السلاح للدولة فقط.. حرب مستمرة من جانب حكومة العراق ضد الحشد الشيعي وميليشيات إيران
السبت 09/يناير/2021 - 04:04 م
اسلام محمد
يمر
العراق بمخاض عسير بعد 17 عامًا من هيمنة الميليشيات الإيرانية ونجاحها في
التأثير على القرار السياسي في بغداد، إذ تحاول الحكومة الحالية نزع سلاح
تلك الجماعات المتطرفة في وقت يبدو متأخرًا بالنسبة لما حققته تلك
الفصائل من مكتسبات على الأرض، وصعوبة نزع تلك المميزات منها.
حملة الحكومة
وتشن الحكومة حملة لجمع السلاح الموجود خارج إطار الدولة، لكن «كتائب حزب الله» الحليفة لإيران تعارض هذا المسلك الذي يُعد من بين أكثر المطالب الشعبية والرسمية إلحاحًا في العراق، خلال السنوات القليلة الماضية.
وأتى رفض «الكتائب» بالتزامن مع إحياء «الحشد الشعبي» والفصائل الموالية لإيران الذكرى السنوية الأولى لمقتل قائد «فيلق القدس» الإيراني السابق قاسم سليمان، ونائب رئيس الحشد السابق أبومهدي المهندس، ورفاقهما، بضربة صاروخية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي، في الثالث من يناير الماضي وفي تهديد علني وصريح للحكومة، هذه المرة أيضًا، ذكر الأمين العام لهذه الجماعة حسين الحميداوي، في بيان له، أنهم لن يطيحوا بحكومة مصطفى الكاظمي «فما زال في الوقت متسع»، على حد قوله.
وفي انتقاد مبطَّن للمؤسسة العسكرية العراقية الرسمية وتشكيلاتها المختلفة، والإصرار على عدم التخلي عن السلاح خارج إطار الدولة، قال الحميداوي إن «سلاحنا أكثر ضبطًا وتنظيمًا من أرقى الجيوش والمؤسسات العسكرية على مر التاريخ، وهو أكثرها شرعية وعقلانية، وسيبقى بأيدينا إلى أن يشاء الله، ولن نسمح لأحد كائنًا مَن كان أن يعبث بهذا السلاح المقدس».
في ذكري سليماني
وتوافد الآلاف من أتباع «الحشد» والفصائل الولائية في ذكرى اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، إلى ساحة التحرير وسط بغداد، معقل الحراك الاحتجاجي الذي خرج العام الماضي ضد سيطرة الميليشيات.
ووضعت الجماعات المنظمة للحفل صورًا كبيرة لسليماني والمهندس على واجهات بناية «المطعم التركي»، الذي كان معقل الاحتجاجات الشعبية، وكانت معرضًا لصور مَن سقطوا برصاص وقنابل دخان الأجهزة الأمنية من الشباب المحتجين في تلك الأيام.
جديد بالذكر أن ميليشيات الحشد الشعبي تسيطر على منطقة جرف الصخر، والتي تم تغيير اسمها إلى «جرف النصر» وأضحت دولة داخل الدولة، وأعلنتها «منطقة محظورة» على سكانها، وتقع جرف الصخر في موقع إستراتيجي بين بغداد ومدينة كربلاء، وتوجد على الطريق الذي يربط العاصمة الإيرانية طهران بالعاصمة السورية دمشق.
وقامت الميليشيات المسلحة، بتدمير المنازل والمزارع، باستثناء وسط مدينة جرف الصخر، وأقامت معسكرات وسجونًا سرية وتسيطر كتائب حزب الله العراقية الموالية لإيران على المنطقة، وحتى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، لا يستطيع أن تطأ قدمه هذا المكان، وكان أحد شيوخ القبائل المهجرين من المنطقة سافر إلى لبنان لعرض قضيته على الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله ، ثم إلى إيران، لعرضها على المرشد الإيراني علي خامنئي، لكن جهوده كلها لم تكلل بالنجاح.
وتستخدم الميليشيات المجمع الصناعي العسكري القديم الذي أنشأه صدام حسين، لتصنيع وتخزين واختبار الذخيرة ويعتمد «الحشد الشعبي»، على عدد من وسائل الإعلام المحلية، وعشرات النواب، كما أنهم يسيطرون على الوزارات، التي تضمن مداخيل من الرشاوى مقابل تسيير عقود حكومية.





