من هؤلاء الأجانب وفدوا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و7252 من شرق أوروبا، و5965 من آسيا الوسطى، و5904 من أوروبا الغربية، و1010 من غرب آسيا، و1063 من جنوب شرق آسيا، و753 من الأمريكيتين وأستراليا ونيوزلاندا، بالإضافة إلى 447 من جنوب آسيا، و244 من جنوب الصحراء الكبرى.

فيما بلغ عدد الأجانب الملتحقين بـ«داعش» من المملكة المتحدة قرابة 850 شخصًا، بينهم 145 امرأة، و50 طفلا، بحسب الدراسة.

وأشارت شركة الاستشارات الأمريكية صوفان جروب في تقرير لها عام 2017 إلى أنّ روسيا تتصدر قائمة الدول التي انحدر منها أعلى عدد من المقاتلين الأجانب الذين ذهبوا للقتال في سوريا والعراق وانضموا إلى داعش.

ووفقًا للتقرير، فإنّ عدد المقاتلين الروس في داعش بلغ 3417، وركّزت شركة الاستشارات في دراستها على خطر العائدين من التنظيم إلى بلدانهم الأصلية.

وتتصدّر فرنسا قائمة الدول الأوروبية الأكثر تصديرًا للمقاتلين الأجانب، وفقًا لدراسة أعدها المركز الدولي لدراسات التطرف.

وفي 30 مايو 2019، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن ما يقارب من 450 فرنسيًّا انضموا إلى داعش، محتجزين لدى القوات الكردية أو في مخيمات للاجئين في مناطق سيطرة الأكراد.

وفيما يخصّ المعتقلين، فبعد سقوط داعش في الباغوز السورية مطلع عام 2019، تمكّنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» من اعتقال الكثير من المقاتلين.

ويقول مسؤولون إن نحو 800 مقاتل أجنبي في صفوف داعش من نحو 50 دولة قيد الاعتقال لدى قوات سوريا الديمقراطية، وذلك حتى فبراير 2019.

وخلص باحثون في المركز الدولي لدراسات التطرف، إلى أن ما لا يقل عن 7,366 من المقاتلين الأجانب في صفوف داعش قد عادوا أدراجهم إلى بلادهم، فيما أعربت الأمم المتحدة عن خشيتها من أن ينشط هؤلاء مجددًا بعد إطلاق سراحهم.

الخطر الداعشي

بعد انهياره، يفتقر تنظيم داعش إلى القدرة على تنفيذ هجمات عسكريّة واسعة النطاق أو السيطرة على الأراضي لفترات طويلة من الزمن، ورغم ذلك، فإن أنشطة عناصر التنظيم تزداد مثل الاغتيالات والكمائن والعمليات الانتحارية وحرق المحاصيل، ويسعي من وراء ذلك لتكريس الخوف في النفوس، وإثبات أن التنظيم ما زال موجودًا.

ووفقًا لتقرير مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون»، فإنه من المحتمل أن لدى التنظيم ما يتراوح بين 14000 و18000 عضوًا في العراق وسوريا، من بينهم نحو مقاتل 3000 أجنبي.

وأظهر تقرير نشره «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجي»، بالتعاون مع كلية «كينجز» البحثية في لندن خلال عام 2020 أنّ تخلي حكومات الغرب عن السعي في إعادة مواطنيها المنضمين إلى داعش، دفع بهؤلاء إلى التفكير جديًّا في إعادة إحياء التنظيم من جديد.

وحذّرت الدراسة من أن المقاتلين الأوروبيين يتدفقون إلى المناطق الأكثر سخونة هذه الفترة، وهي جنوب شرق آسيا (الفلبين)، ووسط وغرب أفريقيا، حيث ينشط التنظيم بشكل كبير.

ومع هذا، يقول البحث إنّ سقوط «الباغوز» بيد قوات سوريا الديمقراطية عام 2019، أعلن عن دخول التنظيم في مرحلة جديدة قديمة بالنسبة له، وهي حرب العصابات، والعمليات المباغتة، من دون وجود منطقة تحت احتلاله، وهو أسلوب اتبعه التنظيم قبل عام 2013، لافتة إلى أن القتال حتى الموت لا يزال تكتيكًا يتبعه مقاتلو داعش الأجانب الموجودين في مناطق مختلفة من العالم، مشيرة إلى أنّ قدرة التنظيم في نقل مقاتليه من قارة إلى أخرى يضع اللوم على الدول في نقص وغياب التنسيق في ما بينها.

"