ad a b
ad ad ad

نظام الحوالة.. منبع جديد لتمويلات «داعش»

الأحد 17/يناير/2021 - 04:50 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة
خلال العام المنصرم تعرّض تنظيم داعش الإرهابي لضربات أمنية قوية في مختلف الجبهات والبقاع التي يتمركز فيها؛ ما جعله يعاني من نقص في عدد العناصر -لا سيّما القيادات- وكذلك النقص الشديد في الموارد المالية.

كان نهب الثروات والبترول بمثابة المصدر الأساسي والرافد الأول لتمويل العمليات الإرهابية، وكذلك لدفع رواتب عناصره المرتزقة، إلا أن انهيار التنظيم في سوريا والعراق، خاصة بعد مقتل زعيمه أبي بكر البغدادي على يد قوات التحالف الدولي، جعل مسألة التمويل صعبة للغاية، حيث فقد التنظيم سيطرته على آبار البترول، وبذلك يكون خسر أهم روافد التمويل.


نظام الحوالة.. منبع
نظام الحوالة

تجفيف منابع التمويل المباشرة للتنظيم الإرهابي جعلته يبحث عن طرق وأساليب أخرى للتمويل؛ حيث أفادت مفوضية المعلومات العامة (CGI) التابعة للشرطة الوطنية الإسبانية، أن الخلايا الإرهابية غالبًا تعتمد على نظام «الحوالة» عبر وسطاء غير البنوك لنقل الأموال بين أفرادها، سواء كانت مبالغ مالية كبيرة أو صغيرة، وهو أسلوب ينتهجه المتطرفون لخداع الأجهزة الأمنية.

وأوضحت المفوضية، أنها تمكّنت من إيقاف العديد من الطرق التي وفَّرت الأموال لـ«داعش» من إسبانيا، وكذلك تزويد المتطرفين برؤوس الأموال في سوريا والعراق، مؤكدة أن آخر عملية كانت خلال شهر نوفمبر 2020، عندما اعتُقل شخصان كانا يعملان مصرفيين لصالح التنظيم الإرهابي داخل إسبانيا، باستخدام نظام «الحوالة» المصرفية، حيث كانا يحصلان على تلك النقود بهدف تمويل أنشطتهما، وكذلك إرسال أموال من أنصار التنظيم الإرهابي من داخل إسبانيا إلى سوريا وأجزاء أخرى من أوروبا. 

وخلال العام ونصف العام الماضيين، نفذت هيئة المعلومات العامة في إسبانيا، ثلاث عمليات أخرى مماثلة، اعتُقل من خلالها ثلاثةُ أشخاصٍ آخرون متهمين بأنهم جزء من «مكتب التحويلات» التابع لتنظيم «داعش» الإرهابي في أوروبا، وهم الآن قابعون في السجن المؤقت.


نظام الحوالة.. منبع
لماذا يلجأ داعش لنظام الحوالة؟

الخلايا الإرهابية تستخدم شبكة من الوسطاء لتحويل الأموال إلى الدول الأوروبية، وذلك يكون مقابل عمولات اقتصادية، ومن هؤلاء الوسطاء تصل الأموال إلى العناصر الداعشية في تلك البلاد.

شبكة الوسطاء لا يتوقف دورها عند نقل الأموال من التنظيم إلى عناصره في مختلف الدول، بل تهدف أيضًا إلى تسهيل عملية نقل رؤوس الأموال من المؤيدين للتنظيم من خلال طرق متعددة.

ويستخدم داعش تلك الوسيلة في نقل الأموال؛ نظرًا لأنها تضمن إلى حد بعيد عدم الكشف عن الهوية، بالإضافة إلى أن تلك الوسيلة هي الأسرع في إعادة تنظيم الهياكل الإرهابية الضعيفة للتنظيم.


نظام الحوالة.. منبع
مراقبة الحوالات

وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية مراقبة نظام تداول الأموال عبر الحدود «الحوالة»، وذلك منذ عام 2015 حينما قتل الإرهابيين «سعيد وشريف كواشي»، 12 شخصًا منهم 8 صحفيين في هجوم على مبنى مجلة تشارلي إيبدو الفرنسية، حيث كشفت وحدات أمريكية، أنه تم إرسال 20 ألف دولار من خلال نظام «الحوالة» إلى شريف كواشي «الحوالة» قبل الهجوم.

وذكرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية، في عددها الذي نشر في فبراير 2019، أن داعش أرسل الأموال من العراق وسوريا إلى تركيا قبل انتهاء الخلافة المزعومة للبغدادي، وأوضحت المجلة أن الأموال الداعشية بلغت 400 مليون دولار، ومعظم هذه الأموال تم شراء الذهب بها في تركيا.

"