لحفظ ماء الوجه.. إيران تهدد أمريكا في الذكرى الأولى لتصفية سليماني
تهديد إيراني
وارتفعت حدة التهديدات الإيرانية، في 1 يناير 2021، على لسان قائد فيلق القدس الإيراني «إسماعيل قاآني»، الذي وجه خلال مناسبة أجرتها جامعة طهران في ذكرى مقتل سليماني، تهديدًا جديدًا إلى واشنطن، قائلًا : إن مقتل قائد فيلق القدس في هجوم أمريكي، لن يثني القوات الإيرانية عن المقاومة والدفاع عنه، معلنًا أن إيران ما زالت مستعدة للرد على هذه الجريمة، ومشيرًا إلى أن الرد هذه المرة سيكون داخل أمريكا.
ومن جانبها، أرسلت بعثة إيران الدائمة في الأمم المتحدة، في 1 يناير 2021، برسالة تحذيرية إلى مجلس الأمن الدولي من أي مغامرة عسكرية تقوم بها أمريكا في مياه الخليج العربي، مبينة أن واشنطن قامت خلال الأسابيع الماضية بالعديد من الانتهاكات التي تمثلت في إرسال أسلحة متطورة إلى المنطقة للقيام بأعمال عسكرية استفزازية ضد الجمهورية الإيرانية، في الوقت الذي تقوم فيه واشنطن بتقديم معلومات كاذبة وتوجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد طهران، وفقا لوكالة «إرنا» للأنباء الإيرانية.
هذا بالإضافة إلى أن قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء «حسين سلامي»، أعلن خلال زياراته لجزيرة أبو موسي؛ في 2 يناير 2021، أن القوات الإيرانية سترد بالمثل وبشكل حازم على أي عمل عدواني ضد البلاد، قائلا: «نزور جزيرة أبو موسى لتقييم استعداداتنا في المياه، لمواجهة الأعداء الذين يوجهون التهديدات»، وأضاف، «إيران أثبتت مرارًا أنها لن تتغاضى عن أي تهديد أو تعرض من قبل الأعداء».
رسالة أمريكية
ونتيجة لذلك، أعلن عدد من المسؤوليين الأمريكيين أن واشنطن رصدت قبل أيام كافة التحركات التي تقوم بها إيران في المنطقة، وتوصلت إلى رصد مخطط هجومي لإيران على عدد من القوات التابعة لها بمنطقة الشرق الأوسط، وبينوا أن واشنطن ترى وجود مؤشرات لاحتمالية هجوم إيراني محتمل بالشرق الأوسط، ونتيجة لذلك حلقت قاذفتان أمريكيتان من طراز «بي 52» في سماء الشرق الأوسط، الأسبوع الماضي، من أجل توجيه رسالة لردع إيران قبل ذكرى اغتيال سليماني، وفقًا لـشبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية.
ولذلك، تثار التساؤلات حول مدى جدية التهديدات الإيرانية بمعنى هل من أن تقوم طهران خلال الأيام المقبلة بارتكاب أي حدث يهدد واشنطن في ذكرى مقتل سليماني، أم أن هذا مجرد تهديد فقط، وإذا كان ذلك فما الدوافع وراءه؟.
لحفظ ماء الوجه
وللإجابة على هذه التساؤلات، قال «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني: إن النظام الإيراني لطالما يقوم في مثل هذه المناسبات برفع هذه الشعارات، ودائمًا لا يتم تصعيد هذه الشعارات إلى مرحلة الرد الفعلي، فهي فقط لحفظ ماء الوجه أمام الولايات المتحدة الأمريكية والشعب الإيراني في ذكرى مقتل الرجل الثاني في النظام الإيراني الذي سبب قلقًا كثيرًا، ولكي تثبت لشعبها أنها قوة لا يستهان بها.
وأضاف «مسعود إبراهيم» في تصريح لـ«المرجع»، أنه ليس من المتوقع أن تقوم إيران بأي رد فعل؛ لأن الظروف الحالية التي تمر بها، هي ظروف معقدة للغاية، هذا بالإضافة إلى أن رحيل دونالد ترامب من البيت الأبيض قد اقترب، ومجيء «جو بايدن» التي تعلق إيران آمالها عليه بشأن تحسن العلاقات مع واشنطن، ورفع العقوبات المفروضة عليها، ولذلك لا يريد الملالي أن يبدأ هذه العلاقة بتصرف قد يُجبر أمريكا على الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران أو زيادة فرض العقوبات.





